عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التراث العربي المسيحي

7/8/2009
العرب النصارى

العرب النصارى قبل الاسلام

عرب الشام

    كانت القبائل العربية عند ظهور النصرانية تقطم منذ أمد بعيد في منطقتي حوران وشرق الاردن، وهي منتشرة بين الشعوب الآرامية واليونانية. وأقام العرب الأقباط لأنفسهم في القرن السادس قبل الميلاد في جنوب شرق الاردن دولة بلغت أوج عزها في عهد الحارث الرابع ( 90 – 40 ق.م ) فامتدت إلى سورية، وحكمت دمشق واعترفت بها الدولة الرومانية. وفي سنة 106 م قضى الرومانيون عليها وجعلوها مقاطعة دُعيت " المقاطعة الرومانية العربية " وقاعدتها بصرى وهي تابعة كنسياً لانطاكية. وانتشرت المسيحية بين عرب الشام منذ العصور الأولى. واشترك في مجمع نيقية ( سنة 325 ) خمسة أساقفة من المقاطعة الرومانية العربية. واقتطع في أواخر القرن الرابع من المقاطعة العربية قسمها الجنوبي الممتد من خليج العقبة إلى جنوب البحر الميت، وكوَّن فلسطين الثالثة وقاعدتها البتراء، وخضع كنسياً لبطريرك القدس. وواصلت المسيحية نموها بين عرب الشام في القرنين الرابع والخامس. واشترك في مجمع خلقيدونيا ( سنة 451 ) سبعة عشر أسقفاً من مقاطعة بصرى وعشرة من مقاطعة البتراء، مما يدل على أنَّ معظم السكان العرب كانوا نصارى. ولم تقتصر المسيحية على أهل الحضر في عرب الشام بل انتقلت منذ القرن الثالث إلى قبائل البادية في سورية. وكانت هذه القبائل قد هاجرت من الجزيرة العربية على مراحل متتالية، وخصوصاًَ بعد خراب سدّ مأرب في اليمن وأقامت في بادية سورية. وأشهرها غسان في الجنوب وتنوخ في الشمال وتغلب في الشرق. وقد دانت بالنصرانية وأقامت عليها أساقفة وقَّعوا محاضر جلسات المجامع المسكونية باسم " أساقفة العرب ".

    ونُقل إلينا بان الصبيبة وهو شيخ قبيلة عربية كان له ولد مقعد فأبرأه القديس أفتيموس الناسك بمعجزة، فتنصَّر هو وعشيرته. ورسمه بطريرك القدس أسقفاً ووقّع محاضر مجمع خلقيدونية باسم " بطرس أسقف المضارب ".  وفي وثائق المجمع نفسه توقيعان آخران، الواحد لأسقف عرب بادية دمشق، والآخر لأسقف عرب بادية الفرات. وقد كثرت القبائل في القرن السادس كثرة عظيمة وأخذت تقطن في المدن نفسها وفي جوارها.  وكانت السيادة السياسية في الشرق آنذاك للدولتين الكبيرتين البيزنطية والساسانية. وكان الغساسنة في جنوب الشام أنصار البيزنطيين. بينما كان المناذرة في الحيرة حلفاء الساسانيين. واستعان الامبراطور يوستنيانوس بالغساسنة النصارى لصد غارات قبائل البادية ومحاربة أمراء الحيرة، فقام الأمير الغساني الحارث الثاني بن جبلة وهو أعظم امراء آل جفنة، وحارب المنذر الثالث أمير الحيرة وغلبه، فكافأه الامبراطور وجعله سيد القبائل العربية كلها في الشام، ولقّبه " بالبطريق " و " الفيلارك " وهما أعلى ألقاب الدولة بعد الامبراطور ودعاه العرب ملكاً. وكان الحارث نصرانياً وانحاز لبدعة الطبيعة الواحدة، وحامى عن يعقوب البرادعي الذي رسم أسقفاً لعشائره. وارتاب البيزنطيون في أمر ابنه المنذر وشكّوا في ولائه لهم لأنه بالغ في حمايته لمذهب الطبيعة الواحدة، فحملوه إلى القسطنطينية ونفوه إلى جزيرة صقلية. وتضاءل نفوذ الغساسنة بعده وانقسم عرب الشام على أنفسهم وتنازعوا. وفقد الروم بزوال قوة الغساسنة درعاً واقية تصدّ عنهم هجمات الفرس وغارات الغزاة.

 عرب العراق

    أقامت في القرن الثالث قبائل لخم اليمنية بجنوب العراق على أطراف البادية، واتَّخذت لها لحيرة مقرّاً لها وأسست لنفسها دولة. واعترف الفرس الساسانيون باستقلالها ومنحوا أمراءها لقب " الملك ".وانتشرت النصرانية في الحيرة، فكان للمسيحيون فيها أسقف قد اشترك في مجمع ساليق سنة 410 كما كان لهم أسقف آخر في الأنبار. أما الملوك فقد كانوا عبدة أصنام كملوك الفرس. وقد حاول نعمان الأول المعروف بالأعور ( 400 – 418 ) أن يمنع رعاياه المسيحيين من زيارة الناسك العربي سمعان العمودي في منطقة حلب فلم يفلح. وكان كثيرون من العرب يُقبلون إليه فيعظهم وهو على رأس عاموده، فيؤمنون بالمسيح. واعتنق النصرانية في آخر القرن السادس الملك النعمان أبو قابوس. ويعود الفضل في تنصيره إلى الشاعر المسيحي عدى بن زيد. وكان عرب الحيرة والعراق نساطرة بينما كان الغساسنة يعاقبة، إلاّ أنَّ مذهب الطبيعة الواحدة قد تسرّب إليهم في أواسط القرن السادس.

 عرب اليمن

    من المرجح أن المسيحية دخلت إلى أرض اليمن في القرن الرابع، في أيام الدولة الحميرية الثانية    ( 300 – 525 ) وقامت في عدن وظفر ونجران كنائس، وازداد انتشار المسيحية فيها بازدياد نفوذ الأحباش المسيحيين في مطلع القرن السادس.  ولجأ ملوك اليمن إلى يثرب أثناء الاحتلال الحبشي الأول، فتأثروا فيها بالديانة اليهودية، ويبدو أنَّ بعض ملوك التبابعة قد اعتنقوا اليهودية. وفي عهد الدولة التبعية كان تنافس اليهودية والنصرانية قد بلغ أوجه. واستولى يوسف آخر ملوك التبابعة الملقب بذي نؤاس على الحكم ( 510 – 523 ) في اليمن واضطهد المسيحيين وأجبرهم على التهود وفتك بهم فتكاً شديداً، وأحرقهم في الأخدود في ظفر ونجران ( 523 ). واستشهد منهم كثيرون، وأشهرهم الحارث ورفقته. فقام الأحباش بحملة تأديبية إلى اليمن سنة 525 بقيادة القائد ارياط فانتقم من ذي نؤاس وألجأه في إحدى الروايات إلى أن يخوض البحر بفرسه فينتحر. وهذا هو الاحتلال الحبشي الثاني لليمن ( 525 – 570 )  وتولى الحكم بعد ارياط ابرهة الأشرم حتى عام 570. وثار على الأحباش أمير يمني يسمى سيف بن ذي يزن، والتمس مساعدة الروم في بادىء الأمر، فلم يلقَ منهم المعونة فلجأ إلى الفرس. فأرسل كسرى أنوشروان إلى اليمن جيشاً، فطرد الأحباش وبقي الفرس يحكمون البلاد بدلاً منهم. إلى أن جاء الاسلام وخلف الجميع.   واشتهر بين خطباء العرب قس بن ساعدة أسقف نجران الذي كان يعظ في سوق عكاظ قرب مكة في أواخر القرن السداس.

 عرب نجد والحجاز

    تسربت النصرانية وأفكار التوحيد إلى عرب شمال الجزيرة العربية، لاتصالهم بالعرب المسيحيين في الشام والعراق. وأشهر القبائل المتنصرة في نجد هي كندة وبكر وائل وتغلب وطيء.وتأصلت المسيحية في البحرين وعمان، وكانا تابعين للنفوذ الفارسي وفيهما عدة أبرشيات، أهمها هجر قاعدة البحرين، وكلها خاضعة لبطريرك ساليق النسطوري. ونشأت في مجن شمال الحجاز بعض الأسقفيات ذُكر لنا منها العقبة وتيماء ( بلد السموأل ) ودومة الجندل ( الجوف ) وانتشرت النصرانية في وادي القرى.  أمّا في قلب الحجاز فقد كان عدد المسيحيين ضئيلاً. ففي يثرب ( المدينة ) كان النصارى أيام الهجرة بضع مئات فقط، وكانوا في مكة والطائف أفراداً، من النخبة الروحية، يعرفهم الناس بأنهم أهل الكتاب وقد نشروا فكرة التوحيد. على أنه رغم قلة عددهم في قلب الحجاز فقد عرف العرب عنهم الكثير من التعاليم المسيحية المحيطة بالجزيرة العربية من جميع أطرافها. ويتضح لنا من كل ما سبق أنَّ النصرانية قد تسربت إلى أغلب القبائل العربية، ومن لم يقبل المسيحية منها، فقد سمع بالإله الواحد. غير أنّه لم يكن العرب في الجملة أصحاب شعور ديني عميق، ولم تكن ثقافتهم الدينية متأصلة فيهم، وخصوصاً لدى الرحَّل منهم. فلم تنشأ قبل الإسلام كنيسة مسيحية عربية ذات طابع قومي، لها كتبتها ولغتها وطقوسها وعاداتها، كما نشأت مثل هذه الكنيسة القومية عند السريان والأرمن. وكان غسان ولخم وحمير وهي من أنصار الروم أو الفرس أو الأحباش، أقوى الكتل المسيحية وقد تضاءل نفوذها في سائر القبائل العربية في أواخر القرن السادس حتى انهارت هذه الدول

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com