عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

18/8/2009
المسيح والكهنوت والكنيسة _ المطران يوحنا جنبرت
 

 

المطران يوحنا جنبرت

المسيح والكهنوت والكنيسة

 

 

 

 المسيح والكنيسة واحد

 في مطلع " الدستور العقائدي في الكنيسة " يقول آباء المجمع الفاتيكاني الثاني : " المسيح نور الشعوب:

 لذلك يرغب المجمع المقدّس الملتئم في الروح القدس رغبة ملّحة في أن يستنير جميع الناس بنور المسيح المتألّق على وجه الكنيسة باعتلان الإنجيل للخليقة كلّها" فالإيمان بالكنيسة مرتبط ارتباطاً عضوياً وثيقاً بالإيمان بالمسيح. ونور الكنيسة هو نور المسيح، كالقمر بنوره الذي يعكس نور الشمس على حد تعبير الآباء القديسين.
والروح عينه الذي حقّق تجسّد الكلمة هو عينه الذي مَهَرَ الكنيسة بالقداسة، والكنيسة كما يقول الآباء هي المكان " الذي يزهر فيه الروح " ( هيبوليتوس، التقليد الرسولي 35 }وهذا هو العهد الجديد، عهد النعمة، وهو عهد شعب الله المختار، المولود لا من لحم ولا من دم ولا من مشيئة بشر وإنَّما من الروح القدس.والمؤمنون الذين وُلدوا للحياة الجديدة بالماء والروح يحيون أيضاً بنعمة الروح التي ينعمون بها في رحاب الكنيسة المقدَّسة جسد المسيح السرّي الذي هم أعضاء له يستمدّون منه الحياة الإلهية كما تستمد الأغصان نسغها من جزع الكرمة. فكل شيءٍ قد أُعطي بالمسيح، وهو بالروح القدس يشفي الجنس البشري، " أنظر المعجزات " ويجدّده ( مغفرة الخطايا والبركة ). ومجيئه وبقاؤه على الأرض ما كان إلاّ ليؤسس الكنيسة سرّ استمراريته بين الناس ليبلغ بهم إلى القيامة والمجد المُعدّ لكل الذين يؤمنون به ويعتمدون بمعموديته. وهذه الكنيسة ليست حجارة أو رموز وشعائر ولا هي منظمة بشرية أو مؤسسة كسائر المؤسسات. وإنّما هي عنصر حياة، أشبه بالكرمة، وينبوع الماء الحي، والخبز الذي يشبع. وركيزتها هي وجوده السري فيها، هذا الوجود الذي ينفحها بالحياة مجدداً أعضاءها ومنمياً إياهم بالنعمة في شتى مراحل حياتهم البشرية على الأرض.إنّ المسيح يحقّق تواجده المستمر هذا بالروح القدس عينه الذي أقامه من بين الأموات وهو مصدر كل معرفة وحياة. فحيث يكون الروح القدس يكون الحق والنعمة والحياة وفي هذا يكون الخلاص للناس وروح الحياة قد أعطاه للعالم من خلال الرسل القديسين إذ أنزله عليهم يوم العنصرة مؤسساً بذلك الكنيسة المقدّسة كما وعد جاعلاً منها سراً، " علامة وفعل "، أعني سرَّ عمله الخلاصي الدائم والمستمر حتى استكمال الملكوت.وإنَّ " الكنيسة " تعني في تعابيرنا المسيحية، المجموعة " المصليّة " الليتورجية، ( 1 كو 11 : 18 / 14 : 19، 28 ) أي " جماعة المؤمنين " محلية كانت أم جامعة. وهذه المعاني الثلاث تصلح، إذ إنَّ " الكنيسة " هي الشعب الذي يجمعه الله في العالم أو في مكان معين محدود، وهي تتحقّق كمجموعة مصلية ليتورجية وخصوصاً " افخارستية "، وتَحيا هذه الجماعة بكلمة المسيح وجسده كما أنَّها في الوقت عينه تنمو لتصير بدورها جسد المسيح.

 العنصرة: ولادة الكنيسة

" لمّا أُنجزَ العمل الذي كلَّف الآب ابنه تحقيقه على الأرض، أرسل الروح القدس، في يوم العنصرة، لكي يقدِّس الكنيسة باستمرار" ( الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي عن الكنيسة فصل 4 ) لأنَّ الروح هو مقدِّس كل شيء وهو كان في بدء الفداء يوم البشارة وهو رافق المسيح في عمله الخلاصي على الأرض وهو وزَّع الألسن النارية على الرسل ومسحهم لكي يتابعوا عمل المسيح الخلاصي في العالم من خلال الكنيسة، متَّحدين بالقائم من بين الأموات حتى النهاية.

فنرى يوم العنصرة، موقع الرسل الأساسي بوضوح في القصد الإلهي بعد أن كانت تتردَّد تنويهات إلى دور يلعبونه في نقل البشرى أو شفاء المرضى وإخراج الشياطين والدعوة إلى التوبة. وكأنَّ العنصرة هي بداية عهد جديد بين الله وشعبه وهو غير العهد القديم الذي كان قد قطعه الله للشعب اليهودي في جبل سيناء. الذي يحتفل به اليهود في اليوم عينه ويسمّونه عيد الخمسين، لأنَّه يأتي بعد الفصح بخمسين يوماً.

وفي يوم العنصرة بالذات ظهر سرّ الكهنوت المقدَّس وقد لفح فيه الروح القدس هؤلاء الذين اختارهم الرب رسلاً له في العالم وأعطاهم قوة الروح ( باراكليت ) لكي يجمعوا العالم ويقدّسوه. وهكذا نقرأ في أعمال الرسل:" ولمّا حلَّ يومُ الخمسينَ كانوا كلُّهم معاً في مكانْ واحدٍ. فحدثَ بغتةً صوتٌ مِنَ السماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، وملأَ كُلَّ البيتِ الذي كانوا جالسينَ فيهِ؛ وظَهرتْ لهم ألسِنَةٌ مُنقَسِمَةٌ، كأنَّها مِنْ نارٍ، واستقرَّتْ على كُلِّ واحدٍ منهم. فامتَلأُوا كلُّهم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وطَفِقوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أُخرى، كما آتاهُمُ الرُّوحُ أنْ يَنطِقوا. وكانَ نازِلاً أُورَشليمَ يهودٌ، رجالٌ أتقِياءُ مِنْ كلِّ أمَّةٍ تحتَ السماءِ…… فوَقَفَ بُطرسُ معَ الأحَدَ عَشَرَ، ورفَعَ صوتَهُ وخاطَبَهُم قائلاً:" أَيُّها الرجالُ اليهودُ، والمقيمونَ في أُورَشليمَ جميعاً، ليكُنْ هذا معلوماً عندَكُم، أَصغُوا لأَقوالي…… أيُّها الرِّجالُ الإسرائيليّونَ، اسمَعوا هذِه الأقوال. إنَّ يسوعَ الناصريَّ، الإنسانَ الذي أيَّدَهُ اللهُ لَديكُم بالعجائِبِ والمُعجزاتِ والآياتِ، التي أجراها على يَديهِ فيما بينَكُم، - كما أنتم تعلَمونَذاكَ الذي أُسْلِمَ بحسَبِ مشيئَةِ اللهِ المحدودَةِ وعِلْمِهِ السابِقِ، فَقَتَلْتُموهُ صَلْباً بأيدي الأَثَمَةِ، قد أقامَهُ اللهُ، ساحِقاً قُيودَ المَوْتِ، إذْ لم يَكُنْ في وِسْعِ المَوْتِ أَنْ يَضْبُطَهُ…… فلمَّا سَمِعوا ذلكَ انصَدَعَتْ قُلوبُهم، وقالوا لِبُطرسَ ولِسائِرِ الرُسُلِ: " ماذا عَليْنا أنْ نَصْنَعَ، أيُّها الرجالُ الإخوَة ؟ " فقالَ لَهُم بُطرس:" تُوبوا، وَلْيَعتَمِدْ كلُّ واحدٍ منكُم باسمِ يسوعَ المسيح لِمغفِرَةِ خطاياكُم، فَتَنالوا موهِبَةَ الروحِ القدُسِ." …… فاعتَمَدَ الذينَ قَبِلوا كلامَهُ: وانضَمَّ إلى الكنيسةِ، في ذلكَ اليومِ، نحوَ ثلاثةِ آلافِ نَفْس." ( أعمال الرسل 2 : 22-26 /37)ومنذ ذلك اليوم تمحور الحضور المسيحي وتجمهرت الجماعة الكنسية حول الرسل الإثني عشر حيث كانوا يبشّرون الناس ويجمعون المؤمنين مقدّمين لهم أنوار الكلمة وكنوز الملكوت.ومنذئذٍ ما عاد بالإمكان تصوُّر الكنيسة بدون الرسل. فالكنيسة ولدت من جنب المسيح المصلوب، وانطلقت في الحياة يوم العنصرة بقدرة الروح القدس وبواسطة الرسل ركيزتها وصوتها في مسيرتها على الأرض ورمز حضورها بين البشر.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com