إن ما قامت به مرتا من أمور كثيرة هو هو ذاته ما نفعله نحن اليوم . وما قامت به مريم هو هو ما نترجاه في الحياة الآتية ، لذا فمرتا جاهدت في الخدمة العاملة ومريم جاهدت بطريقٍ أفضل في حياة العمل الروحي بكلمة الله والاصغاء إليه.
واجبنا نحن المسيحيين والمؤمنين أن نقرن هذا التناغم معاً ولا نفرق بين حياة وحياة، فالمسيحي يحمل في قلبه فكر مرتا وفكر مريم، فلا جهاد خارج حياة التأمل. ولا حياة للتأمل بدون عمل .
فنحن اعضاء وكلٍ منا له موهبته وعلينا أن ننظر إلى يسوع ونكون في حركة على الدوام بين حُب الهدوء والسكينة لعيش حياة تأمل ملؤها العبادة والسجود ليسوع .
يسوع ينزل إلينا ويحتاج منا أن نطعمه ، ويرفعنا إليه ليطعمنا. هذا هو يسوع الذي جاء إلى العالم خاصته وخاصته لم تقبله أما الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله.
جاء يسوع إلى الخدم فجعل منهم إخوة وإلى المأسورين فجعل منهم شركاء في الميراث.
نحن مدعوين بأن نكون كمرتا نخدم ونجاهد وكمريم نجلس ونصغي له . مدعوين لنترك الاهتمامات والأمور الجسدية ( الطعام الفاني) ونهتم بالخير الأعظم في حياة التأمل.
أخيراً يجاوب يسوع على رغبة مرتا التي قالت له أما تبالي بأن مريم لم تساعدني فقل لها أن تساعدني، يقول يسوع يامرتا أنك تهتمين بأمورٍ كثيرة لكن الحاجة إلى واحد ، فمريم إختارت النصيب الصالح الذي ينزع منها.
وبهذه العبارة يكشف يسوع عن زوال كل مظاهر الغنى والمال والمناصب والمراكز الاجتماعية والشهادات وامور الجسد، ويلفت إنتباهنا إلى أمور الروح وحياة الفرح. فهذا هو النصيب الصالح بأن نكون ثابتين مجاهدين حتى تبقىّ كلمة الله ثابته فينا متجذرة ومتأصلة منها نمتليء حكمةً للإنتصار على المعوقات الارضية التي تؤدي بنا إلى عدم الاصغاء إلى كلام الله.
لنفكر جيداً في عناية الرب التي تسهر علينا
|