عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاحد الثامن ب.ع 18 تموز 2010

من وحي الأحد الثامن بعد العنصرة

2010 _07 _18

متى البشير 22 _14 :14

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

www.almohales.org

 

إنّ معجزة وأعجوبة هذا اليوم المبارك من إنجيل متَّى غريبة بالمقارنة مع باقي معجزات الإله المتجسد. فقد قرأنا في الآحاد الماضية شفاء العميان والعرج والمنحنين والبرص والصمّ والخرس إلخ من معجزات، أما معجزة رب التحنن والرحمة التي نقراها اليوم :أن السيد أشبع خمسة آلاف رجل ما عدا الذين وجدوا هناك من النساء والأولاد.

هذه المعجزات التي اجترحها رب الكون أتت لتعلمنا أن عناية الله مع المؤمن دومًا وهذه العناية قادرة أن تشفي أمراضنا على أنواعها.

+ 15 _14 :14 :" في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنّن عليهم وشفي مرضاهم ولما صار المساء تقدّم إليه تلاميذه قائلين المكان قفر والوقت قد مضى. أطلق الجموع لكي يذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما".

بعد أن علم رب التحنن أن يوحنا السابق قد قُتل ذهب من أورشليم إلى البرية بالقرب من مدينة بيت صيدا. وحال سماع الشعب في المنطقة أن الرب غادر أورشليم تبعوه بجماهيرهم دون أن يتزودوا بزاد.

+ 13 _12 :14 :" وجاء تلاميذه فأخذوا جسده ودفنوه وأتوا وأخبروا يسوع. فلمّا سمع يسوع مضى من هناك في سفينة إلى البرية منفردا. فسمع الجموع وتبعوه من المدن ماشين".

وقارئ القلوب وعارف المخفي _ الرب يسوع المسيح ولعلمه بإيمانهم تحنن عليهم ويقول مرقس البشير:" فلمَّا خرج يسوع أبصر جمعًا كثيرا فتحنَّن عليهم لأنهم كانوا كخراف لا راعي لها وطفق يعلّمهم أشياء كثيرة".

فشفى المرضى دون أن يُطلب منه لتحننه ومعرفته المخفي والمستور ويعلمنا هذا الإيمان بالرب كي ننال الشفاء.

وعند المساء ولعلم الرسل بعدم وجود الطعام ولقفر المكان طلبوا من الرب أن يصرف الجموع ليبتاعوا الطعام ونقارن مع نصّ يوحنا البشير القائل { 5 :6 }:" فرفع يسوع عينيه فرأى جمعًا كثيرا مقبلا إليه فقال لفيلبس من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء".

معوج الفكر والملحد بالإيمان القويم يظن انه يوجد تناقض بين النصوص _ في خبر الانجيليين وذلك لان يوحنا إنما كتب ما صار قبلا واغفل ذكره البشير متى وهو أن يسوع "رفع عينيه ونظر جمعا كثيرا" فقال لفيلبس من أين نشتري خبزا لإطعام هذا الجمع وبعد ذلك جاء التلاميذ وقالوا ما رواه متى البشير وهذه الحادثة تقوّي عزيمة المؤمن ويحيي الأمل بالرب وينعش ثقتنا بمراحم يسوع وأجاب الرب تلاميذه:

+ 17 _16 :14 :" فقال لهم يسوع لا حاجة إلى ذهابهم. أعطوهم أنتم ليأكلوا فقالوا له: ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان".

ما عظم رحمة  رب المحبة " لا حاجة لذهابهم " ولم يقل سأعطيهم بل " أعطوهم انتم ليأكلوا " وهذا ما حدث بارك الخبز والسمك وأما التلاميذ فأعطوهما للشعب وإنجيل يوحنا ينير معرفتنا أن الرسل قد فحصوا فيما إذا توفر الطعام الكافي { يو 9 :6 }.

وجواب الرب:

+ 19 _18 :14 :" فقال ائتوني بها إلى هنا. وأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثمّ أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك وكسر وأعطى الخبزات للتلاميذ والتلاميذ للجموع".

هذه الآية تتضمن تعاليم عديدة:

+ " ائتوني بها إلى هنا " أراد الرب أن يلمس بيده الطعام الذي سيعطى للجموع الجياع.

+ أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين" ويعلمنا أن ننظر ونجسّ ونلمس كل شيء وأي شيء نعطيه للآخرين وعندها تعلم ما أعطيت وما مقداره لأنه لو طلبت من الآخرين هذا العمل لربما سيعطي إما شيئا زهيدا أو عديم النفع.

+ و " يتكئوا على العشب " ولكن مرقس البشير يسهب بالتفصيل قائلا :" فأمرهم أن يجلسوا الجميع حلقة حلقة على العشب الأخضر فاتاكوا زمرة زمرة مئة مئة وخمسين خمسين " كمن يكونون في الولائم مما يجعل الأعجوبة مرئية للجميع ويوزع الطعام على الكل دون ضوضاء ويأكل الجميع بأدب واحترام كما يليق بأبناء المخلص وكما يقول الرسول بولس :" ليكن كل شيء بلياقة وبحسن ترتيب".

" رفع نظره إلى السماء" لنعْلم انه نزل من السماء وما يصنع هو مع الآب والروح القدس وليعلمنا أن نصلّي دوما للرب المحب.

" وبارك وكسر وأعطى الخبزات.." وذلك لكي نتعلم نحن أيضا أن نتمثل بنموذج الرب لنبارك طعامنا قبل أن نجلس على المائدة.

" وأعطى الخبزات للتلاميذ والتلاميذ للجموع" فكما عمل الربّ فيعلمنا أن ما نعطي للناس المحتاجين فإنما نعطي ما أُعطِي لنا من رب المحبّة. وعمل الخير يكثر في يدي الإنسان الرحوم.

+ 22 _20 :14 :" فأكلوا جميعهم وشبعوا ورفعوا ما فضل من الكسَر اثنتي عشرة قفّة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء. للوقت الزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع".

عظيمة هي أعمالك يا رب وليس شبع الجمع  فقط، بل بقي 12 قفة والعدد له الرمزية لعدد التلاميذ والأسباط، وعند انتهاء هذه الأعجوبة  أراد المخلِّص أن يصعد إلى جبل هناك على انفراد والرب " الزم تلاميذه " لأنهم لم يشاءوا أن يفارقوه و " العبر " محلا ابعد حيث كانت مدينة بيت صيدا  ويعلّمنا هذا:

+ الاهتمام دومًا بما ينفع الإخوة المؤمنة.

+ أن نصلّي دومًا إما على انفراد أو مع الجماعة.

اسبوع مبارك بنعمة ربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح له المجد. آمين  

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com