عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

26/7/2009
لقاء المطران يازجي تتمة

إهمال ملحوظ بشأن الكنائس الأثرية المحيطة بحلب، وخاصة تلك الرابضة بجوار كاتدرائية مارسمعان العمودي  ، وقد قمنا في موقع قنشرين بنشر تحقيق مصور وموسع حول تحول تلك الكنائس إلى حظائر للحيوانات ودور للسكن، برأيكم لمن تعود الصلاحية في الاهتمام بهذه الكنائس، أإلى الكنيسة أم إلى الدولة، وماهي الطرق التي من شأنها الحفاظ على الأهمية التاريخية لهذه الكنائس؟
- يؤسفني ويخجلني عندما أكون مع زوار أجانب أو رسميين وعلى مستوى تمثيل عال، ونذهب إلى قلعة سمعان، ونرى أحجاراً أثرية لا أجمل ولا أحلى منها لكن غير معتن بها. المسؤولية تجاه هذه المواقع مشتركة بين الدولة والكنيسة. للكنيسة  دور التوعية والمساعدة لا أكثر، لأن تلك المناطق تعتبر قلاعاً وليست أديرةً. برأيي الكنيسة لها دور التوعية والمناداة والطلب ، فكنائسنا محترمة في بلدنا سورية، وأي طلب مسموع لها من قبل الدولة. ولكن تقع على الدولة المسؤولية المباشرة في الحفاظ عليها، و بإمكاننا نحن أن ندعم مادياً وعلمياً أو بأبحاث وتاريخيين لمساعدة الدولة في هذا الشأن.    شكراً لموقع قنشرين الذي فكرّ بهذا الأمر، إذ يمكن أن ننقل هذا الرأي إلى المسؤولين الدينيين والحكوميين، وهذا ناقوس خطر نقرعه للمحافظة على آثارنا العربية والسورية المسيحية والإسلامية،إننا نغار على كلّ آثارنا وعلى تاريخنا وثقافتنا المتنوعة. نحن كمسيحيين مسؤولون عن آثارنا الإسلامية والعكس بالعكس صحيح أيضاً، كوضع عام في سورية، نعترف أن هناك ضعفاً على الصعيدين السياحي والآثاري، وله أسباب عديدة، ولكن لا يلام أحد، الملام هو كل من يتأخر عن الكلام والمساعدة، ومشكور موقع قنشرين للالتفاتة نحو هذا الواقع. نحن كرجال دين سنطلب من المسؤولين الدينيين والحكوميين أن يلتفتوا إلى هذه المنطقة العريقة، وأحب أن أوجه نداء إلى الإخوة المسؤولين الروحيين والسياسيين لنتعاون معاً من أجل تحسين وتطوير السياحة في سورية، لأن لدينا إرثاً تاريخياً وعلمياً عظيماً تركه لنا أجدادنا ونفتخر به.

 * في ظل العولمة، وفي ظل الفتن التي تشهدها دول ودول، وفي ظل الغزو الفكري والثقافي الذي تتعرض له بلادنا، تنبع أهمية الحوار المسيحي الإسلامي من أجل عيش مشترك خال من الشوائب والترسبات، إلى أي مدى علينا تشجيع الحوار المسيحي الإسلامي؟
- أحب أن أجيب عن هذا السؤال عبر شقين، الأول هو "العولمة": لاحظنا في الفترة الأخيرة اهتماماً كبيراً بالموضوع ، والآراء فيه متباينة ومختلفة. أؤمن أننا أمام واقع وليس أمام تقييم. والسيد المسيح منذ كرازته الأولى وكذلك الكتاب المقدس والأنبياء والقديسون، هم أفضل من واجهوا وأصلحوا. فللعولمة حسنات وسيئات، ولغيابها حسنات وسيئات. يجب أن نزيد في كفة الحسنات وننقص من كفة السيئات. هذا نداء للعمل! طالعت في أحد مواقع الإنترنت دراسات إحصائية أنجزت منذ فترة، تشير إلى أن العالم الديني سواء أكان المسيحي أم الإسلامي، قد تخوف من الإنترنت في البداية، ولكن أكثر استخدام الانترنت هو للدين اليوم. علينا اليوم أن نربي أبناءنا على حسن الخيار، فالله خلق الإنسان حراً، وعليه يقع الاختيار الواعي المعقلن. نحن لا نخاف من العولمة، وإنما نخاف من تقصيرنا، من أن يكون غيرنا ممن لديه أشياء سيئة يستطيع إيصالها إلى الناس، ونحن الذين لدينا أشياء صالحة لا نستطيع إيصالها. فالعولمة واقع يمكنه أن يكون صالحاً كما هي طريق للاستخدام السيئ.أما الشق الثاني فهو الغزو الثقافي: لاشك  أن بعض وسائل العولمة اليوم سياسياً وعالمياً تهجّم على الإسلام باسم المسيحية، وهذا في الغرب خاصة، لأن العالم الإسلامي معزول حدودياً وجغرافياً وديموغرافياً عن العالم المسيحي، يتكلمون عن بعضهم البعض كغرباء، أو كجيران في أحسن الأحوال. أما الأمر الذي نتميز نحن به هنا في الشرق، أننا هنا لسنا جيراناً أو غرباء، لأننا نعيش مع بعضنا كأهل ونعرف بعضنا البعض، والمسيحي والمسلم في سورية مشتركان معاً في بناء الحضارة الواحدة، ولذلك نحن نشجع هذا اللقاء وهذا الحوار المسيحي الإسلامي لأسباب عديدة. السبب الأول هو أننا بدأنا نلاحظ ظهور بعض الأصوليات في الطرفين المسيحي والإسلامي، وفي المسيحي ربما أقل لأننا في الشرق نشكل أقليات، أصوليات تتمسك بأطراف الدين وتعمل على إلغاء الآخر، أو على تبشيره أو تبديل إيمانه، وهذا نتيجة الجهل في الدين نفسه، فعندما يكون المسيحي متعمقاً في دينه، لا يؤثر عليه أي أمر، وكذلك المسلم، إذا رأى البعض أن الأصولية منتشرة في الدين الإسلامي أكثر، هذا لأسباب عديدة، لأن المسيحيين عبر التاريخ كانوا أكثر انفتاحاً وتعلماً عموماً ، والسبب الثاني أن الشريحة العظمى هي الشريحة الإسلامية، والسبب الثالث هو تهجم العالم الغربي على الإسلام، فالمسلم لديه ردة فعل، هذه الردة هي التي تصنع الأصوليات، وهذا ضرركما للإسلام ذاته كذلك للمسيحية أيضاً، وللإنسانية عامة. إن للشرق الأوسط وخاصة بتشكيله وتمازجه، مستقبلاً في التفكير والعيش معاً، فالحوار الإسلامي المسيحي لا يقوم على تبديل الدين وما إلى ذلك، الحوار هو أن نفهم الآخر كما هو، وأن نقبله كما هو، وأن نعرف أن إلهنا هو إلهه، وأن له طريقته إلى ربه، وهذا ليس للفصل والعزل وإنما للاغتناء والتعمق. نحن كأديان نلتقي ويجب أن نلتقي، ونقبل بعضنا بعضاً. وبهذه المناسبة أريد أن أكرر اقتراحاً من بطريركنا في دمشق على وزارة التربية ، أن توضع في كتاب الديانة المسيحية شروح من شخص مسلم عن الإسلام، والعكس بالعكس، هكذا يقرأ الإنسانُ الآخرَ كما هو، وليس كما ورث عنه من التاريخ والمجتمع، الذي هو عموماً غير مصيب. فالحوار مطلوب تحت أي اسم كان، إذ ما يهمّنا هو أن نخفف من جهل الإنسان عن الآخر من جهة، وأن نعرف بعضنا من جهة ثانية، وأن نقبل بعضنا البعض من جهة ثالثة .

 *  منذ عامين قام الشعب المسيحي في صافيتا بخطوة كبيرة على الصعيد المسيحي، تكمن في توحيد الأعياد بين الطوائف المسيحية، فما رأيكم بذلك؟ وهل تؤيدون ذلك على الصعيد المحلي؟
لتوحيد عيد الفصح قصة طويلة جداً، ولن أفاجئ القراء في موقع قنشرين، منذ المئة الأولى بعد المسيح، كان هناك اختلاف في تعيين عيد الفصح. وهناك نصوص تقول إن القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول زار بابا روما وناقشا اختلاف توقيت عيد الفصح بين الشرق والغرب، ولم يتوصلا إلى حسابات دقيقة متوافقة آنذاك، فاتفق البابا مع القديس بوليكاربوس على أن يعيّد كل طرف بموعده الخاص. منذ ذلك الوقت كان للعيد تاريخان، وكان ذلك بالاتفاق. أنا طبعاً ضد أن يبقى الوضع هكذا.  أقول لأن الظروف تبدلت. في السابق من آسيا الصغرى إلى روما لم يكن أحد يرى الآخر ولا أحد يعرف متى يعيد الآخر، ولم يكن هناك فضائيات ووسائل اتصال حديثة. أما اليوم أصبح العالم قريةً صغيرةً. الأمر الآخر، خاصة في الشرق الأوسط، وفي حلب تحديداً، وكما قلته في مجلس المطارنة الكاثوليك في حلب الذي ناقش موضوع توحيد عيد الفصح، إذ قلت : إن لم يتوحّد أحد في عيد الفصح، ففي حلب يتوجب على الجميع التوحيد، والسبب هو العائلة، ففي حلب وفي زحلة خاصةً وفي الجنوب، هناك زيجات مختلطة كثيرة جداً، بين الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس ... الخ، هناك أ ُسرٌ تحتوي على طوائف مختلفة، فما هو ذنبهم في أن يختلفوا في العيدين، وفي أي صوم يصومون؟   ولكن السؤال هنا : ما هي الخطوات العملية؟ نحن نعلم أن هناك رسالة بابوية إلى بطاركة الشرق، تقول: أنه لا مانع في الشرق - بما أن الأغلبية من الأرثوذكس وهي الكنائس الأم القديمة - في أن يعيد الغربيون (الكاثوليك) واللاتين مع الشرقيين، وهذا إذن بابوي، وقد تحقق هذا الأمر في مصر والعراق والأردن وفلسطين وتركيا، وبقيت سورية ولبنان، لأن هناك موارنة كثراً في لبنان وهم في الدولة، وفي سورية بسبب وجود طوائف غربية عديدة ووجود الأرمن خاصة، الأمر الذي جعل الموضوع يؤجل بعض الشيء. في عام 2000 عندما زار قداسة البابا دمشق في زيارته التاريخية، أعلن البطريرك لحام، وهو الذي يترأس البطاركة الشرقيين الكاثوليك أن العيد سيكون واحداً، وقبّل الجميعُ بعضهم بعضاً إثر سماع هذا الخبر، حتى أن البطريرك لحام مشكوراً وحّد الروزنامة ليكون العيد على التقويم الشرقي آنذاك، ولكن ظهر في الجناح الغربي للروم الكاثوليك، أن هناك بعض الصعوبات واجتمعوا في حلب وطلبوا من البطريرك لحام عدم التسرع، فأصدر البطريرك بياناً يشير فيه إلى أنه في المستقبل القريب سيكون هناك حل. في السنة الماضية اجتمع مطارنة سورية الكاثوليك برئاسة البطريرك لحام ودعينا كأرثوذكس لحضوره، وسألتٌ البطريرك عن مستقبل عيد الفصح وتوحيده، فأكد أن في الجناح الكاثوليكي تطوراً وتحسناً بالموقف، لأن هناك بعض المشكلات ولكن لابد من التغلب على المشكلات من أجل توحيد الأعياد. نأمل نحن كأرثوذكس بتوحيد العيد ونساعد الطوائف الكاثوليكية لحل تلك المشكلات. فإذا لم نستطع تغيير تاريخ عيدنا كيف سنغير بقية الأمور؟ نحن نحترم مشكلات وصعوبات الطرف الكاثوليكي وسنحاول على حلها إن شاء الله ليكون لنا عيد واحد يجمعنا جميعاً .

 * ما العلاقة التي تجمع بين الكنيسة الأنطاكية مع باقي الكنائس الأرثوذكسية في العالم، وهل هنالك تعاون على صعيد معين؟
شكراً على هذا السؤال، الكنيسة الأرثوذكسية هي في كل المسكونة، ولكنها تؤمن بمبدأ كتابي تقليدي مهم جداً، وهو مبدأ الكنيسة المحلية. من أجل هذا فإن "الرعية" هي الكنيسة. لكن ما هي صلة الكنيسة الأنطاكية بروسيا واليونان ورومانيا وبأميركا، وبكل العالم؟ الصلة هي شركة الإيمان، على مستوى التعليم الديني، وعلى مستوى الشهادة المشتركة في العالم، فنحن نشترك مع بعضنا بشهادة واحدة، والعالم الأرثوذكسي هو عالم كبير جداً مع العالم البروتستانتي والكاثوليكي. ولكن هل من ارتباط إداري بين كل هذه الكنائس؟ هناك ارتباط إداري ولكنه ضعيف نوعاً ما للأسف، ويجب أن يكون أقوى من أجل هذه الشهادة المشتركة، ولكن ليس هناك أي ارتباط مباشر. فمثلاً انتخاب مطران كاثوليك في حمص، تبت به مثلاً جهة في إيطاليا، أما انتخاب مطران أرثوذكسي في حمص فيبت فيه مطارنة سورية ولبنان فقط أي الكرسي الأنطاكي. ليس هناك استقلال كلي ولا تجمع مركزي إداري وروحي ومعنوي، ولكن يوجد شهادة مشتركة .
 
 *
أنتم سيادة المطران من الذين يشجعون على موضوع الرهبنة بين الشباب المسيحي، فهل هناك تجاوب من قبل أولئك الشباب، وبرأيكم مادور الأديرة في الحياة الكنسية وفي تطور العمل الروحي في الأبرشيات؟
سوف أتوسع قليلاً في التعبير، فأنا من مشجعي "التكريس" على صعيد الرهبنة كما على الأصعدة الأخرى، أؤمن وأعرف بأن حول الكهنة والمطارنة أناساً كثيرين مكرسين لخدمة الكنيسة، ونحن كمعلمين روحيين علينا أن نشجع أولادنا على خدمة الكنيسة. فكلنا مسؤولون في الكنيسة وكلنا مكرسون، هذا عموماً. ولكن لا ننسى أن للكنيسة مواهباً مثل مواهب الخدمة الاجتماعية التي بحاجة إلى تشجيع، ومنها إيمان ونور والجمعيات الخيرية وغيرها. كل هذه المواهب في الكنيسة<

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com