في الكنسيات

{ الحلقة الاولى}

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

يقول القدّيس أمبروسيوس لتلميذه:

"اعرف، يا ولدي، أنّه في الأيّام الأخيرة، ستأتي أزمنةٌ صعبة كما قال الرّسول (2 تي 1:3)، وبسبب قلّة الإيمان، ستظهر الهرطقات والشقاقات في الكنيسة. عندها، كما قال الآباء القدّيسون، لن تجد بين الإكليروس أو في الأديرة، أناساً صارمين ومختبرين في الحياة الرّوحية. لذلك، سوف تنتشر الهرطقات في كلّ أنحاء العالم وكثير من النّاس سينخدعون بها. لن يبدأ بنكران عقائد الثالوث القدّوس أو ألوهة يسوع المسيح ولن يتعرّض لوالدة الإله، ولكنّه سيحاول بصورة غير محسوسة أن يشوّه تعاليم الآباء القدّيسين وبمعنى آخر تعاليم الكنيسة المقدّسة. قلّة من النّاس سوف يلاحظون حيلة العدو وأساليبه. فقط المختبرون في الحياة الروحيّة سيميّزون تحركاته. الهراطقة سيستولون أكثر فأكثر على الكنيسة في كلّ أنحاء العالم، ويعيّنون عمّالهم، ويهملون الرّوحانيّة.

       لذلك، يا بني، عندما ترى في الكنيسة، أنّهم يحقّرون الأفعال الإلهيّة الّتي علّمها الآباء القدّيسون، بالترتيب الّذي أقامه الله، فاعلم أنّ الهراطقة أصبحوا حاضرين. واعلم يقيناً، أنّهم، في الآونة الأولى، سيخفون مقاصدهم الشريرة، وسيقومون بتشويه الإيمان المقدّس بطريقة مستترة، ليستطعوا، بشكل أفضل، خداع المؤمنين غير المختبرين.

       سوف يضطهدون بالطريقة عينها الرعاة وخدّام الله، لأنّ الشيطان، مبدع الهرطقة، لا يستطيع أن يحتمل الترتيب المقدّس. كالذئاب في ثياب حملان، سوف يُعرفون لحبّهم للمجد الباطل والفسق وعطشهم للسلطة. كلّ هؤلاء هم خونة، سينثرون الكراهية والحقد في كلّ مكان، لذلك قال السّيّد سنعرفهم، بسهولة، من ثمارهم. أما خدّام الله الحقيقيون فهم ودعاء، محبّون للإخوة ويُطيعون الكنيسة بترتيبها وتقاليدها.

ليس بهذه النبوءة استغراب او استهجان، ولسبب بسيط جدا:انها تتحقق لشديد الاسف والحزن. { التتمة في الحلقة القادمة }.

ان الانحراف عن تعاليم  الرب له كل المجد والرسل الاطهار لهو من عمل الهراطقة مهما كان منفذه اكليريكي كعلماني، وبئس الحال ان كان من غير العلمانيين.

ان الانحراف عن مبنى القداس على سبيل المثال ومن باب التوضيح فقط لهو خيانة لرب المجد وتحقير للرب ومن عبث الشيطان والهرطوقي  هو.

ان من يعتبر حذف هذه الطروبارية او تلك بالامر البسيط فهو مكّار خائن لربه،  فان كان سبب الحذف عن معرفة فيا ويلنا وان كان عن جهل فيا ويلاتنا.

ان  خدمة القداس الالهي هي خدمة جليلة مقدسة، وليس لنا العبث به{ القداس}.إنَّ الطّقوس والأنظمة صادرة عن سلطة كنسية روحيّة وشرعيّة بشخص رعاتها الأساقفة وذوي الدرجات الكهنوتية العليا الذي ينحصر فيهم هذا السلطان الذي منحه الرب لرسله الإثني عشر ومنهم إلى خلفائهم الشرعيين :" الحقّ أقول لكم إنّ كلّ ما ربطتموه على الأرض يكون مربوطًا في السماء وكلّ ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً في السماء".{ هل يصحّ القول على من يخون تعاليم الربّ}.