عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاسرار لصاحب الغبطة

الأسرار المقدّسة وشرح الرموز الطقسيّة للمطران لطفي لحّام

( البطريرك غريغوريوس )32

 

وبعد الفصل الرسائلي لا تقال هللويا بل حالاً يصرخ المحتفل بالآيات الإحتفاليّة "قمْ يا الله واقضِ في الأرض. فإنّكَ أنتَ ترثُ جميعَ الأمم" (المزمور 81). هنا تعلنُ الكنيسةُ بشكلٍ احتفاليٍّ معنى العيد؛ فالقيامة تثمرُ تألّهاً ، عدلاً ، إنصافاً وقضاءً؛ بحسبِ الآياتِ التي تتخلَّلُ اللازمة.

وهذه الأفعالُ سيحقِّقُها الرّوحُ القدسُ في العالمِ.كما تنبّأَ يسوعُ وهو على العشاءِ في إنجيل يوحنّا 16، 8-11. فالرّوحُ سيأتي ويوبِّخُ العالمَ على الخطيئةِ والبرِّ والدينونة. وبهذا النشيدِ تُدخِلُنا الكنيسةُ في بهجةِ الأزمنةِ الأخيرةِ التي ترافقُها مسؤوليَّةٌ شخصيّةٌ سوف ندانُ عليها. وعند الترنيمِ بِهذه الآياتِ ينثرُ المحتفلُ ورقَ الغارِ في الكنيسةِ دلالةً على الغلبةِ والإنتصار، كما كانَ يُستقبل الإمبراطورُ الرومانيُّ بعد فتوحاتِه وهو على رأسِ موكبٍ عظيمٍ يضمُّ كلَّ جيوشِه والنبلاءَ من أسراه أيضاً.

يسترعي انتباهنا في القداس استبدالُ النشيدِ الشيروبيميِّ الاعتيادي بنشيدِ "ليصمتْ كلُّ جسدٍ بشري" المأخوذِ من ليترجيّة القديسِ يعقوب الرَسول أسقفِ أورشليم، والتي تُعتَبَر من أقدمِ الليترجيّاتِ المسيحيّةِ وأساسها. أمّا ترنيمةُ المناولةِ فتحيِّي قيامةَ المسيح: "لقد استيقظَ الربُّ كالنائمِ وقامَ مخلِّصاً إيّانا" ونحنُ نتناولهُ فصحاً جديداً مقدَّساً جميعَ المؤمنين.

صلاة نصف الليل والسحر والهجمة والقدّاس الإلهي

تشكّلُ صلاةُ نصفِ الليلِ والهجمة وصلاةُ السّحر الجزءَ المخصّصَ بكامِلِه في فرضِ هذا النهار للإشادةِ بالقيامة.

وهنا تلعبُ الدراما المسرحيّةُ دورَها في تمثيل ما حدثَ يومَ السّبتِ في الجحيمِ. واعتلنَ بالنّورِ لبني البشرِ يومَ أحدِ القيامة. إنّ هذه الدراما مهمّةٌ جدّاً برمزيّتِها لفهمِ ما سمّاهُ الآباءُ "العبورَ الفصحيّ". يجتمعُ المؤمنونَ باكراً جدّاً قبلَ طلوعِ الشمس. وبحسب التيبكونَ قبلَ منتصفِ الليل، للقيامِ بصلاةِ نصفِ اللّيلِ والأنوار مطفأة  فيرتِّل درجاً قانونُ السبتِ العظيمِ الذي يتحدّثُ عن نزولِ المسيحِ إلى الجحيمِ وانتصارهِ عليها، وتُختَمُ الصلاة بنشيد القيامة باللحن الثاني "لما نزلت إلى الموت".

ثم يُلمَحُ فجأةً نورٌ من الهيكلِ إذ يدعو الكاهنُ المؤمنينَ إلى الإستنارة بنور المسيحِ الذي لا يغرب: "هلمّوا خذوا نوراً من النّورِ الذي لا يغرُب. ومجّدوا المسيحَ الناهض من الأموات!". يشعلُ الحاضرونَ شموعَهم ويخرجونَ من الكنيسة ؛ فلا يبقى فيها أحد. وما هذا إلاّ رمزٌ إلى إخراجِ المسيحِ للجميعِ من ظلمةِ الموتِ وسلطانه.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com