عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سيرة ذاتية للكهنة

5/8/2009
في ذكرى الراقد على رجاء القيامة الاب منير منصور_اخوك ايلي

إلى روح أخي

" ليس الأموات أحبائي، إنما أحبائي أموات"

أخي لقد كتبتُ هذه الجملة  وعلقتها في غرفتي، وأنا في السنة التحضيرية للتعليم الجامعي، وقبل بدئي بدراسة الطب وشفاء المرضى. إذ ا ن أمي كانت قد فارقتنا . ولا زلت اذكر كيف هرعنا ليلا إلى مستشفى صفد ومن هناك إلى مستشفى هداسا في القدس، وقد أجريت لها عملية في رأسها ولم تخرج من المستشفى إلا إلى مثواها الأخير.

لقد هزني فراقها حتى الأعماق وكم بكيتها في السر والعلن.

لم تمضِ مدة وقبل رسامتك الكهنوتية بأيام أصبت أنت أيضا في جلطة دماغية، وبقيت بين حيّ وميت عدة اشهر. كم خفت أن أفقدك ولم ارغب أن تتكرر عملية الفراق. كان الأطباء يقولون لنا، عليكم انتظار معجزة من فوق، لقد قمنا بكل ما نستطيع. وإذا بالقدير يصنع بك العظائم ويقول لك :" قم وامشِ" فقمت وسرت على رجليك، واستعدت صحتك.

لقد عرفت القصد من حياتك، فبقيت مصمما على تكريس ذاتك لله، كأنك تقول:" أن الله يختار الضعيف من البشر". ثم صرت كاهنا للرب. طريقك يا أخي لم يكن سهلا لكنك سرت رغم ضعفك متكلا على الله ومستثمرا الوزنات التي منحك إياها الله. حاملا صليبك ، لا تعرف ما سيكون غدك، وكنت غريبا في كل مكان...

وأخيرا صدر الحكم الجائر بحقك فصرت تتنقل بين الجش وكفرياسيف وكنت تبحث عن المعنى من كل ما يجري معك من مصاعب. لا تفهم من معك ولا من عليك ولا معنى للقرارات والأحكام التي اُنزِلت عليك من فوق. وتشفق على كنيسة الرب. وتحاول أن ترى إرادة الله وتقول" أنا بعْمل حسب ضميري وحتى ارضي ربي، واطلب من الله أن يحمي كنيسته خاصة من الذئاب الذين في ثياب حملان. على كل حال الله يسامحهم " وأحس الله بألمك وهمومك، فقال لك :" تعال إليّ".

أخي منير، صلّ لأجلنا ولأجل كنيستنا التي أحببتها حتى الموت، كن لنا شفيعًا وافتح لنا أبواب المحبة هناك. سامح كما فعلت دائما كل الذين أتعبوك واطلب لنا رعاة يغارون على مصلحة رعيتهم وشعبهم يلائمون زماننا ومكاننا، وغير مستوردين.

ذهبتّ عنا بشكل مفاجئ...كذلك كأنك تقول:" إذ لم يحتملوني على الأرض ففي بيت الرب منازل كثيرة " كأنك اشتقت إلى أمنا. فلم ترد أن تبتعد عنها أكثر. احبك الله فناداك ثانية، ولبيت النداء دون تردد، فرحا بلقاء ربك.

لقد اخترت النصيب الأفضل. حيث لا مؤامرات ومكائد، حيث لا حزن وعلى الأقل ولا تنهد، بل فرح وحياة لا تفنى.

اخو ك ايلي

 

:" وأوصيكم أيها الإخوة، بان تحترسوا من الذين يحدثون الشقاقات والمعاثر، خلافا للتعليم الذي تعلمتموه . اعرضوا عنهم، لان أمثال هؤلاء لا يخدمون ربنا المسيح، بل بطونهم، وبعذوبة الكلام، وحسن الأقوال يخدعون قلوب السلماء" {بولس رو 17_19 :16 }.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com