الاب بولس مارديني

يوحنا 9-1-39 ( الأحد 29أيار ، 2011)

أحد الأعمى

 ·   شعار الأسبوع:  مش مهم اذا كنت أعمى بالجسد أنا ، مهم عايش بنور الله أنا. شو الأهم كون مفتّح و عايش بالظلمة أنا؟

·   حكمة الأسبوع: الأنسان يكون في قمّة سعادته عندما تعمل كل حواسه بطريقة سليمة و يقلق من فقدانها. و لكن ما فائدة كل الحواس ان عملت صح دون احساس داخلي. ما فائدة نظر لا يرى الاّ الجسد و المادة و سمع لا يتخطى صوت هذا العالم و ما فائدة يدان لا تلامسان الا المادة و ما فائدة حاسة الشمّ الاّ في خدمة جسدي ترغيبا أو ترهيبا. فالأنسان أكبر من حواسه الخمسة، جيد أن نهتم بنظرنا و لكن من الأفضل أن نرى بعيوننا الروحيّة " ان كانت عينك نيّرة فجسدك كله يكون نيّر". جيد أن نلمس بايدينا لنشعر و لكن أفضل أن نقدمّ بأيدينا ما يشعر الاخرين بوجود الله بتقديماتنا. جميل أن نشم الورود و لكن الاجمل أن نكون رائحة المسيح الطيبة و نهرب من رائحة الخطيئة النتنة. جميل جدا ان نسمع ما يسرنا و يسعدنا لكن الأجمل أن نسمع صوت الله و نعمل به. "طوبى للذين يسمعون كلمة الله و يعملون بها" فالجميل أن نذكر ان المسيح ارادنا ان نكون اكبر من الجسد و من الحواس، ارادنا أن نكون حواس الله في العالم "أنا الكرمة و انتم الأغصان" و القديس بولس يقول عن المسيح أنه هو الرأس و نحن أعضاء جسده اي حواسه.

فهل فهمنا هذه الحقيقة و عشنا بموجبها؟

 ·   خبرية الأسبوع: يحكى أن أحد الملوك كان يعبر الصحراء نحو مدينته و لا أحد يعرف الطريق غيره. و اثناء المسيرة سقط أحد الجمال و كان محمّل بالمجوهرات الثمينة. فنظرة الحاشية اليها باشتهاء و طمع. فابتسم الملك و قال :" كل هذه المجوهرات لكم خذوا كل ما تريدون" و أكمل سيره. و بعد فترة التفت الى خلف ووجد فقط شاب يتبعه فسأله" لماذا لم تتوقف مع البقيّة و تغتني بهذه الوسيلة السهلة "فاجابه" يكفيني شرف و انا معك و ما فائدة المال بدونك و قد اضعت الطريق"

ألا يشبه كثيرين يتركون الله يتابع المسير وحده نحو السماء و هم منشغلون بملزات الأرض فلا يبقون فيها و لا يذهبون الا السماء لذلك يقول المسيح" ما نفع الانسان ان ربح العالم كله و خسر نفسه" و " انا الطريق و الحق و الحياة، لا أحد يذهب الى الاب الاّ بي.

 ·   صلاة الاسبوع: أصلي لك ربي عندما تغمض عينيّ ان لا يتوقف قلبي عن حبك و عندما انحني نحو الارض لاعود اليها، ان يكون قلبي يسمو ليصل اليك، فيرفع جسدي ليعود اليك.

كلمات من ذهب: ليست الحكمة بان نعرف كل شيء، لكن أن نعرف أن الله هو مصدر كل شيء و الا ما فائدة حكمة لا تعرف الله.

 صح: أن نعبد الله فلا نستعمل كلمة عبادة الا للله وحده " للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد" أي صح ان نعبد الله الاب و الابن و الروح القدس اي الثالوث الاقدس.

خطأ: أن اعبد العذراء او القديسة ريتا أو مار شربل او اي قديس، فالعبادة للخالق و التكريم للخليقة و العذراء اطهر الخلائق و القديسين صورة الله فنكرمهم و نقول للعذراء " يا من هي اكرم من الشاروبين و امجد بلا قياس من السرافييم و هم من رؤساء الملائكة فحتى الملائكة نكرمها و لا نعبدها.