عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التراث العربي المسيحي

1/8/2009
الاسم سورايي تتمة_هنري كيفا


إن التسمية  " سورايي / السريان " تشير أولا الى هويتنا السريانية الآرامية ، و إنه في القرون الحديثة أصبحت التسمية " سورايي " تشير الى مسيحي ! لقد  أخطأ المطران منا بالإدعاء  أن التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية المسيحية " منذ الاجيا ل الأولى" . لا يحق لأحد أن يبني طروحات تتعلق بإسم السريان و هويته التاريخية على معلومات خاطئة و تفسيرات لا يقبلها علم التاريخ ! لا يحق لأحد أن يدعي اليوم أن التسمية الارمنية " هايي" تعني مسيحي و لكن صارت " تعني" المسيحي و بدون التنكر للهوية الارمنية .
رابعا - هل يحق لنا طرح مشروع " الوحدة" إستنادا على معلومات تاريخية خاطئة ؟
   
المهندس لا يبني على  رمال متحركة ، الدول المتقدمة لا تعطي رخص البناء في المناطق المعرضة لأخطار الفياضنات و غيرها . الإنسان البسيط يعرف اين يبني بيته كي يصمد امام عوامل الطبيعة .  إنني لا اعاتب الأخ مسعود على إقتراحه اسم " سورايي" كتسمية موحدة لكل المسيحيين في العراق لأن التسمية "سورايي/ السريان" هي فعلا التسمية التاريخية القومية التي أطلقت على مسيحي العراق . ولكن إقتراح الأخ مسعود " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق " مبني على تفسيرات و معلومات خاطئة حول التسمية السريانية . المطران أوجين منا إرتكب أخطاء تاريخية عديدة ، لقد إنتشرت مئات الدراسات العلمية حول تاريخ السورايي : كتب الأب المؤرخ البير ابونا هي مراجع علمية ، دراسات و كتب المطران لويس ساكو المهمة ، أبحاث البرفسور سبستيان بروك الغنية التي تستخدم تعبير "السريان المشارقة" و تؤكد جذورهم الآرامية .
 
كتب الاخ مسعود " كما أحبّ آبائنا الأوائل وكتابنا المقدس تسميتنا بعيداً عن الشعوب الوثنية وعبدة الأصنام ، فنحن على اتم الأستعداد لتبديل اسمنا بالأسم الجديد الذي يجمعنا ، ووفاءً الى أؤلئك الآباء العظام الذين ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة ، علينا الآن أن نحذو حذوهم ونمشي على طريقهم ، كما يضع الأب اسماً لوليدهُ الجديد عند يوم الولادة ، هكذا تم وضع اسمنا من الأول من يوم ولادتنا في المسيحية قبل حوالي الفي عام ، نحن يجب ان نتشرف بهذا الأسم ونقبلهُ لأنه تاريخنا ونواة شعبنا المسيحي ". ثم كتب ايضا " بعد كل ماذكرته أعلاه يصبح من اللائق جداً أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية  " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " بالعربية فقط لا غير.
 
تعليقات لا بد منها :
أ - إن الترجمة السبعينية للكتاب المقدس و هي ترجمة من العبرية الى اليونانية قد بدأت في حوالي سنة 280 ق.م نلاحظ إن هذه الترجمة قد عمدت الى ترجمة التسميات الآرامية الى سريانية : ملك آرام = ملك سوريا ، اللغة الآرامية = اللغة السريانية ، الشعب الآرامي = الشعب السرياني ، نعمان الآرامي = نعمان السرياني.  التسمية السريانية هي رادفة للتسمية الآرامية مئات السنين قبل إنشار الديانة المسيحية بين الآراميين .
ب - إن التسمية السريانية لم تطلق على الرسل اللذين كانوا من اليهود، غير صحيح أن أجدادنا الآراميون قد تركوا إسمهم الآرامي بمجرد قبولهم الديانة المسيحية .
ج - كتب الأخ مسعود " ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة " نظرية  المطران أوجين منا مأخوذة من كتاب العالم الفرنسي المشهور   QUATREMERE و عنوانه " اطروحة حول الأنباط" 1835 .النظرية تتكلم عن الآراميين و ليس الشعوب القديمة . إن تعبير "وتركوا اسمائهم القديمة " غير دقيق لأن أجدادنا كانوا آراميين و كان لهم اسما واحدا فقط .
د - الإسم " سورايي/ سرياني " لم يطلق الآراميين المسيحيين كما يؤمن بعض رجال الدين السريان . لا يوجد اي نص سرياني في مصادرنا السريانية قد وردت فيه التسمية السريانية بمعنى مسيحي ! هل نصدق النصوص ام النظريات الخاطئة و غير المبرهنة ؟ قديسنا مار افرام السرياني لم يستخدم ابدا تعبير " الشعب السرياني " أو اللغة السريانية لأنه كان يسمي لغتنا آرامية و سكان الرها " آراميين".
ه - المعادلة الجديدة التي يقترحها الاخ مسعود " أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية  " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " . هي تكريس لنظرية المطران منا الخاطئة.  التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي في القرون الوسطى و لكنها "صارت " في تاريخنا الحديث عند اخوتنا السريان المشارقة تعني المسيحي ! التسمية السريانية كانت و لا تزال مرادفة للتسمية الآرامية .
خامسا - خطورة هذا " الإقتراح" .
ينطلق الأخ مسعود من مفهوم مسيحي فهو يريد وحدة المسيحيين في العراق و هو - إستنادا - الى مقدمة المطران أوجين منا يقترح تسمية "سورايي" كتسمية موحدة للمسيحيين و غايته تقوية الوجود المسيحي . إن تسمية سورايي /سريان ليست " إقتراحا" أو نظرية جديدة و لكنها تسمية تاريخية و هوية قومية مرادفة لهويتنا الآرامية الحقيقية .  يقترح الاخ مسعود على إخوتنا الارمن الإنضمام الى الوحدة المسيحية تحت اسم " سورايي". طبعا الشعب الارمني لن يقبل لأنه شعب مشهور بتمسكه بهويته الارمنية . إقتراح الاخ مسعود على الارمن يؤكد لنا أن نيته هي " وحدة مسيحية " و لكنه يفقد التسمية " سورايي/سريان" من جميع مدلولاتها التاريخية و القومية. يقال إن عددا من الكورد قد دخلوا الديانة المسيحية في السنوات الأخيرة و لا شك أن " غيرتنا المسيحية " سوف تطلق عليهم تسمية " سورايي" . و ربما في السنوات القادمة - و عدد السورايي الحقيقيين يتناقص بشكل رهيب -  سوف نرى نوعا جديدا من " الكورد السورايي" يؤكدون - إستنادا الى نظرية المطران منا الخاطئة - أن أجدادهم الكورد لما قبلوا الديانة المسيحية تركوا اسمهم الوثني و قبلوا اسمهم السرياني الجديد و بالتالي السريان أصلهم كوردي و أن الشعب الكوردي شعب عريق و لما لا نعمان السرياني هو كوردي أيضا ؟ الكنيسة الكلدانية تجاهد و تناضل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق . عندما ذكر قداسة البطريرك دلي الموقر أن جميع المسيحيين من اشوريين و كلدان و سريان ينتمون الى شعب واحد هو الشعب الآرامي . لم يتضايق قداسته من ذكر جذورنا الآرامية لأنه يعرف أن السورايي هم آراميون و أن إنتمائنا الآرامي الصحيح يعطينا كمسيحيين عمق تاريخي 1200 ق.م و إنتشار جغرافي في كل الشرق القديم .
نتمنى على كل سرياني/آرامي أن لا تكون عنده حساسية مفرطة ضد أجدادنا اللذين كانوا يعبدون الأصنام في تاريخهم القديم . تسمية " سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني"  كما نقلها الاخ مسعود من قاموس المطران منا هي تسمية تاريخية موحدة شرط ألا نستخدمها بمعنى " مسيحي " لأن معناها الأول هو " آرامي" و ربما لهذا السبب لا يرضى إخوتنا السريان (النساطرة) بهذا الإقتراح .
                                            هنري بدروس كيفا

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com