عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

27/7/2009
تتمة كلمة البطريرك

6وقدم إلى فلسطين القديس فرنسيس الأسيزي. وأتاها رهبانه الأصاغر حراساً للأماكن المقدسة بأمر من البابا (رسميا منذ 1333) ونشأت جماعات كاثوليكية لاتينية حول المقدسات، ولا سيما في كل من القدس وبيت لحم والناصرة وكفركنّا (أي قانا الجليل) ويافا وأريحا. وفي القرن السابع عشر عبّر حارس الأرض المقدسة الفرنسيسكاني كوارزميو (أنظر: أقليات فلسطين المسيحية، ص 219) عن الرغبة والحاجة إلى وجود بطريرك لاتيني في القدس، ليدافع عن حقوق الكنيسـة الكاثوليكيـة ويرعى الكاثـوليـك المحليين والسـياح. وطلب الفرنسي المرسيلي كلوت بيه الذي كان وزير التعليم في مصر من 1832-1840 أن تُقام البطريركية اللاتينية في القدس.
9) إعادة البطريركية اللاتينية
في الثالث والعشرين من تمّوز يوليو سنة 1847، أصدر البابا بيوس التاسع في البراءة "لم تشتهر Nulla celebrior " مرسوماً بإعادة كرسي البطريركية اللاتينية في القدس (المرجع ذاته، ص 221).
وعيّن المنسنيور يوسف فاليرغا بطريركاً مقيماً في المدينة المقدسة. وهو إيطالي من جزيرة سردينيا. وكان حينها مرسلا في بلاد الرافدين. وقصد الحبر الأعظم الروماني أن يوطّد الكثلكة في الأرض المقدسة أمام ما يواجهها من تحدّيات.
واستهدف إعادة الرتبة الأسقفية إلى "أم الكنائس" (المرجع ذاته، عن تقرير الكردينال أكتون أمام مجمع "نشر الإيمان) في الثالث من أيار مايو سنة 1847، وذلك خدمة للمؤمنين والسيّاح. وكان حينها في القدس وسائر مقاطعات جنوب فلسطين الكيان الكاثوليكي الشرقي ضعيفا. في حين أن الطقس اللاتيني كان الغالب في الأماكن المقدسة بفضل الآباء الفرنسيسكان. وقد قام بيوس التاسع نفسه بسيامة المنسنيور فاليرغا بطريركاً في العاشر من تشرين الاول أكتوبر سنة 1847.
- يوسف فاليرغا
حصل المنسينور فاليرغا من الباشا العثماني على نفس الحقوق التي كان يتمتع بها بطريرك الروم الأرثوذكس وبطريرك الأرمن الأرثوذكس. وعند ارتقاء فاليرغا السدة البطريركية الأورشليمية كان عدد المؤمنين اللاتين 4141 نسمة، وعند وفاته كانوا قد أصبحوا سـبعة آلاف. بعد تأسـيس عشر رعايا جديدة هي: بيت جالا (1852-1853) وجفنا واللّدّ (1855) ورام الله (1856) والطيّبة وبير زيت وبيت ساحور (1859) ونابلس (1860) والسّلط شرقي الأردن (1866) ويافة الناصرة (1869) (أنظر المسيحية المعاصرة في فلسطين والأردن، الأب حنا كلداني، مطبعة الصفدي، عمّان 1993، ص 174 وتابع). واستطاع البطريرك فاليرغا تحديث جمعية "فرسان القبر المقدّس" وهم محسنو البطريركية من عدّة بلاد. لقد بارك هذه المبادرة قداسة البابا بيوس التاسع في الرابع والعشرين من كانون الثاني يناير 1868 ببراءته الحبرية " بحكمة وفيرة Cum multa sapienter ". وعند وفاة البطريرك فاليرغا كان عدد الفرسان 1417 محسناً، من عشرين دولة. عدد هؤلاء الفرسان حالياً 24.000 ينتمون إلى 28 دولة. وسوف تُؤسّس قريباً جمعية فرسان محلية من أبناء أبرشيتنا - وكلهم انتماء وعطاء ومفخرة لنا وللوطن.
- منصور براكو
أسس هذا البطريرك (1873-1889)، خليفة المنسنيور فاليرغا، إحدى عشرة رعيّة جديدة منها أربع في فلسطين وسبع في الأردن وهي: انطلاقـاً من سـنة 1869 ارميمـين والفحيـص (1874)، والكرك (منذ 1875). ويعرف التاريخ هجرة عشيرة العزيزات سنة 1879 إلى مادبا وقد حصلت حينها البطريركية اللاتينية من والي دمشق عن طريق متصرّف نابلس على تصريح بناء الكنيسة. في هذه الأثناء كان قد تخرّج من المعهد الإكليركي البطريركي في القدس كهنة أبرشيون بطريركيون محليون فلسطينيون منهم الآباء أنطون عبد ربّه (من بيت جالا) وحنّا سرينا (من القدس) ويعقوب عوّاد. وتأسست رعية مادبا رسمياً سنة 1881، والحصن سنة 1885 ثم كل من عنجرة وعجلون (1897) والرينة (بقرب الناصرة، سنة 1880) وغزّة (منذ 1879) ورفيديا (من نابلس منذ 1877) والزبابدة (قضاء جنين سنة 1887). وفي هذه الأثناء كان أحد كهنة البطريركية الأب يوسف طنّوس قد أسّس مع الراهبة الأم ماري ألفونسين (دانيل غطّاس من القدس) سنة 1880 رهبنة الوردية المقدسة لمساندة كهنة الرعايا بعملهم الرسولي والتربوي.
10) في الأزمنة المعاصرة
أسس البطريرك لودوفيكو بيافي رعية واحدة جديدة هي المجيدل في الجليل ووكلها إلى الآباء الفرنسيسكان. وألمّت بها نكبة سنة 1948 فتفرق شملها. وأكمل خلفاء المنسنيور بيافي وهم كل من البطاركة كاماساي وبرلسينا وغوري وبلترتي وصبّاح مسيرة الابرشية، بالتعاون مع الآباء الفرنسيسكان، حرّاس المقدّسات ورعاياها، وسائر الرهبنات التي توافدت على الأرض المقدسة، وما زالت تعمل بكل وفاء وتضحية، حتى أيامنا الحاضرة، متواجدة في الوقت عينه في ظل أنحاء الأبرشية.
وعرفت هذه الديار تأسيس دولة إسرائيل ونكبة الشعب الفلسطيني. شهدت سنة 1948 هجرة ما لا يقل عن 900.000 من أبنائها، ولجوئهم إلى البلاد المجاورة، ولا سيما إلى الأردن ولبنان، أو نزوحهم إلى الغرب. وشُرّد من العرب عدد من المسيحيين ولا سيّما من طبرية وبيسان ويافا والرملة وغيرها. وأتت نكسة سنة 1967 لتزيد نزف الهجرة الفلسطينية وخصوصا إلى الأردن، حيث استقر الكثير منهم، وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من سكان الأردن.
وهكذا جمعت أبرشية القدس اللاتينية بين الحرص على المقدسات، وجماعاتها المسيحية وتأمين الحياة الراعوية والخدمة التربوية المدرسية والجامعية. وهي رسالة تتشاطرها الأبرشية مع الآباء الفرنسيسكان، والعديد من الرهبنات الكريمة المعطاءة. بسبب الإكليروس الرهباني والأبرشي العالمي والمحلي، خصوصاً من الأردن وفلسطين، تبقى هذه الوحدة الروحانية الوجدانية الإنسانية العائلية استمرارا لتاريخ طويل وماض مجيد، يربط فلسطين بشرقي نهر الأردن، وهو البوّابة إلى العالم العربي. وقد أضحى في وقتنا الحاضر معظم الإكليروس البطريركي من الأردنيين. وكان مرسلو البطريركية اللاتينية هم الذين أسسوا كل رعايا الأردن اللاتينية. فشيدت المدارس والمعاهد والمستشفيات يديرها لخدمة أبناء الوطن الواحد رهبان وراهبات. وذلك قبل أن توجد دول المنطقة، وقبل أن ترى النور وزارات التربية والصحة.
هكذا تبقى الكنيسة الأورشليمية واحدة متّحدة بفضل صلاتها ومحبتها ومؤسساتها في فلسطين والأردن وإسرائيل. ولا تستسلم للتقسيم الإداري أو السياسي. ولن نأل جهداً في توطيد العلاقات الأخوية عند أبناء "أم جميع الكنائس".
ويجدر الذكر في هذا المقام، أن صلاحية البطريركيتين المقدسيتين الارثوذكسية والأرمنية، تمتدّ هي أيضاً إلى كل من فلسطين والأردن، ومقرّ بطاركتها القدس، كرسي القديس يعقوب. كما هي حال النيابات البطريركية الأرثوذكسية والكاثوليكية، من قبطية وسريانية وحبشية.
- أم الكنائس في خدمة

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com