عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

1/8/2009
من آمن بي _ الاب اسعد حنونا

                                                         {{ من امن بي وان مات فسيحيا }}
اية من الكتاب المقدس بعهده الجديد قالها ربنا يسوع المسيح ودونها الانجيلي يوحنا (انا هو القيامة والحياة . من امن بي وان مات فسيحيا ،وكل من كان حيا وامن بي فلن يموت الى الابد )(11/25) . عندما جاء لاقامة لعازرمن القبر ، الشخص الذي بكى عليه وكان يحبه كثيرا .فقالت مريم (يا سيد لو كنت ها هنا لما مات اخي ) هنا يأتي دورالاب من خلال الابن وفيه دلالة على ان الله هو ابو الاحياء والاموات وطرقه عجيبة للتدخل في حياة البشر ويتدخل في الوقت المناسب لاظهار مجده (ان امنت سترين مجد الله ) .الهنا يحي الموتى ويقيمهم للحياة الابدية وهو بالطبع ايضا يهتم بنا ويعرف حاجاتنا ويتعاطف ويتححن علينا ويبكي معنا (اما اله اليونانيين لم يكن له علاقة بشعبه ، صامت واخرس )(لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ،لكي لا يهلك كل من يؤمن به). نحن غالبا مانستعمل هذا النص او هذه العبارة للتعبير عن ايماننا ورجائنا بالله وبالقيامة ، ونكتبها على القبور واللفتات لنعلن ان فلان قد مات وانه رجل صالح والله سوف يحيه ويقيمه في الاخرة للحياة الابدية . أي سيكون حيا في السماء وحيا في الارض بذكره الطيب .
فلنقسم المقطع او النص الى عدة اقسام : اولا : من امن بي ........

الايمان هو الاعتراف الكامل بالله الخالق وبوجوده . فعندما اقول اؤمن باله فهناك فعل حر (قبول ) ، معناه اقر واعترف ان هناك اله خالق الكون موجود وهو علة هذا الوجود، والايمان هو خبرة حياة وجواب شخصي لنداء موجه من الله الى كل ابعاد الانسان ، ألانسان الذي يريد ان يكون واحدا ومتحدا بالله وابنا له ، عندها سيكون الايمان اهتداء وتغير يشمل الحياة كلها ، انتقال من الظلام الى النور . كل انسان معمذ ومؤمن بالله تعالى ايمانا صادقا وحقيقيا يستحق الملكوت ومن ثم تأتي الاعمال التي تكمل هذا الايمان .ويسوع قبل اجتراح اي معجزة كان يطلب الايمان (هل تؤمن بأبن الانسان ) (ايمانك خلصك ) (كل من يؤمن بي فله الحياة الابدية ) .فالايمان هو منبع ومركز الحياة الدينية وهو الفعل الذي به تستمرالعلاقة مع الله ويحدث تغير في عقل الانسان فما ليس ممكنا لحد الان سيكون ممكنا في الرجاء(اما كل الذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا ابناء الله) .
ثانيا : وان مات ...................
هنا اكيد انا مع يوحنا اللاهوتي الذي يسمو في اللاهوت ليصل الى الله ، ويعطي بعدين لهذا المقطع بعد جسدي وبعد روحي ، البعد الجسدي الذي يؤكد على ان الانسان مائت ، مات بالجسد(انتهى )، فأنه بأيمانه وحياته والتزامه واعماله وارتباطه الوثيق بالله وبالانسان فأنه سيكون مستحقا ان يعيش الحياة الابدية في ملكوت السماوات . مع ان الحياة الابدية تبدأ من هنا من الارض. اما البعد الثاني الذي يركز عليه الانجيلي يوحنا اللاهوتي فهو العمق اللاهوتي لهذا المقطع في ان الانسان اذا استسلم للخطيئة ومات فيها ورجع وندم وتاب واهتدى مرة ثانية وجدد ايمانه بالله وبيسوع المسيح عند ذلك سيكون مستحقا الملكوت وسيحيا من جديد في حضرة الاب ، كالابن الضال الذي كان ظالا فوجد وكان ميتا فأحيا من جديد (تاب ورجع ) .
فالموت الجسدي هو انفصال نهائي للنفس عن الجسد (فقدان الحياة ) ، وبالتالي انتهاء الوجود البشري والجسدي ، فناء المادة مع بقاء الروح المنتقلة الى السماء حسب الانجيل وتعليم وتفسير الاباء . فالانسان لم يعد له وجود ، انتهى (جسده انتقل من بيننا ) (وروحه ايضا انتقلت من بيننا ) ، ومن هنا على كل انسان ان يستعد لمواجهة الموت الذي هو شر لابد منه وسنة هذه الحياة . وكما يقولون ويعلمون اباء الكنيسة ( الموت يأتي كاللص فأين نهرب او نختبأ منه ) بأعتباره نهاية محزنة لمن يتمتع بخيرات هذه الدنيا ونهاية مفرحة لمن يريد تسليم الامانة ومشاهدة وجه الله والعيش في حظن الاب السماوي . وغالبا ما ينظر الانسان الى الموت كقوة عظمة تهاجمه وتريد القضاء على وجوده ( قوة من الجحيم تسحبه للهاوية ) عكس ما حصل مع الرب يسوع المسيح الذي انتصر وكسر شوكة الموت وغلبه وانتشل الانسان القديم ابونا ادم من الهاوية ورفعه الى الفردوس . ولهذا يخاف الانسان من الموت يراه مناقضا لرغبته بالبقاء الابدي والحياة الكاملة ويقضي على وجوده ككائن موجود في هذا الوجود الفسيح . ويقول ( اذا كان الله خلقني لما يريد حياتي ) .
ثالثا : فسيحيا ............... .
كل حياة الانسان هي لمجد الله ولاكمال ارادته ( طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني )، نحيا كمؤمنين لنصل الى الله ونذوب فيه (نحيا لله وفي الله ) ، وكل ما نفعله هو ارضاء لله ولنكون ابناء الاب الصالحين .اذا سنحيا مع المسيح الذي متنا معه ، متنا بخطيئة ابوينا وخطيئتنا وسنقوم مع الرب بلا خطيئة ( من يسمع كلامي هذا سينتقل من الموت الى الحياة الابدية ) .

من يؤمن حقيقة بالله لايخشى الموت وسيحيا دائما في حضرة الاله وفي قلبه ( احتجنا الى اله يتجسد ويموت لنحيا به ، فمتنا معه لكي نتطهر وقمنا معه لاننا شاركناه في الموت ومجدنا معه لاننا شاركناه في القيامة ) ( الحياة الابدية هي ان يعرفوك انت الاله الحق وحدك وابنك يسوع المسيح ) اذا سنقوم من الموت وسنحيا من الخطيئة التي انغمسنا فيها ، والكلمة صار جسدا وحل بيننا لكي يخلصنا ولكي يحيينا .فالالم لا يتوقف عند القبر بل يعبر ويدخل فيه ويحطمه ويحطم الموت ليكون الثمر فيه فرح الحياة الجديدة والقيامة .
كل شيء مهم بالنسبة لله وخاصة الانسان لانه يحبه ( واذا نحن نحب شخص ما فأن كل تفاصيل حياته تهمنا ) كل صغيرة وكبيرة في حياتنا تهم الله ويعتني بها. فالايمان هو الذي يحي الانسان هو الذي احيا لعازر والكنعانية والزانية والمنزوفة الدم وابنة يائيرس وعبد قائد المئة ونيقوديموس . الايمان والثقة والرجاء هو الدافع الاساسي للتوجه نحو الله ، نحن بدون الاب غير كاملين نبقى ناقصين ، فالله والانسان دائما معا يسيران في خط واحد هو الخلاص للبشروالمجدلله ، والموت هو عدم الكمال للانسان والحياة الابدية مع الله هي قمة الكمال ( من امن بي وان مات فسيحيا ) فما نعرفه من ايماننا ومن الكتاب المقدس والعهد الجديد خاصة ان الله سيحي ويقيم الاموات ( الله اقام يسوع كجواب لاستجابته لرغبته واكمال مشيئته واخلاصه وامانته للرسالة الموكلة اليه ) . من كل هذا نقول ان حياتنا المسيحية لها وجهين وجه روحي ووجه مادي وجه الحياة ووجه الموت وايضا هناك الابعاد الاخرى كالوجه الانساني والايماني والاخلاقي والاجتماعي . والرب يسوع يدعونا في هذا المقطع الى وجه الحياة الجديدة ووجه الايمان المتجدد لنؤمن به سيدا للحياة والموت وهو الذي سيحينا لنكون معه في الابدية اذا امنا حقا به .

                                                                            الاب / اسعد حنونا

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com