من وحي الانجيل المقدس

انجيل الاحد الرابع من لوقا

15 _5 :8

وهو ايضا انجيل احد آباء المجمع المسكوني السابع

من 17 _11 تشرين الاول

مثل الزارع

اقتباس :يوسف جريس شحادة

كفرياسيف www.almohales.org

قَالَ الربُّ هذا المثَل. خرَجَ الزَّارعُ ليَزرَعَ زَرعَهُ. وفيما هوَ يَزرَعُ سقَطَ بعضُ الزَّرعِ على الطَّريق. فَوُطِئَ وأَكلَتْهُ طُيورُ السَّماء *وسقَطَ البعضُ على الصَّخر. فلمَّا نَبَتَ يَبِس. لأَنَّهُ لم تكُن لهُ رُطوبة *وسقَطَ البعضُ بينَ الشَّوك. فنبَتَ الشَّوكُ معَهُ فخَنَقَه *وسقَطَ البعضُ في الأَرضِ الجيِّدة. فلمَّا نبَتَ أَثمَرَ مِئةَ ضِعفٍ *
فسأَلَهُ تلاميـذُهُ قائـلين. ما عَسى أَن يَكونَ هذا المثَل *فقال. أَنتُم قد أُعطِيتُم معرِفةَ أَسرارِ ملَكوتِ الله. وأَمَّا الباقُونَ فبأَمثال. لكَي لا يَنظُروا وهُم ناظِرون. ولا يَفهَمُوا وهُم سامِعون *وهذا هوَ المثَل. الزَّرعُ هوَ كلِمَةُ الله. والَّذينَ على الطَّريقِ هُمُ الذينَ يَسمَعون. ثمَّ يَأْتي إِبليسُ ويَنزِعَ الكلِمَةَ مِن قُلوبِهِم لِئَلاَّ يُؤمِنوا فيَخلُصوا *والذينَ على الصَّخرِ هُمُ الذينَ يَسمَعونَ الكلِمَةَ ويَقبَلونَها بفرَح. فهؤُلاءِ لَيسَ لهُم أَصلٌ. فيُؤمِنونَ إِلى حِين. وفي وقتِ التَّجرِبَةِ يَرتَدُّون *والذي سقَطَ في الشَّوكِ هُمُ الذينَ يَسمَعونَ ثُمَّ يَذهَبونَ فيَختَنِقونَ بهُمومِ الحَياةِ وغِناها ومَلَذَّاتِها. فلا يَأْتُون بثَمَر *
وأَمَّا الذي سقَطَ في الأَرضِ الجَيِّدَة. فهُمُ الذينَ يَسمَعونَ الكلِمَةَ فيَحفَظونَها في قلبٍ جيِّدٍ وصالِحٍ. ويُثمِرون بالصَّبر *ولمَّا قالَ هذا صَرَخ. مَن لهُ أُذُنانِ للسَّماعِ فليَسمَع

سبق ان استخدم لوقا كلمة " مثل " . ولكن مثل الزارع هو اوّل الامثال المفصّلة والتي تصبح منذ الآن { بداية السنة الثانية لخدمة يسوع الجهارية} فصاعدا كثيرة الاستعمال في تعاليم الرب.

والامثال قصص وايضاحات من الطبيعة ومن الحياة اليومية في خدمة يسوع التعليمية، استعملها يسوع ليشرح العالم الروحي والحياة الروحية. فهو يورد حقيقة مادية في صورة قصصية لايضاح حقيقة عقلية مرة بالتشبيه واخرى بالمباينة.

والمثل عبارة وجيزة تتضمّن معان كثيرة، وقد يكون حادة وقد يراد به كلام يحتمل غير ظاهر معناه. وامثال المسيح كلها مبنية على حوادث حقيقية. وبالامثال كان يعلمنا حقيقة ملكوته دون ان  يعلن عن نفسه بانه المسيح. فالمثل بفم المسيح كحجاب وراءه حق.

والتكلم بامثال هو اسلوب جديد ونوع جديد من الكلام لانه قبل ذلك كان يعلمهم ويكلمهم بالمواعظ. واستعماله لطريقة الامثال يبدأ انتقالا جديدا في خدمة يسوع التعليمية. وهذا التغيير يوافق تماما تغيّر الهدف الرئيسي في تعليمه من الجموع الى الاثني عشر الذين هتم الان بتدريبهم، ولا تزال الجموع في حسبانه ولكنهم الى الان تجتذبهم اعماله اكثر من اقواله، جاءوا لينالوا الشفاء الجسدي ولكنهم لا يستجيبون لتعاليمه الروحية. وذلك اكثر من استخدام الامثلة والقصص لاولئك الذين يجهلون الحق الروحي جهلا تاما ، فان التلاميذ لم يحتاجوا امثالا لجذب اتباههم.

وكانب الامثال تتطلب اعمالا للفكر وحماسا روحيا، اذ كانت تفصل بين ذاك الذي يبحث عن يسوع باخلاص وذاك الذي كان يسمعه عرضا.

وبالاذافة الى مثل الزارع كلمهم يسوع في سبعة امثال اخرى تعبر عن طبيعة الملكوت{ ورد ذكرها بخاصة في متى 20 _1 :13  راجع مرقس 32 _1 :4 } وهي:

1 _ معنى الزوان { متى 30 _24 :13}.

2_ مثل حبة الخردل { متى32_ 31 :13 ،مرقس 34 _30 : 4 ، لوقا 19 _18 : 13 }.

3 _ مثل الخميرة { متى 33 :13 }.

4 _ تقسير مثل الزوان { متى 47 _ 34 : 13 }.

5 _ مثل الكنز الخفي واللؤلؤة  الكثيرة القيمة { متى 33 :13 }.

6 _ مثل الشبكة { 50 _47 :13 }.

7 _ خاتمة الخطاب { متى 52 _51 :13 }.

{ راجع ايضا متى 25 :11 ، و 17 :16 ،مرقس 12 _11 :4 ، كورنثوس الاولى 16 و 10 :2 ، رسالة يوحنا الاولى}.

+ هذه السلسلة من التفسير التي سوف ننشرها تباعا كل احد، مأخوذة من كتاب " دراسات مسيحية  المجلدين الثالث والرابع  :تفسير اناجيل الاحاد ".

هذه السلسلة من تاليف الاستاذ الفاضل ميخائيل بولس، ومن اصدار  " جمعية ابناء المخلص في الاراضي المقدّسة ".

الجزء الاول  من لاسلسلة يشمل مقالات لاهوتية ، والجزء الثاني "الاعياد السيدية" كنا قد نشرنا عن لقاء الندوة يوم الاربعاء الماضي 2010 _10 _13 .