الشكر لنعمة الرب

الاحد 16 كانون 2

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف_www.almohales.org

 اقتباس من كتاب :نيكيفوروس ثيوطوكي:تفسير اناجيل الاحاد

إنجيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل القدّيس لوقا .19-12:17
في ذٰلِكَ ٱلزَّمان . فيما يَسوعُ داخِلٌ إِلى قَريَةٍ ٱستَقبَلَهُ عَشَرَةُ رِجالٍ بُرصٍ وَوَقَفوا مِن بَعيدٍ * وَرَفَعوا أَصواتَهُم قائِلين . يا يَسوعُ ٱلمُعَلِّمُ ٱرحَمنا * فَلَمّا رَآهُم قالَ لَهُم . أُمضوا وَأَروا ٱلكَهَنَةَ أَنفُسَكُم . وَفيما هُم ذاهِبونَ طَهُروا * وَإِنَّ واحِدًا مِنهُم لَمّا رَأى أَنَّهُ قَد بَرِىءَ . رَجَعَ يُمَجِّدُ ٱللهَ بِصَوتٍ عَظيمٍ * وَخَرَّ عَلى وَجهِهِ عِندَ قَدَمَيهِ شاكِرًا لَهُ . وَكانَ سامِرِيًّا * فَأَجابَ يَسوعُ وَقال . أَلَيسَ ٱلعَشَرَةُ قَد طَهُروا . فَأَينَ ٱلتِّسعَةُ * أَلَم يوجَد مَن يَرجِعُ لِيُمَجِّدَ ٱللهِ . إِلاَّ هٰذا ٱلأَجنَبيّ * وَقالَ لَهُ . قُم وَﭐمضِ . فَإِنَّ إِيمانَكَ قَد خَلَّصَكَ *

ان هذه القرية كانت واقعة بين السامرة والجليل ز لانه فيما كان السيد ذاهبا الى اورشليم اجتاز من السامرة والجليل فوصل الى تلك القرية. ولما اقترب منها وكان مزمعا ان يدخلها استقبله الرجال العشرة البرص.

فوقوفا من بعيد اذ لم يتجرأوا ان يدنوا منه ويخرّوا على الارض امام قديميه. وذلك لان الناموس الموسوي قد حظر على البرص معاشرة الطاهرين ومخالطتهم قائلا "يقيم الابرص وحده خارج المحلة يكون مقامه"{ لاويين 13 } وعليه قال يوسيفوس فلافيوس في كلامه بشان موسى " انه طرد البرص من المدينة بالكلية. فلم يكونوا يخالطون احدا ولم يكونوا يفرقون عن الاموات شيئًا".

بحيث ان البرص كانوا بعيدين عن يسوع المسيح فلكي يسمعهم رفعوا اصواتهم وصرخوا بصوت عظيم قائلين يا معلّم أي يا سيد او يا وصيّ او يا مناظر ارحمنا. ومن المحتمل ان هؤلاء البرص سمعوا بكثرة معجزات يسوع الباهرة فآمنوا بانه قادر ان يشفيهم ولذلك طلبوا من ان يبرئهم من دائهم صارخين بصوت عظيم ارحمنا .

انتبه لتعليم الاتضاع حين قال الرب:" قم وامض. ايمانك قد خلّصك" أي ان الذي شفى مرضك هو ايمانك لا انا. فالايمان قد طهرك من البرص ايمانك خلصك ومن المعلوم ان هذه الاقوال نفسها قالها لنازفة الدم { متى 9 }ولبرتيماوس الاعمى لما شفاهما { مرقس 10 } ز وهي نفسها قالها للمراة الخاطئة حينما غفر خطاياها { لوقا 7 } ومن هذا يظهر انه ليس فقط السامري بل البرص التسعة الباقون ايضا قد آمنوا بيسوع المسيح لانهم لو لم يؤمنوا لما طهروا ولكن اما السامري فبعد ما حصل على تلك النعمة ظهر شكورا واما التسعة الباقون فظهروا ناكري الجميل وكافرين بنعمة المحسن اليهم.