عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

رسالة الميلاد لصاحب الغبطة

       الحلقة العاشرة

التَّجدُّد في الحياة الطَّقسيَّة اللِّيترجيَّة
لقد أراد المخلِّص الإلهي من خلال السِّينودس المقدَّس والمثلَّث الرَّحمة سَلَفي البطريرك مكسيموس الخامس أن أرأس اللَّجنة اللِّيترجيَّة السِّينودسيَّة والبطريركيَّة منذ العام 1986. وقد أعدْنا طباعة مجمل كتبنا الطَّقسيَّة بحُلَّةٍ قشيبةٍ جديدة وبطريقةٍ جديدةٍ فريدة. ووضعنا الأسس والقواعد للإنعاش اللِّيترجي، والتَّجدُّد الشامل في طقوسنا الكنسيَّة.حصلنا على نتائج نسبيَّة في مسيرة التَّجدُّد والإنعاش. ولكنَّنا نصبو إلى المزيد. وإنَّنا لَنهيبُ بإخوتنا الأساقفة وأبنائنا الكهنة والرُّهبان والرَّاهبات، لكي نعي معًا وعيًا أعمق أهمِّيَّة هذا التَّجدُّد في الصَّلوات والأناشيد والأسرار وطريقة الاحتفال بها. إذ إنَّها الموقع العادي وشبه اليومي للتواصل مع رعيَّتنا لنحمل إليهم التَّقديس وبشرى الحياة الجديدة. لا بل إنَّ تجديد الصَّلاة والحياة اللِّيترجيَّة هو تجديد الإيمان، لأنَّ قانون الصَّلاة هو قانون الإيمان!

التَّجدُّد في العمل الرَّعوي
إلى جانب الحياة الطَّقسيَّة (الصَّلوات والأسرار) الأمر الأهمّ في حياة الكاهن هو العمل الرَّعوي. وهذا مجالٌ كبيرٌ للتَّجدُّد الدَّائم والإبداع والابتكار.
العمل الرَّعوي يتناول طريقة الاحتفال باللِّيترجيَّا الإلهيَّة، وبالأسرار المقدَّسة، وقد أشرنا إليها سابقًا. ويتناول الوعظ والإرشاد، والسَّهرات الإنجيليَّة، والزِّيارات الرَّعويَّة وزيارة المرضى والمحزونين، وإرشاد الأخويَّات والجمعيَّات، ومنظَّمات الشبيبة.وهذه الأمور تتطلَّبُ مجهودًا كبيرًا، لكي تبقى حاملةَ خلاصٍ وفداءٍ وسعادةٍ وإيمانٍ ورجاءٍ ونشاطٍ روحيّ واجتماعيّ وتضامنٍ وتعاونٍ وأملٍ وقوَّةٍ وعطاء... كيلا تصبح صنمًا أو روتينًا أو آسمًا بلا مسمَّى، لا جاذبية لها ولا طعم ولا ولون.وهذا يعني أن يصمِّمَ الكاهن لعمله الرَّعوي باهتمامٍ كبير، وعلمٍ متطوِّر، وثقافةٍ واسعة، وخبرةٍ روحيَّة ورعويَّةٍ كبيرة، وتواصلٍ مع الشعب، وبخاصَّة الشباب، والبعيدين عن الإيمان، وعن الكنيسة والمتشكِّكين...إنَّ فنَّ العمل الرَّعوي هو أن يجمع الكاهن والراعي بين صفاء العقيدة ونقائها ووضوحها، مع التوجُّهات المختلفة في الرَّعيَّة، لكي يقودها إلى الإيمان المقدَّس. وهذه هي عمليَّة التَّجدُّد التي تهدف أن تجعل من الرَّعيَّة خليقةً جديدة، خليَّةً دائمة التطوُّر في عالم دائم التطوُّر... علينا أن نقدِّم العقيدة ووديعة الإيمان بقالبٍ جذَّاب ومقنع وممتع وجميل... إنَّ التجاذبات في المجتمع كثيرةٌ جدًّا، فلا بدَّ من مواجهتها بكلمة الرَّبّ المخلِّص الحيَّة الجذَّابة التي يشعر بها من خلالها ابن رعيَّتنا، أنَّها كلمات الحياة هنا والحياة الأبديَّة هناك.التَّجدُّد من خلال الحركات الرَّسوليَّة والشبابيَّة.إنَّ المجال الأوسع لهذا العمل الرَّعوي المتجدِّد، هو الحركات الرَّسوليَّة والشبابيَّة. ولا نُغالي إذا قلنا إنَّ العمل مع الشباب هو الحافز الأكبر لتجديد الرَّعيَّة. لأنَّ الشباب مُتطلِّبون كثيرًا، آفاقهم واسعة، وأفكارهم تجدُ مصدرًا لها بالأسف ليس فقط في الإنجيل المقدَّس وتعليم الكنيسة. ولذا وجب على الكاهن أن يواكب الشباب وأفكارهم. ويتعرَّف على مجتمعهم ومحيطهم الفكري والاجتماعي، والتأثيرات الكثيرة التي تغزو فكرهم وقلبهم وعقليَّتهم. ويقدِّمَ لهم الإنجيل وتعليم الكنيسة والخلُقيَّة المسيحيَّة والقِيَم الرُّوحيَّة والإيمانيَّة، بحيث تصبح جزءًا من حياتهم ومن خبرتهم الرُّوحيَّة الإيمانيَّة الشَّخصيَّة. فيمكنهم أن يعيشوها في مجتمهعم المتعدِّد النُّظم والمعتقدات والتَّيارات... بدون خوفٍ أو خجلٍ أو حياء... وبدون كبرياءٍ أو تعالٍ أو تكابر. وهنا نُردِّد مقولتنا التي يعرفها شبابنا في كلِّ مكان: "كنيسةٌ بلا شباب، كنيسةٌ بلا مستقبل. وشبابٌ بلا كنيسة، شبابٌ بلا مستقبل".وعلى الكهنة والرُّعاة أن يُقنِعوا الشباب بدورهم ورسالتهم، وأنَّ لهم مستقبلاً وكنيسةً ووطنًا ومجتمعًا... لهم فيها مسؤوليَّة كبيرة يوميَّة هامَّة. وهذا الأمر هو من أهمِّ العوامل لأجل تخفيف وطأة هجرة الشباب، ولأجل إقناعهم بدورهم ورسالتهم الإيمانيَّة قي شرقنا العزيز، إلى جانب مواطنيهم من غير دينهم، يحملون إليهم بشرى الإيمان المقدَّس في هذه الأرض، حيث كلَّم الله البشر في شخص يسوع المسيح. الحركات الرَّسوليَّة، والتَّعليم المسيحي، والنَّشاطات الرَّعويَّة على أنواعها، هي المكان الأكثر مناسبةً لتجديد إيمان الشباب، وتثبيت قناعاتهم، ولإيقاظ الدَّعوة للتكريس الكهنوتي أو الرَّهباني، ولأجل أن يجدوا مكانهم ودورهم في الرَّعيَّة والكنيسة والمجتمع والوطن.التَّجدُّد في الأبرشيَّات والرَّهبانيَّات والجماعات المكرَّسة المكان الآخر لأجل تجديد الكنيسة والمجتمع من خلال الكنيسة، هو الأبرشيَّة والرَّهبانيَّة، وبيوت تنشئة الكهنة والرُّهبان والرَّاهبات، المكرَّسون والمكرَّسات. فندعو إخوتنا المطارنة والرُّؤساء العامِّين والرَّئيسات العامَّات، والمسؤولين والمسؤولات في بيوت التنشئة، ومراكز التَّعليم المسيحي، ومراكز تنشئة العلمانيِّين المتنوِّعة، أن تكون هذه البيوت وهذه المراكز، الخلايا الأساسيَّة لمستقبل متجدِّد للكنيسة، من خلال رعاة المستقبل، وبُناة الأوطان والمجتمعات المتطوِّرة.كما أنَّه من الأهميَّة على جانبٍ كبير، تجديد نُظُم الحياة المكرَّسة في رهبانيَّاتنا، وجمعيَّاتنا الرَّهبانيَّة الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة. وذلك داخل الأديار أو في المراكز التي يعمل فيها الرُّهبان. والتَّجديد يرتكز على القديم، على أصالة الحياة الرَّهبانيَّة حسب تعاليم الآباء القدِّيسين، وروح المؤسِّسين. ولا بُدَّ من إنعاش الحياة الطَّقسيَّة، والعيش في الجماعة، والتَّقيُّد بالنُّذور الرَّهبانيَّة. فلا يمكن أن يعيش الرُّهبان بدون التواصل فيما بينهم، أو في جماعاتٍ، أو مراكز رهبانيَّة توفِّر ظروف حياة رهبانيَّة. بحيث تصبح أديارنا ومراكزنا الرَّهبانيَّة مناراتٍ روحيَّة، تجذب إليها العائلات والشباب والشابَّات والأخويَّات والجمعيَّات، لكي يعيشوا حياةً كنسيَّةً روحيَّةً إيمانيَّةً وليترجيَّة، من خلال زياراتهم لهذه الأديار والمراكز والصَّلاة فيها، وإقامة الرِّياضات الرُّوحيَّة فيها.وهكذا تصبح أديارنا ومراكز الرُّهبان والمكرَّسين والمكرَّسات، مصدرَ تجديدٍ روحيٍّ وكنسيٍّ وإيمانيٍّ في رعايانا. لا بُدَّ وأن تلعب الأديار هذا الدور التَّجديديّ، وتصبح ذات جاذبيَّة روحيَّة، يؤمُّها كلّ طالب تجدُّد روحي وإيماني.ونأمل أن يسمع نداءَنا هذا، الرُّؤساء العامُّون، والرَّئيسات العامَّات، ورؤساء الأقاليم الرَّهبانيَّة، وجميع إخوتنا العاملين في نطاق أبرشيَّاتنا المباركة. شاكرين لهم بهذه المناسبة، ما يقومون به من خدمات شتَّى، في هذه الأبرشيَّات في بلادنا العربيَّة، وفي بلاد الانتشار.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com