عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

بالصوم نسلك الاب انطوميوس ابراهيم

بالصوم نسلك الدرب القويم:

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 

إنّ كل ما قام به ربنًّا وإهنا يسوع المسيح إنما صنعه لأجلنا نحن ومن أجل خلاصنا بالدرجة الأولى فنحن نردد في ليتورجيتنا القبطية " هذا الذي احبنًّا نحن البشر وبذل ذاتهُ فداءً وخلصنا من الموت بالصليب " نزل الى الحجيم من قبل الصليب" ويذكر لنا القديس يوحنا الانجيلي " إنه جاء لا ليدينًّ العالم بل ليخلصُه" فالمسيح سلك درب الصليب بالاستقامة وحقق الهدف الذي من أجله جاء،فهل نحن قادرين أن نسلك هذا الدرب بحسب وصاياه؟ هل نحن على استعداد أن تكون تصرفتنا وكلامنتا بحسب مشيئه؟ هل نلهج في وصايا الرب كما قال داوود النبي أن شريعتك في فمي ليلاً ونهاراً .

اخي الحبيب إن العيش في الخطيئة والمكر والخبث سببٍ كافي ليبعدنا عن الله، اما العيش في النعمة والصدق والشفافية سبيل العيش والسلوك في الدرب المستقيم.

حياتنا اليومية تشبه الى حد كبير الفارس في ساحة السباق حيث الفوز بالسباق هو هدف اساسي والصول الى تحقيقه يجب عليه أن يسير في طريق السبق وإذا انحرف عن هذا الطريق ومال الى طريق أخر فأنه يتخبط في الحواجز والناس  ويخرج عن طريقه ويفقد هدفه ويصاب بالفشل والخسارة.

هكذا النفس البشرية " حياتنا اليومية" وحياتنا الداخلية" إذا ابتعدت عن الطريق الذي يقودها الى الله باستسلامها لشهوات الجسد ومتطلباته وفعل الشر وارتكاب المعاصي والتفكير في الامتناع عن المأكولات ونوعيتها والتذمر من الاخرين .إن هذا التصرف وبدون أدني شك أنه سيؤدي الى هلاك النفس وخسرنها الحياة الابدية.

اخوتي الاحباء نحن مدعوين في هذا الصيام أن نفكر جيداً بأن هذا الزمن هو زمن توبة ورجوع الى الله وزمن امتناع عن فعل الشر والخطيئة كما أنه زمن إمتناع الى فعل الخير والاحسان وعيش أوجه الثلاثة أو أبعاده وهما

1-                 انفتاح على الذات: أي السعي الحثيث الى المصالحة الحقيقية مع ذاتي بالمزيد من النسك والزهد والاعتدال ونقاء الفكر والضمير والسلوك الحسن والتربية على الاخلاق الحميدة.

2-                 انفتاح على الأخر: أي مساعدة الفقير والمحتاج بالمزيد من القيام بأعمال الرحمة في إطعام الجياع وزيارة المرضي والمسجونين لنكون عن يمين الله وضمن صفوف المدعوين لميراث الملكوت " تعالوا إليًّ يامباركي أبي رثوا المٌلك المعد لكم منذ إنشاء العالم.

3-                 انفتاح على الله: أي الالتزام بوصاياه وممارسة الاسرار المقدسة ولا سيما سري الاعتراف والافخارستيا والتزين بفضائل البر والقداسة.

أخي المؤمن:

  ثق تماماً أن صومك الحقيقي  هو المبني على فعل الخير والالتزام قبل أن يكون متعلق باكلات نباتية خاليه من المواد الدسمه واللحوم  ونصيحتي لك اليوم هي ما قاله القديس يوحنا فم الذهبي "أنت أيها الصائم عن اكل اللحوم أدعوك أن تكف عن أكل ونهش لحم اخيك  وتسلب منه حريته و إراته .

إجعل صومك  صوم نابع من القلب، ومتناغم مع مشيئة الرب يسوع القائل " متى صمت فأغسل وجهك وادهن شعرك كي لا تظهر للناس أنك صائم" أي ان تجرد عن أن تتظاهر بأنك صائم وتقع في فخاخ شيطان المظهر والخداع. وأعلم أن الصوم ركن أساسي من أركان مثلث الايمان المسيحي " الصوم،والصلاة،والصدقة" بتحقيق هذه الاركان تتمكن من اخماد شهوات الجسد الكامن في اعماله مثل " نوم، لذّة، رفاهية، كبرياء، حسد، نميمة، طمع، بخل، زنى

). فلا تستسلم للرفاهية  والسكّر وغيرها من الامور الفانية، ولا تكن ضعيفاً أو مريضاً ، ولا كسولاً في أعمال الخير والمحبّة، وممارسة الصلوات والاعمال التقويةوإجحد الشيطان وعمله الشرّير،وتمسّك بما في الكتاب المقدّس،وتعليم الكنيسة واتبع القداسة  والبر وكن مكتفياً بما أنت عليه وإنموا في السلوك بالروح حسب مقتضيات انجيل المسيح في الصلاة، والتأمل، والشكر، والتواضع، والرحمة، وقراءة سير القديسين والشهداء وكافة أعمال محبّة وغيرها.
الصوم هو الفسحة الوحيدة التي من خلالها تستطيع أن تُقدّس جسدك ونفسك،بكلام الحياة " فكلامي روح وحياة" ولا تنجّسهما بالكلام الرديء. كلُّ ما يخرج من الفم ينجّس الانسان. (متى15/11) وتذكر أن الرب اعطك جسد لكي تقدسه ولسان لكي تبارك به الرب وتمجده وتسبحة على الدوام بستبحة السرافيم "
"قدّوس قدوس قدوس،رب الصباؤوت السماء والارض مملوءتان من مجدك القدوس" ، فلا تعود وتمجّد الشرّير بشتائمك، والكلام الباطل بذات اللسان واعلم أن لسانك هو إناء مقدّسو ملك لله.

امثولة لصوم يقودنا الى السير في الدرب القويم:

تقدم أحد الاشخاص الى الاب الكاهن يفتخر بصومه الذي اتمه على اكمل وجه حسب المقتضيات الليتورجية وقال: يا أبتِ الكاهن إستطعت أن أسلك وأقضي فترة الصوم هذه بالامتناع عن كل الاطعهة الشهية ولا سيما الاجبان والالبان واللحوم والدسم ولم أشتهيها ابداً. فقال له الكاهن حسناً فعلت لكن اسمح لى بأنك أسلك سؤال واحد هل تمكن من مصالحة جارك الذي انت متخاصم معه؟ اجاب الشخص الكاهن بالقول : أرجوك ابونا لاتفتح هذه السيرة

لا تذكر لي إسمه من فضلك؟ وسؤالى لكم اخوتي ما الفائدة من الصوم عن الاطعمة وقلبنا يحمل الحقد والخصام للأخر، أما يجدر بنا أن نتصالح معه  كقول الرب : إن أردت أن تقدم قربانك وتذكرت أن على أخيك شيء، أترك قربانك وأذهب أولاً واصطلح معه ومن ثم تعال وقدم قربانك.

لجني الثمارالروحيّة للصوم يجب أن نفعل الآتي:

1-ترك كل خطيئة تتكرّر في حياتك، وتقف في طريق خلاصك.
2- قراءة الكتاب المقدّس،حفظ البعض من آياتهوالتفكر بها في  

       قلبك على مثال العذراء مريم التي كانت تحفظ تلك 

      الامور  وتتفكر بها في قلبها.

3-                 رتّل واشكر الله من كل قلبك في كلّ حال ومن أجل كل حال وعلى كل حال

4-                 تأمل في حياة سِيَر القديسين " أنظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم".

5-                 تدرّب على المعاملة الحسنة مع الناس "سالموا جميع الناس إن أمكنكم".

6-                 تعامل باللّطف والصبر والكلمات الينة وأبعد عن الغضب والمجادلات العقيمة،"فالجواب اللين يصرف الغضب".

7-                 ر دد  مع داوو النبي واطلب من الله قائلاً قلباً نقياً أخلق فيَّ فما أجمل الحصول على نقاوة القلب، القلب النقيّ كلّه سلام، ومحبة، ولطف، وتواضع، وفرح وإيمان."طوبي للنقياء القلوب فأنهم يعانون الله".

صلوا اخوتي أن يكون صومنا يطابق مشيئة الرب القادر أن يقدس اجسادنا وأفكارنا وقلوبنا  ويشرق فينا نور معرفته ولنطلب منه أن يمنحنا القوة بأن نقاوم أعمال الظلمة ونسلك في النور " بنورك يارب نعاين النور"

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com