عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاحد 11 تموز

من وحي الأحد السابع بعد العنصرة

2010 _07 _11

متى البشير 35 _27 :9

يوسف جريس شحادة

www.almohales.org

في إنجيل هذا النهار المبارك نقرأ أعجوبة شفاء الأعمى. ونطلب من الرب يسوع أن يشفي قلوبنا وعقولنا ونتضرّع للرب أن ينير بصيرتنا لنفهم قدرة الرب ونقول كما في إنجيل اليوم :" ارحمنا يا ابن داود" لأنّك فائق التحنّن والرأفة متوسلين أن تستجيب لتضرعاتنا.

+ 28 _27 :9 :" في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز تبعه أعميان يصرخان ويقولان ارحمنا يا ابن داود. فلما دخل البيت تقدّم إليه الأعميان. فقال لهما يسوع أتؤمنان إنني  أقدر أن افعل هذا. قالا له نعم يا سيّد".

أين اجتاز يسوع الرب ؟ وأين كان ؟ لكي نفهم أين كان الربّ بعد أن أتى إلى مدينته، نقرأ في متى البشير { 18 :9 }:" وفيما هو يكلّمهم بهذا إذ دنا إليه رئيس وسجد له قائلا أيها الربّ إن ابنتي قد ماتت لكن هلمّ فضع يدك عليها فتحيا "  وعند مرقس { 22 :5 }:" فأتى إليه واحد من رؤساء المجمع اسمه يائير ولما رآه خرّ على قدميه" ولوقا {41 :8 }:" وإذا برجل اسمه يائير وهو رئيس للمجمع أتى وخرّ عند قدمي يسوع وسأله أن يدخل إلى بيته".

لا نعلم كيف عُميا.كم من الوقت لبثا فاقدي النظر وعدم ذكر هذه التفاصيل لعدم أهميتها وضروريتها. ولكن نفهم لماذا " تبعه " لأنهما سمعا أعجوبة إقامة بنت يائيروس وطارت سمعتها في جميع أنحاء البلاد ويخبرنا بذلك متى البشير :" فذاع هذا الخبر في تلك الأرض كلّها "{ 26 :9 }.

ونداء الرب " ابن داود " عن ورع وهيبة واحترام لأن الكل كان يكرم داود  ويحترمه كملك قديس ونبي الله. ولأنّ الإسرائيليين كانوا يؤمنون أن المسيح كان مزمعا أن يولد من نسل داود بحسب الأنبياء والتنبؤات في العهد القديم.

وتواضع الربّ، ما اشرنا في إنجيل الأحد السابق فان الرب لم يجاوبهما حتى دخل البيت واقترب الأعميان منه فسألهما يسوع :" أتؤمنان إنني اقدر أن افعل ما تطلبانه" أي هل تؤمنان بقدرتي بشفائكما! والجواب بالطبع بالإيجاب _ نعم _ . كنا قد ذكرنا أن الرب قارئ القلوب وعالم بالخبايا والمستور والسؤال: لماذا سال الرب؟  أن سؤال الربّ له المجد ليعلمنا نحن انه بدون الإيمان والثقة بالربّ لن نحصل على النعمة الربية وكما طلب من الأعميين الإيمان هكذا يطلب منا أيضا إيمانا لمعرفة الأمور السماوية ونحن نبصر الأمور الأرضية. وبحسب قول النبي داود " آمنت لذلك تكلمت ".

وكذلك الرسول بولس :" فإذ فينا روح الإيمان الواحد على حسب ما كُتب إني آمنت ولذلك تكلمت "{ 2 كو 13 :4 }.

+ 30 _29 :9 :" حينئذٍ لمس أعينهما قائلا بحسب إيمانكما ليكن لكما .فانفتحت أعينهما فانتهرهما يسوع قائلا انظر لا يعلم احد ".

إن كلمة الرب " ليكن " قادرة على إبراء الأعميين وقد ذكرنا في وقفاتنا السابقة عن  كنه العبارة " ليكن " وبالإضافة فهنا " لمس " ليبرهن للملحدين المرائين انه إلها كاملا وإنسانا كاملا _ متجسّدا. وقال صاحب المزامير:" يمين الربّ صنعت ... يمن الرب ارتفعت" { مز117 }.

وقول الربّ " انفتحت أعينهما "يدل على أن المرض قد زال وشفيا. وهل المقصود بعبارة " انفتحت " أن العين كانت مغلقة الأجفان أم لم يبصرا! والغوص في البعد الدلالي للعبارة يوصلنا لقول ارميا { 21 :9 }:" فإنّ الموت قد صعد إلى كوانا ودخل قصورنا ليجتاح الأطفال من الشوارع والشبّان من الساحات".

أي حواسنا هي شبيهة بأبواب يدخل منها العقل والشعور بالأمور الماديّة. ففي حال سلامة الحاسّة تكون الأبواب مفتوحة والعكس صحيح لذا قول الرب العظيم " انفتحت " إن رب التحنّن والمحبة فتح تلك الأبواب وأزال الستائر التي أغلقها مرض العمى والتي حجبت دخول النور.

جدير بنا أن نقف قليلا دلاليا حول " انتهرهما "  أي أن السيد قد أصر جازما آمرا بالا يعلما أحدا وليس إخفاء أمر الشفاء هنا لان الجميع سيرون وهذا الأمر لا يمكن إخفاؤه بل " انتهرهما " آمرا إياهما بالا يعلما أحدا من هو الشافي متجنبا مدح البشر ليعلمنا نحن أيضا أن نبتعد عن المجد الباطل ولكن هل الأعميان حفظا وصية الرب!؟

+33 _31 :9 :" ولكنهما خرجا وأشاعاه في تلك الأرض كلها وفيما هما خارجان إذا إنسان اخرس مجنون قدموه إليه فلما اخرج الشيطان تكلم الأخرس".

شدة الفرح وحب التبرج سببا لمعصية وصية الربّ وكرزا بعمل الرب فهذه قوة وعظمة الفضيلة فمهما أخفيناها فلا بد أن تظهر وفي حال خروجهما تمّ شفاء الأخرس واستخدام عبارة " تكلم " عوضا عن " سمع " أن عبارة

" كوفوس " اليونانية لا تدل على الأصم فقط لا بل على الأخرس والأصم معا.

والقصد هنا أن الشيطان كان رابطا لسان ذلك الإنسان كما يروي لنا البشير مرقس { 25 _24 : 9 } ولربما الكثير منا يشبه الأخرس والأصم فليس القصد الناحية الطبية إنما عدم نطقنا وتفوهنا بكلمة الربّ ورفضنا سماع البشارة السارة وتعاليم الرسل والآباء القدّيسين. وهاك قول الفريسي:

+ 35 _33 :9 :" فتعجّب الجموع قائلين لم يظهر قط هكذا في إسرائيل أما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب".

الشعب يتعجّب والفريسيون يجدّفون قال الشعب حقا " لم يظهر قط هكذا في إسرائيل " بالرغم من أن أنبياء العهد القديم فإيليا  وموسى واليشع وغيرهم صنعوا العجائب ولكن لا تضاهي تلك التي اجترحها رب المحبة لا نريد مقارنة عجائب الرب بتلك التي صنعها الأنبياء وميزتهم لأننا ليس بصدد المقارنة هنا.

وجواب الرب للفريسيين :" فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على نفسه فكيف تثبت مملكته" { مت 26 :12 و مر 24 :3 و لو 17 :11 }.

فسعة رحمة الرب ومحبته لا تعرف الحدود فطاف " المدن "حيث يقطن الأشراف والخاصة و " القرى " القليلون الصعاليك الفقراء ويعد الشعب المؤمن بملكوت سماوي أبدي ويبرئ كل مرض وسقم ومخلِّصا للمؤمنين.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com