عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

وقفة مع العشار _ ميخائيل بولس

وقفة مع العشّار

ميخائيل بولس

كفرياسيفwww.almohales.org

أحد زكَّا العشَّار وتُقرأ فِيهِ رسالة تذكار آبائنا في القدّيسين معلّمي المسكونة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنّا الذهبيّ الفم

على اللحن الثامن
في كلِّ الأرضِ ذاعَ منطقُهُم، وإلى أقاصي المسكونةِ كلامُهُم
ستيخون: السَّماواتُ تُذيعُ مجدَ الله، والفلكُ يُخبرُ بأعمالِ يديهِ
الرسالة إلى العبرانيّين .16-7:13
يا إخوة، أذكروا مدبِّريكُمُ الذينَ كلَّموكُم بكلِمةِ الله. تأمَّلوا في عاقِبةِ تصرُّفِهِم واقتادوا بإيمانِهِم، إنَّ يسوعَ المسيحَ هوَ هوَ أمسِ واليومَ وإلى الدُّهور،لا تنخَدِعوا بتعاليمَ متنوِّعةٍ وغَريبة. فإنَّهُ يَحسُنُ أن يُثبَّتَ القلبُ بالنِّعمة، لا بأطعمةٍ لَم تنفَعِ الذينَ جَرَوا بمُوجَبِها،
إنَّ لنا مَذبحاً لا يحِقُّ للذينَ يَخدُمونَ المسكِنَ أن يأكلوا مِنهُ، لأنَّ الحيواناتِ التي يَدخُلُ رئيسُ الكهنةِ الأقداسَ بدَمِها عَنِ الخطيئة، تُحرَقُ أجسامُها خارِجَ المحلَّة،لذلكَ يسوعُ أيضاً تألَّمَ خارِجَ الباب، ليُقدِّسَ الشَّعبَ بدمِهِ الخاصّ، فلنَخرُج إذَن إليهِ إلى خارِجِ المحلَّةِ حامِلينَ عارَه، لأنَّهُ ليسَ لنا ههُنا مدينةٌ باقية، لكنَّا نطلُبُ الآتية، فلنُقرِّب بهِ إذَن ذبيحةَ الحَمدِ للهِ كلَّ حين، وهيَ ثَمَرُ الشِّفاهِ المعترِفةِ لاسمِهِ، لا تَنسوا الإحسانَ والمؤاساة، فإنَّ اللهَ يَرتَضي مِثلَ هذهِ الذَّبائح
على اللحن الأول
تعترفُ السَّماواتُ بعجائبِكَ يا ربّ، وبحقِّكَ في جماعةِ القدّيسين
ستيخون: اللهُ ممجَّدٌ في جماعةِ القدّيسين، عظيمٌ ورهيبٌ عندَ جميعِ الذينَ حولَهُ
إنجيل القدّيس لوقا .10-1:19
في ذٰلِكَ ٱلزَّمان . كانَ يَسوعُ يَجتازُ بِأَريحا * وَإِذا بِرَجُلٍ ٱسمُهُ زَكّا كانَ رَئيسًا عَلى ٱلعَشّارينَ وَكانَ غَنِيًّا * وَكانَ يَطلُبُ أَن يَرى مَن هُوَ يَسوعَ . وَلَم يَستَطِع بِسَبَبِ ٱلجَمعِ لِأَنَّهُ كانَ قَصيرَ ٱلقامَة * فَتَقَدَّمَ مُسرِعًا وَصَعِدَ إِلى جُمَّيزَةٍ لِيَنظُرَهُ . لِأَنَّهُ كانَ مُزمِعًا أَن يَجتازَ بِها * فَلَمّا ٱنتَهى يَسوعُ إِلى ٱلمَوضِعِ رَفَعَ طَرَفَهُ فَرَآهُ . فَقالَ لَهُ . يا زَكّا . أَسرِعِ ٱنزِل . فَٱليَومَ يَنبَغي لي أَن أُقيمَ في بَيتِكَ * فَأَسرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا * فَلَمّا رَأى ٱلجَميعُ ذٰلِكَ تَذَمَّروا قائِلين . إِنَّهُ دَخَلَ لِيَحِلَّ عِندَ رَجُلٍ خاطِئ * فَوَقَفَ زَكّا وَقالَ لِيَسوع . يا سَيِّدي . هاءَنَذا أُعطي ٱلمَساكينَ نِصفَ أَموالي . وَإِن كُنتُ قَد غَبَنتُ أَحَدًا في شَيءٍ أَرُدُّ أَربَعَةَ أَضعاف * فَقالَ لَهُ يَسوع . ٱليَومَ قَد حَصَلَ ٱلخَلاصُ لِهٰذا ٱلبَيتِ . لِأَنَّهُ هُوَ أَيضًا ﭐبنُ إِبرٰهيم * فَإِنَّ ﭐبنَ ٱلبَشَرِ قَد أَتى لِيَطلُبَ وَيُخَلِّصَ ما قَد هَلَك *

ينفرد لوقا بهذه الرواية، عن توبة زكا العشار. وتُظهر ان يسوع هو الذي جاء ليخلّص الهالكين.

+  3 _1 في ذلك الزمان.دخل يسوع اريحا واجتاز فيها. واذا برجل اسمه زكا كان رئيسا على العشارين وكان غنيا فطلب ان يرى يسوع من هو. ولم يستطع من الجمع لانه كان قصير القامة.

= زكا: من العبرية {זכי _ زكي} أي " نقيّ " او "بار".

= رئيسا للعشارين: لا ترد في موقع آخر، ودلالتها الدقيقة غير واضحة، وقد تشير الى رئيس قسم محلّي للضرائب، وربّما كان زكّا يوظف آخرين لتوصيل الضرائب، بينما عليه هو ان يقدّم ما تطلبه السلطات. ولا شك ان كانت اريحا موقعا جيدا لاي عشار. { اذ يقدر عدد سكانها آنذاك بمئة الف نسمة}. وكانت الطرق التجارية تمر فيها بالاضافة الى منتوجاتها المحلية. فكان فيها تجارة نشطة، ولذلك ليس من الغريب ان يكون  زكا غنيا.

ويعود نظام التعشير { أي الضريبة بمقدار العشر} عند اليهود الى عهد يعقوب كما ورد في سفر التكوين { 22 :28 } " وهذا الحجر الذي جعلته نُصُبًا يكون بيت الله. ومع ما تُرْزُقينه تاتي العشر تعشيرا". فالناموس يفرض على اليهودي دفع العشر عن الحنطة والخمر والزيت وابكار الابقار والغنم" وكما ورد في سفر التثنية { 23 _22 :14 } " وعشّر جميع غِلّة زرعك ما انبتت الارض سنة بسنة، وكل امام الرب الهك في الموضع الذي يختاره ليحلّ الله فيه _ عشّر برك وعصيرك وزيتك وابكار بقرك وغنمك لكي تتعلّم كيف تتقي الرب الهك كل الايام". ويشمل العشر شرعا، منتجات الارض الرئيسية كالحنطة والزيت" وجميع اعشار الارض من حبّها وثمر الشجر وهي هرب قدس للرب" { لاويين 3 :27 }.

وكان العشارون مكروهين من الناس لاتباعهم طرق غير مشروعة في جباية الضرائب، فكانوا يبتزّون الاموال اكثر بكثير من مقدار الضريبة الرسمي لصالحهم ودليل ذلك اعتراف زكا العشار بعد ايمانه بيسوع واعلان توبته { عدد 8 }.

وكان اليهود يعتقدون ان معاشرة الخطاة تؤدي الى نجاسة  { لوقا 30 :5 و 34 :7 و 2 :15 } وكان يوحنا المعمدان يحذر العشارين الذين جاءوا ليعتمدوا منه قائلا:" لا تتوفوا اكثر ممّ فُرض لكم" { لوقا 13 :3 } . ومن العشارين الذين اشتهروا كان البشير متى، الذي ضحّى بوظيفته التي قدر عليه ربحا وفيرا في سبيل ايمانه بيسوع حين دعاه.

وكان الناموس يفرض على السارق ان يرد ما سلب مضافا اليه الخمس:" فليعترف { الخاطىء او السارق} بخطيئته التي فعلها ويردّ ما أثم بعينه ويزد عليه خمسة ويدخله الى من اثم اليه" { عدد 7 _6 :5 } كما ان عليه ان يقدم ايضا " كبش كفارة " ليكفر عنه { عدد 8 :5 } فاذا كان المسلوب حمارا او ثورا او شاة فعلى السارق ان يعوّض اعمالك بدل الواحد اثنين أي ضعفين { خروج 9 و 4 :22 }{ راجع ايضا خروج 37 :21 ، وصموئيل الثاني 6 :12 ، امثال 31 :6 }.

اما الضرائب التي فرضها الرومان على اليهود فكانت ثلاثة انواع:

1 _ ضريبة الارض: وهي عشر الحبوب وخمس السوائل.

2 _ ضريبة الدخل : وهي بمقدار % 10 من دخل الفرد.

3 _ ضريبة الراس { Per capita}: وهي دينار على الذكر الواحد من سن الرابعة عشرة، وعلى الانثى من سن الثامنة عشرة، وحتى الخامسة والستين. وكان الدفع بالدينار وهو عملة فضّيّة.

= فطلب ان يرى يسوع من هو: لا من مصيبة ألمّت به شخصيا او بعائلته، بل كان ذلك من شوق باطني ليرى ذلك الملهم الذي يتحدث عنه الجميع، والذي فتح عيني بارتيماوس، لا سيّما وان الرب يسوع كان يعطف على العشارين:" فكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه"{ لوقا 1 : 15 }. ولكن حالت دون ذلك مشكلة تتمثل في كونه " قصير القامة " لا يستطيع ان يرى ما فوق رؤوس البشر، لا سيما وان الناس  كانوا يتزاحمون حول يسوع لرؤيته وسماع كلمته، وزكّا لم يكن محبوبا حتى يفسح له الناس مكانا خاصّا.

+ هذا جزء من الاقتباس من كتابنا " تفسير انجيل الحد " تاليف الاستاذ ميخائيل بولس، اصدار جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدسة 2011 .

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com