عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

خطيئة الانسان _الاب انطونيوس مقار ابراهيم

خطيئة الانسان وغفران المسيح

المرأة الخاطئة

انجيل القديس لوقا 7/36-50

                                            الاب اتطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

يحدثنا لوقا الانجيلي عن إقامة وليمة ليسوع فقد ذكر أولاً وليمة اقيمت ليسوع في 5/28-32و وليمة اخرى نحن بصددها ولكن شتان الفرق بين الوليمين ففي الوليمة الاولى كانت قد اقيمت في منزل رجلٍ عشار اسمه متى محتقرٍ مرزول من الناس وقد جمعت حولها كل العشارين والخطأة والمنبوذين والمحبين والمعجبين بيسوع  وفي معظمهم كانوا يتشوقون أو يتطلعون الى يسوع برغبة في الاستجابة لطلبهم . والوليمة الثانية قد اقيمت في منزل احد الفريسيين الوجهاء اسمه  سمعان ، بيت محترم جمعت حولها الاشراف والاعيان وذوي السلطان والنفوذ و المنتقدين وفي الوليمتين كان يسوع حريصاً على كسب الجميع وخلاصهم "أصلي من أجل الذين وهبتهم لي لكي لا يفقد احد منهم" وهكذا احب الجميع حتى اسلم ذاته كي لا يهلك احد منهم" هكذا هو يسوع جاء ليزيل الفوارق والفواصل بين الناس ويجمع الكل في بيت الاب.

      موضوعنا ينقسم الى :

1-     الفريسي وسبب دعوته ليسوع

2-     -المرأة الخاطئة حالتها وقبولها يسوع

3-     - يسوع المسيح رب وغافر

4-     ماذا يقول لنا هذاالنص اليوم:

5-     صلاة المرأة الخاطئة

-1-لفريسي وسبب دعوته ليسوع

إن اول ما يلفت انتباهنا في موقف الفريسي دعوته لاقامة وليمة ليسوع من خلال المواقف المتعددة التى نجدها في الانجيل للفريسيين تجاه يسوع لم نجد موقف واحد مؤيد ليسوع بل كانت كلها عبارة عن انتقاد له ومحاولة منهم ليمسكوه بكلمة. ولم يوجد فريسي واحد اقامة وليمة غداء او عشاء ليسوع بدافع الحب له انما للتظاهر امام صديقه الفريسي الاخر، وهذا يؤكد لنا أن الفريسي اقامة وليمة في بيته للتظاهر ولم يتمكن ابداً من أن يقيم وليمه في قلبه ليسكن ويجلس يسوع فيه.لكنه حكم على يسوع بالقول " لو كان نبياً لعلم من تكون هذه المرأة.وكيف يسمح لها أن تلمسه او تقترب منه وتقبل قدميه وتمسحهما ،فشريعتنا اليهودية تحرم مثل هذه الافعال ولا سيما من يقترب من امراءة زانية يصير معها نجساً. كان فكر الفريسي مزذوج الاتهام

1-     أنكر على يسوع انه نبي.

2-     حكم على المرأة بأنها خاطئة وتستوجب الدينونة ولا مجال امامها للتوبة.

خلاصة موقف الرجل الفريسي:

 انه اقام الوليمة وانفق مالاً كثيراً وتعب وعمل ولكنه لم يقدم من قلبه عمل محبة واحد تجاه يسوع بل سعى الى تمجيد وتعظيم نفسه امام الوجهاء والشرفاء الذين امتلأت بهم وليمة الاطعمة الفاخرة في منظرها والفقيرة  الخالية تماماً من افعال المحبة الحقيقة.

2-المرأة الخاطئة حالتها وقبولها يسوع

لم نجد في هذا النص اشارة واحدة على وجود دعوة للمرأة لحضور الوليمة في منزل سمعان الفريسي. انما نعمة الله هي التى حركت قلب هذه المرأة واعطتها القوة والشجاعة على اختراق جدارن الصمت والعار والانتقادات اللاذعة لتقترب من يسوع وفي قلبها حب دفين الى التوبة والسيرة الحسنة ولا طريق لها لتحقيق ذلك سوى الاقتراب من رب التوبة والشفاء الغافر كل الخطايا وماحي كل الذنوب وواهب النعمة والحياة والسلام لكل من يلتجيء اليه ويرتمي عنده  ويلقي من على كتفه همومه ومشاكله عليه.إن ما نعرفه عن هذه المرأة هو شيءٌ واحدٌ انها خاطئة والسؤال هنا هل لكونها خاطئة فقدت معنى الحياة وضاعت منها الحكمة والبهجة ؟هل فقدت القدرة في اعادة تشكيل حياتها من جديد؟ وهل فقدت الامل في أن تخلق من جديد وتغفر خطاياها وتعود الى عهد النعمة؟

قلت أن المرأة اقتر\بت بشجاعة وجرأة فاقت حدود الشريعة لأن قلبها امتلاء أولاً من نعمة الله وكسرت كل الحواجز المظلمة في حياتها في وجود اشخاص عاشوا ومارسوا الخطيئة معها  داخل بيت الفريسي لم يعد يهمها سوى امر واحد هو كيفية التعبير عن تجاوبها مع نعمة الله في لقاء المسيح رب الرأفة والحنان.صحيح ان الفريسي اقام وليمة ظاهر وليمة مادية لكنها هي اقامت وليمة روحية حقيقة حملتها في قلبها. فقدمت افضل ما تملك أولاً على المستوى المادي الطيب الغالي الثمن وشعرها التى مسحت به قدمي يسوع التى امتزج فيها الطيب(المادة المشتراة) مع الدموع(الداخل) النازله من عينيها اي كيانها ورغباتها في  الخروج والانتصار على سلطان الخطيئة والشر الى امتلك النعمة والتبرير والطهارة.

خلاصة موقف المرأة وحالها:

إنها امرأة خاطئة ، منكسرة ذليلة بسبب الخطيئة ونظرة الناس وموقف الشريعة، تحدت ذاتها والاخرين واسرعت نحو يسوع وقدمت اغلى ما عندها لتعبر عن احتياجها الحقيقي وهو التوبة والعودة الى ذاتها . كم هو عظيم هذا الموقف ،فهل ياتري انت قادر أن تأخذ من موقف المرأة الخاطئة موقفاً لك؟ هل انت قادر على أن تتغلب عتلى ذاتك وملذاتك لتلتقي المسيح وتنهل منه السلام لذاتك وللأخرين.

3- يسوع المسيح رب وغافر

جاء يسوع الى بيت الفريسي ليس فقط ليكون ضيف الوليمة التى اعدها بل ليكون الفريسي وغيره كالمرأة الخاطئة وانت اخي الحبيب لتكون ضيف على المائدة التى اعدها لك المسيح على الصليب عندما قدم ذاته ذبيحة حب مرضاة لدى الاب وها الوليمة تقام كل يوم وهى حاضرة ابداً على المذبح وليمة الشكر (التناول) وليمة المغفرة(التوبة والاعتراف).

المسيح يسوع لم يرفضك إن جئت انت اليه ويقبلك كما قبل دعوة الفريسي له بالرغم ما كانت تحمله خبابا الدعوة من انتقادات ومن عدم الاعتراف به كنبي يعرف الخفايا وفاحص القلوب والكلى والضمائر باسط الارض والسماء غفر للمرأة كثبراً وربط بين الفغران والحب ومنحها السلام بقوله" اذهبي بسلام". فيسوع كرب وغافر قد قال لم أت لأدعو أبرارا، بل خطاة إلى التوبة .وأضاف قائلاً : " تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم تعال اليه واكشف خطاياك ولا تكتمها فمَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ" وينال النعمة والخلاص والحياة" وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ
4_ماذا يقول لنا هذاالنص اليوم:

اليوم المرأة الخاطئة كسرت الحاجز والجدار المرعبة التي سيجتها لها الخطيئة، وانت كم من سياج حول ذاتك صنعته انت بفعل الخطيئة أو بالتعدي على حقوق الغير أو بالادعاءات الكاذبة وكم من حصون وحماية لذاتك بالنعمة قد عملت على هدمها وفقدانها ، تعال الى المسيح وارتمي عند قدمية وقدم له ذاتك وهو لا يريد أكثر من هذا " يا أبني اعطني قلبك". تعال ليسوع وخذ وقت وانظر الى ذاتك واليه وسترى النتيجة ، اكشف ذاتك امامه

هل انت في خوف معين من امرٍ ما ؟

ما الذي يشعرك بالاحباط والتعب ؟وماهي نقاط الضعف والفشل في حياتك؟ تعال الى يسوع واطلب منه المعونة والقوة والرحمة والنجاح،انظر الى يسوع على الصليب الذي حوله من خشبة عار الى مجد  عند اقدام الصليب ستجد ذاتك ويتحول الفشل الى نجاح. والمرض إلى شفاء. ويتحول اليأس الى رجاء والخوف إلى شجاعة. والقلق والاضطراب الى سكينة واستقرار والحزن يصير مصدر فرح والضيق مصدر سعة ويتحول الشقاء والذل الى رحمة روأفة الرب
5- صلاة المرأة الخاطئة :

ربي والهي يسوع المسيح جئت اليوم اليك لارتمي عند قدميك كي ارتاح من اوجاعي ومتاعبي واقدم لك ذاتي التى فقدها بفعل الخطيئة وارتكاب المعاصي الخطيئة التى جعلت مني امرأة محبوبة فقط من اجل الشهوة واللذة، وامرأة مكسورة امام ذاتها لاتجد لها هوية ولا كينونة. جئت اليك وانا كلى ثقة بأنك ستقبلني وفقد سمعت عنك وعن حبك للخاطيء ورحمتك ورافتك تجاه المطرودين والمنبوذين امثالي.اجعل يايسوع من تقدمتى هذه صلاة مقبولة لديك فيها اضع ذاتي ونفسي هويتي وشخصيتي بين يديك أطلب منك ان تملاء قلبي بالغفران والسلام. اجعلني احيي في ذاتي بذرة الدعوة الى القداسة والطهارة والكمال عوضاً عن أيام الجهل الماضية حيث قد أوقعت كثيرين في شباك الخطية والمرارة والانفصال عنك. توبني فأتوب وانزع عني الخوف والرعب والبسني درع الايمان وخوذة الخلاص وأرحنى من اتعابي وهمومي الثقيلة فانا أؤمن واثق انك مريح التعابى فكم كانت نفسي تعبه مذلولة أنا اليوم عندك قدميك آتي بطيبٍ فانت الحب والرجاء والمعين والمنقذ والمخلص والرب الحنون الرؤوف الذي يحب عودة الخاطيء اليه ولا يشاء موته بل ينجيه ويحييه
ربي والهي الحبيب ، يا من خلقتني على صورتك ومثالك صورة البهاء والقداسة وانا شوهتها بالخطئية صورة البشاعة والشناعةورغم ذلك اتيت انت من سماء مجدك لتفتقدني،وترعاني وتعيد فيّ محبتك.. فاقبل مني هذه الطيوب  والتضرعات والصلوات على عطر هذا البخور برفع يدي كتسبحة المساء كالبخور الصاعد امامك ع8لى المذبح ، أسكب طيوبي عند قدميك الطاهرتين  وأرفع صلاتي لقبلك الطاهر فأرحمني يا ملكي و إلهي...

الرب يسوع المسيح هو اليوم ضيف وليمتك الروحية فلا تتأخر في أن تقدم له ذاتك ويباركك بكل بركة روحية سمائيه على الدوام وكل حين آمين.

 


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com