عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

5/8/2009
تاريخ عيد الفصح الجزء الاول _المطران سلسم بسترس الموقر

تاريخ عيد الفصح

سيادة المطران:سليم بسترس كلي الوقار

أ) عيد الفصح قبل الخروج من مصر

يرى معظم مؤرخي الكتاب المقدس أنّ عيد الفصح لم يبدأ مع موسى. بل له تاريخ قديم يعود إلى زمن القبائل الرحّالة. فبدء الربيع هو، عند الرُحَّل، زمن الانتقال بالمواشي إلى أماكن أخرى طلباً للكلأ والماء والمناخ المعتدل. وقبل الرحيل كانوا يقدّمون ذبيحة لآلهتهم طلباً للخصب وحماية لقطعانهم من "ملاك الموت" الذي كانوا يعتقدون أنّه هو الذي يفتك بمواشيهم. وبما أنّ صغار المواشي كانت معرَّضة أكثر من غيرها لخطر الهلاك في هذا الرحيل، درجت العادة بتقديم حمل من مواليد السنة ذبيحة للآلهة. ثم يؤخَذ من دمه ويُجعَل علامة على مدخل خيمهم لإبعاد الشرّ عنهم. وقد تكون هذه العادة أصل لفظة "الفصح" المشتقّة من فعل "فسح" الذي يعني بالعبريّة "عبر". وهذا المعنى سيحفظه سفر الخروج:
"
فيكون الدم لكم علامة على البيوت التي أنتم فيها فأرى الدم، وأعبر عنكم، ولا تحلّ بكم ضربة مهلكة، إذا ضربت أرض مصر" (خر 12: 13؛ راجع أيضاً 12: 23، 27).وكانت هذه الذبيحة تُقدَّم عند المساء، في اكتمال البدر، عند الاعتدال الربيعي، في الرابع عشر من شهر أبيب، أي السنابل (وقد أطلق عليه اسم نيسان بعد الرجوع من السبي)، وذلك في عشاء عائلي يلائم أوضاع حياة البدو في الصحراء، مكوَّن من لحم مشوي هو لحم الذبيحة المقدّمة، وبعض الأعشاب البرية (التي ستصير في احتفال الفصح بعد الخروج من مصر أعشاباً مرّة ذكراً لما قاساه اليهود لدى خروجهم من مصر)، وخبز فطير. وهذا الخبز هو تقليدي في البلدان الحارّة ولدى الارتحالات إلى مناطق أخرى، لأنه يمكن حفظه لفترة طويلة دون أن تصيبه العفونة.فكلّ سنة في أوّل الربيع، كان العبرانيون يحتفلون بهذا العيد الذي ورثوه عن أجدادهم. وقد حافظوا على هذا الاحتفال حتى في أثناء وجودهم في مصر. وهذا ما تشير إليه بعض النصوص في سفر الخروج، تخبر أنّ موسى وهارون دخلا على فرعون، وطلبا منه من قِبَل الرب أن يسمح للعبرانيين بأن ينطلقوا من ممرا ويذهبوا "مسيرة ثلاثة أيام في البرية ليعبدوا الرب هناك ويعيّدوا له ويقدّموا له ذبيحة" (خر 3: 18؛ 5: 1- 3؛ 7: 16؛ 8: 21- 27). فهذا العيد "يرجع إلى ما قبل موسى وقبل الارتحال من مصر. لكن الخروج هو الذي أعطاه مغزاه النهائي".

ب) عند الفطير

هناك أيضاً عيد آخر يعود إلى ما قبل الخروج من مصر، وقد دُمج في ما بعد بعيد الفصح، وهو عيد الفطير. ففيما عيد الفصح مرتبط بحياة البداوة وتربية المواشي، عيد الفطير مرتبط بحياة الحضر والزراعة. ويعود أصل هذا العيد إلى الكنعانيين، وقد تبنّاه العبرانيون بعد استقرارهم في أرض كنعان. وهذا العيد يُحتفَل به أيضاً في بدء الربيع لدى حصاد الشعير، وفيه تُقدَّم لله بواكير الحصاد. "فكانت خبزات من الفطير تصحب باكورة الحصاد (اح 23: 5- 14؛ تث 26: 1). وكان التخلّص من الخمير القديم رتبة طقسية للطهارة والتجديد السنوي".
وبعد دمج هذا العيد بعيد الفصح، سيربط التقليد الاسرائيلي بين هذه المراسيم الطقسية وبين الارتحال من مصر (خر 23: 15؛ 34: 11)، فيرى في الفطير علامة العجلة في الارتحال من مصر، حتى ان العبرانيين حملوا معهم عجينهم قبل أن يختمر (خر 12: 34- 35).

ج) الخروج من مصر

لقد حفظ العبرانيون ذكراً خاصاً لحدث هام في تاريخهم، وهو حدث خروجهم منِ مصر على يد موسى. وهذا الحدث التاريخي فسّروه تفسيراً إيمانياً، فرأوا فيه تدخُّلاً خلاصيًّا من قِبَل الله لإنقاذ شعبه وإعادته إلى أرض الميعاد التي أقسم لابراهيم واسحق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم (تك 26: 3؛ تث 1: 35).
ان هذه الأعياد والتذكارات الثلاثة: عيد الفصح، وعيد الفطير، وذكرى الخروج من مصر تجمّعت على مرِّ الزمن، وصارت بعد استقرار العبرانيين في أرض كنعان، عيداً واحداً له مراسيم خاصة حدّدتها الشرائع في أدقّ تفاصيلها.
فما نقرأه في سفر الخروج (12: 1- 20) وفي سفر تثنية الاشتراع (16: 1- 9) عن قصة الخروج من مصر وعن طريقة الاحتفال بعيد الفصح وأكل الحمل الفصحي ليس رواية تاريخية لما جرى على زمن موسى، بل رواية ليترجية تصف ما كان يجري في عيد الفصح في زمن الاستقرار، ولاسيما ابتداءً من الاصلاح الذي قام به الملك يوشيّا في القرن السابع قبل المسيح (2 مل 23: 21- 23؛ 2 أخ 35).

2- معاني عيد الفصح

إذا كان تاريخ الفصح في العهد القديم يشوبه بعض الغموض، إلاَّ أنّ معانيه الروحية في نظر الشعب المؤمن واضحة كلّ الوضوح. فهناك نشيد حفظه لنا الترجوم، وهو نشيد "الليالي الأربع"، يوضح معاني العيد. والترجوم هو تفسير باللغة الآرامية كان يعطى في مجامع فلسطين عدّة قرون قبل المسيح، ابتداءً من الزمن الذي لم يعد فيه معظم الشعب يفهم نصّ الكتاب المقدّس العبري. وهذا النشيد هو تفسير للآية التالية من سفر الخروج: "كانت ليلة سَهَر للرب لإخراجهم من أرض مصر. فليلة السَهَر هذه يحفظها للرب بنو إسرائيل جميعهم مدى أجيالهم" (خر 12: 42). يقول نص الترجوم:
"
إنّها ليلة سَهَر أعدّها الله للتحرير باسمه، عندما حرر بني اسرائيل وأخرجهم من أرض مصر. وهناك ليالٍ أربع محفوظة في سِفْر الذكريات:
فالليلة الأولى هي التي ظهر فيها الله على العالم ليخلقه. فالعالم كان خاوياً خالياً، وعلى وجه الغمر ظلام. وكانت كلمة الله نوراً يشعّ. ودعاها الليلة الأولى.

الليلة الثانية هي التي ظهر فيها الله لابراهيم، وقد كان له من العمر مئة سنة، ولسارة امرأته ولها من العمر تسعون سنة. فهل سيلد ابراهيم، وله من العمر مئة سنة؟ وهل ستضع سارة طفلاً، ولها من العمر تسعون سنة؟ وكان لإسحق سبع وثلاثون سنة عندما قُدِّم إلى المذبح. فانحنت السماوات ونزلت، واسحق رأى كمالاتها، وأظلمت عيونه بسبب كمالاتها. ودعاها الليلة الثانية.
الليلة الثالثة هي التي ظهر فيها الله للمصريين في وسط الليل: يده تقتل أبكار المصريين، ويمينه مضي أبكار اسرائيل، ليتمّ ما قال الكتاب: اسرائيل هو ابني البكر. ودعاها الليلة الثالثة.
الليلة الرابعة هي التي سيصل فيها العالم إلى نهايته ليوم الفداء: إذّاك يتحطّم نير العبودية، وتضمحلّ الأجيال الفاسدة. من وسط الصحراء يصعد موسى، ومن العلاء يأتي المسيح الملك. أحدهما يمشي على رأس القطيع، وكلمته تسير بين الاثنين، وهم يسيرون معاً. انها ليلة الفصح لاسم الله، ليلة محفوظة ومحددة لتحرير إسرائيل كلّه على مدى أجيالهم".ان عيد الفصح هو ذكرى تحرير العبرانيين من عبودية المصريين، وقد صار ذكرى شاملة لكل أْعمال محبة الله وخلاصه منذ خلق العالم حتى نهاية التاريخ. لذلك صار عيد الفصح عند اليهود "العيد الكبير" أو "العيد" (متى 26: 5) كما لا نزال نقول اليوم في شرقنا المسيحي عندما نذكر عيد الفصح. وفي تعليق على معاني هذا العيد عند اليهود نقرأ في الميشنا: "ان الله قد أجازنا من العبودية إلى الحرية، ومن الحزن إلى الفرح، ومن الحِداد إلى يوم العيد، ومن الظلمة إلى النور الساطع، ومن العبودية إلى الفداء" (فصحيات 5: 5).

3- مراسيم عيد الفصح

تلك هي معاني عيد الفصح عند اليهود. أما المراسيم التي كانوا يتبعونها في أثناء العشاء الفصحي فتستند إلى ما جاء في وصف الفصح الذي احتفل به العبرانيون لدى خروجهم من مصر. ثم انتظمت مع الزمن حتى صارت رتبة ليترجية لها قوانينها وشرائعها وصلواتها.

أ) الفصح ليلة الخروج من مصر

يروي سفر الخروج في الفصل الثاني عشر كيف تناول اليهود الفصح ليلة خروجهم من مصر على يد موسى:
"
وكلَّمَ الرب موسى وهارون في أرض مصر قائلاً: هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، وهو لكم أول شهور السنة. كلّمَا جماعة اسرائيل كلّها، ومُراهم أن يتخذوا لهم في العاشر من هذا الشهر، كلّ واحد حَمَلاً بحسب بيوت الآباء، لكل بيت حَمَلاً، فإن كان أهل البيت أقلّ من أن يأكلوا حَمَلاً، فليأخذوه هم وجارهم القريب من منزلهم بحسب عدد النفوس، فيكون الحَمَل بحسب ما يأكل كل واحد. حَمَل تام ذَكَر حوليّ بكون لكم، من الضَّأن أو المَعِز تأخذونه. ويبقى محفوظاً عندكم إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر، فيطبخه كل جمهور جماعة اسرائيل بين الغروبين. ويأخذون من دمه ويجعلونه على قائمتي الباب وعارضته على البيوت التي يأكلونها فيها. ويأكلون لحمه في تلك الليلة مشويًّا على النار، بأرغفة فطير مع أعشاب مرة يأكلونه. لا تأكلوا شيئاً منه نِيْئاً ولا مسلوقاً بالماء، بل مشويًّا على نار مع رأسه واكارعه وجوفه. ولا تبقوا شيئاً منه إلى الصباح، فإن بقي شيء منه إلى الصباح، فأحرقوه بالنار. هكذا تأكلونه: تكون أحقاؤكم مشدودة، ونعالكم في أرجلكم وعصيّكم في أيديكم، وتأكلونه على عجل فإنه فصح للرب. وأنا أجتاز في أرض مصر في تلك الليلة، وأضرب كلّ بكر في أرض مصر، من الناس إلى البهائم، وبجميع آلهة المصريين أنفّذ أحكاماً أنا الرب. فيكون الدم لكم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر من فوقكم، ولا تحلّ بكم ضربة مهلكة، إذا ضربتُ أرض مصر. ويكون هذا اليوم لكم ذكرى، فتعيّدونه مدى أجيالكم فريضة أبدية" (خر 12: 1- 14).

ب) مراسيم الفصح التقليدي

تطوّرت الاحتفالات بالفصح وبالعشاء الفصحي، حتى صارت على زمن السيد المسيح تُقام على الترتيب التالي، الذي نورده استناداً إلى ما توصّل إليه معظم مؤرخي الكتاب المقدس، ونورد في المقارنة ما فعله السيد المسيح في عشائه الأخير مع تلاميذه، وفقاً لما جاء في الأناجيل المقدسة وفي رسالة بولس الأولى إلى الكورنثيين:

الفصح اليهودي

 1- مراسيم افتتاحية

أ) الكأس الاولى: بعد أن يتّكئ الجميع، يقوم ربّ البيت ويتناول كأساً من الخمر الممزوج بالماء، ويرفعها ويباركها قائلاً: "مبارك أنت أيها الرب الهنا، الملك الأزلي، يا من خلق ثمر الكرمة". ويشرب منها. ثم يتناولها منه الحضور، ويشربون منها كلّ بدوره.

 

 

ب) غسل الأيدي: يؤتى بوعاء مملوء ماء. فيغسل كل من الحضور اليد التي سيأكل فيها، ثم يمسحها بالمنديل.

 

ج) أكل الأعشاب المرّة: في الولائم الاعتيادية بعد غسل الايدي، كان يؤتى بمقبّلات يأكلها الحضور قبل الطعام. في العشاء الفصحي يستعاض عن المقبّلات بأعشاب مرّة، وذلك تذكيراً للحياة المرّة التي عاشها الحدود في مصر قبل خلاصهم بواسطة الحمل الفصحي.

 

2- تفسير معنى العبد وصلوات

أ) يفسّر رب البيت معنى عيد الفصح: الله أنقذنا من أيدي المصريين.

- الفصح يعني العبور (خر 12: 17)

- الخبز الفطير يرمز الى العجلة التي أكل فيها اليهود فصحهم الأول.

- الحمل الفصحي برمز الى الحمل الفصحي الأول الذي ثم بدمه إنقاذ أولاد العبرانيين.

ب) الصلوات: يجيب الحضور على هذا التفسير بصلوات يسبّح فيها الله (مز 113: "في خروج اسرائيل من مصر...").

ج) الكأس الثانية.

 

3- أكل الخبز الفطير والحمل

أ) غسل الأيدي: يغسل كلّ من الحضور يديه الاثنتين.

ب) الأب يبارك الخبز الفطير.

 

 

 

 

ج) أكل الحمل

د) الكأس الثالثة، وتدعى "كأس البركة"

 

 

 

 

 

4- نهاية العشاء

أ) القسم الثاني من مزامير التسبيح (مز 114- 118).

 

ب) كأس رابعة ختامية.

 

عشاء المسيح الأخير

 

 أ) الكأس الاولى: "لما أتت الساعة اتكأ (يسوع) مع الرسل وقال لهم: "لقد اشتهيت جدّاً ان آكل هذا الفصح معكم، قبل أن أتالّم. فإنّي أقول لكم: إنّي لن آكله بعد الى أن يتمّ بكماله في ملكوت الله". ثم تناول كأساً وشكر وقال: "خذوا هذا واقتسموا في ما بينكم، فإنّي أقول لكم: إنّي لن أشرب بعد من ثمرة الكرمة إلى أن يأتي ملكوت الله" (لو 22: 14- 18).

ب) غسل الأرجل: قام يسوع بنفسه بهذا العمل، عوضاً عن كسل الأ

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com