عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

التوبة _يوحنا الذهبي الفم

التوبة

                         العظة الثامنة

                   للقديس يوحنا ذهبي الفم

 

منافع التوبة:

(4) بسب  كثرة التفاصيل الجانبية نكاد نبتعد عن موضوع حديثنا الأول, لذلك سأذكركم به, إنني أقصد من كلامي أن أوضح لكم أنه لو كان أحد مغطى بالجروح, فإنه يكفي أن يتوب ويعمل أعمالاً صالحة لكي يمحو الله خطاياه بالكلية حتى لا يعود يتبقى أي أثر أو ندبة, أو دليل لجرح قديم. سأبذل لك قصارى جهدي لكي أبر بوعدي.

’’أسمعي أيتها السموات وأنصتي أيتها الأرض لأن الرب تكلم‘‘ فماذا قال ’’ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا عليّ الثور يعرف قانية (أبنائي عديمو العقل أكثر من الحيوانات) والحمار معلف صاحبه (إنهم أكثر غباء من الحمير) أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم ويل للأمة الخاطئة‘‘

لكن ألا يوجد رجاء للخلاص. لماذا هتاف اليأس هذا لأني لا أجد (استجابة) للشفاء وماذا أيضاً. لأنني قدمت أدوية عديدة والجرح لا يستجيب, أيضاً أنا تركته. ماذا أستطيع أن أفعل أيضاً لقد سأمت من محاولات الشفاء.

’’الويل‘‘ كلمة تقال في نحيب النسوة الذي يكون مناسباً لهذا الحال انتبهوا لي حسناً: لماذا إذن هذا الويل. إن شعور النبي هنا مشابه تماماً لشعور طبيب يجد أن مريضه لم يعد لـه أن أمل في الشفاء. فهو يبكي وأسرة المريض وأصدقاؤه في حالة غم وهم يتأوّهون لمصيره. كل هذا غير مفيد تماماً, فحتى ولو سكب العالم كله الدموع على شخص في النزع الأخير فلن يستطيعوا أن يعيدوه للحياة. إن موشحات الحزن على الميت لا يمكن أن تصير أناشيد قيامة.

لكن ليست الأمور هكذا بالنسبة للنفس. أبكوا جرحها فيكون لديكم كل الفرص لإنعاش وإقامة من كانت نفسه مائتة. كيف يتضح هذا.

بمجرد أن يموت الجسد لا يمكن إنعاشه بأية قوة بشرية. بينما النفس الميتة من الممكن إعادتها للحياة بتقويم السلوك. كثيراً ما يكفي أنكم تنوحون عندما ترون مستبيحاً لكي تعيدوه للطريق المستقيم. لهذا لم يكتف بولس الرسول بكتابة تعاليمه ومواعظه للمؤمنين, بل يضيف البكاء والتأوهات إلى الإنذارات التي وجهها لكل واحد منهم. ولكن لماذا خلط البكاء مع الإنذارات. لكي إذا ظهرت إنذاراته غير مجدية فدموعه تحل محلها.

إن دموع النبي تعبر عن نفس الأحاسيس, فعندما رأى الرب سقوط أورشليم فقد خاطب المدينة  الساقطة بهذه التعبيرات التي تشبه نحيب إنسان ’’يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها‘‘ (مت23: 37) والنبي قال ’’ويل للأمة الخاطئة الشعب الثقيل الإثم‘‘ (إش1: 4)

النحيب على الخطية:

ما أسوأ صحة هذا الجسد, أتنظرون جروحه العديدة ’’نسل فاعلي الإثم أولاد مفسدين‘‘ لماذا تنوح هكذا ’’تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل علام تُضربون‘‘ بأي شيء سأضربكم, أبالمجاعة أم بالوباء, كل العقوبات استنفذتها ولكنها لم تقض على رذيلتكم ’’تزدادون زيغاناً كل الرأس مريض وكل القلب سقيم لا يوجد جرح ولا إحباط‘‘ هذه لغة جديدة ـ فمنذ قليل كنت تقول ’’نسل فاعلي الشر أولاد مفسدين تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل. وأيضاً ’’الويل للأمة الخاطئة‘‘ لم تكف عن النحيب والبكاء والرثاء وعددت الجروح هوذا الآن يبدو أنك تنفي قولك الأول إذ تقول ’’لا يوجد جرح ولا إحباط‘‘ (حسب الترجمة السبعينية).

اسمعوا في البداية كان يوجد جُرح, فجزء من الجسد كان مصاباً بينما كان بقية الجسد سليماً, لكن بعد ذلك صار كله جرجاً واحداً ’’من أسفل القدم إلى  الرأس ليس فيه صحة بل جُرح وإحباط وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليّن بالزيت. بلادكم خربة, مدنكم محروقة بالنار, أرضكم تأكلها غرباء قدامكم‘‘ (إش1: 6) بالرغم من كل المصائب التي سكبتها عليكم فأنتم لم تغيروا سلوككم. لقد أظهر كل مهاراتي والمريض مازال يصارع الموت.

’’اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم, أصغوا إلى شريعة إلهنا يا شعب عمورة. لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب‘‘ كيف هل يخاطب السادوميين. لا بل يدعو اليهود سادوميين لأنهم كانوا يتمثلون بتصرفاتهم. ’’اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم, أصغوا إلى شريعة إلهنا يا شعب عمورة, لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب. أتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات, لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة, البخور هو مكرهة لي, روؤس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي أصوامكم واحتفالاتكم لست أطيقها, حين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم‘‘ (إش1: 10ـ 15)

هل رأيتم من قبل غضباً كهذا, يدعوا النبي السماء ويبكي ويتأوه وينتحب ويعلن أنه لا يوجد جرح وإحباط. الله ساخط ولا يقبل ذبيحة ولا رأس شهر ولا سبتاً ولا تقدمة ولا صلوات ولا حتى أيادي مرفوعة نحوه. أترون الجرح. أترون هذا المرض عديم الشفاء الذي أصاب ليس واحداً أو اثنين ولا عشرة بل آلاف. ماذا يمكن أن يصنع بعد ذلك؟

يقول ’’اغتسلوا تنقوا‘‘ (إش1: 16) هل هناك خطأ بعد ذلك يدعو إلى  اليأس. فبعد أن قال الله حالاً لن أسمعكم. هنا يدعونا أن نتطهر لماذا هذه اللغة المزدوجة. في الواقع إن هذه الكلمات وتلك تعمل لخيركم, الله يبدأ بإخافتكم ولكن رب معترض يقول: إن كنت لا تسمعهم بعد ـ إذن فلم يعد لهم أي رجاء في الخلاص.وفي هذه الحالة لماذا تقول لهم تنقوا.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com