عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

وقفة مع انجيل الاحد 27 حزيران

من وحي الأحد الخامس بعد العنصرة

2010 _06 _27

متى البشير34 _28 :8 إلى 1 :9

" إبراء المجنونين "

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

www.almohales.org

قراءة إنجيل اليوم تبيّن لنا أعجوبة واحدة وهي إبراء المجنونين. ولكن إذا فحصنا بتدقيق وجوه المعجِزة نجد جملة معان قيّمة لخلاص نفسنا.

وقال صاحب المزامير:" طوبى للذين يرعون شهاداته ويلتمسونه  ومن كلّ قلوبهم" { 2 :118 }.

والفحص واجب لتعريب الصّالح من الطّالح ومن المفيد والضارّ وورع المؤمن هو مصدر إدراك ومعرفة معاني كلام الربّ.

+28 :8 :" في ذلك الزمان لما جاء يسوع إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا. حتى لم يكن احد أن يقدر أن يجتاز من تلك الطّريق".

لو قارنّا هذه الحادثة مع الازائيين مرقس ولوقا نجد ذكر:

:" واتوا إلى عبر البحر إلى بقعة الجرجسيين. ولمّا خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور رجلٌ فيه روح نجس. فلمّا خرج إلى البَرّ استقبله رجلٌ من المدينة به شيطان من زمان طويل ولم يكن يلبس ثوبًا ولا يأوي إلى بيت بل إلى القبور".

وهنا يظهر أنّ الحديث عن رجل وفي بعض الترجمات تذكر " كورة الجدريين أو الكاداريين ". فلا تظننّ أيها المسيحي المؤمن أن الانجيليين يناقض بعضهم بعضًا فمن يفكّر هكذا فهو جاهل باللاهوت ومعوجّ التفكير ودين ربّ السلام والمحبّة لا يعرف التناقض في نصّه.

أولا: إن المدينة نفسها كان لها اسمان" كادارا _ جرجسا " { هذه المدينة واقعة على الجانب الشرقي من نهر الأردن وورد ذكر سكانها في سفر التثنية 1 :7 :" وإذا أدخلك الربّ إلهُك الأرض التي أنت صائرٌ إليها لترثها واستأصل أممًا كثيرة من أمام وجهك الحثّيين والجرجاشيّين والاموريّين والكنعانيّين والفرزّيّين والحويّين واليبوسيّين سبع أمم أعظم وأكثر منكَ"}.

ولنفرض ايضًا أنهما مدينتان لا واحدة باسمين  فان إحداهما لم تبعد عن الأخرى والحادثة _ الأعجوبة حدثت خارج المدينة  _ المدينتين ولذلك الانجيلي مرقس والبشير لوقا فيذكران أن هذه المعجزة جرت في مدينة الجرجسيين أو بحسب بعض الترجمات الجدريين أو كما قرانا أعلاه في نص التثنية { 1 :7 } " الجرجاشيّين ".

وأمر العدد " اثنان _ واحد "، فان البشيرين لوقا ومرقس ذكرا واحدا فقط وهو المشهور والمعروف للجميع ومن الجميع  ولكن لم يقولا بأسلوب الحصر والخصّ أن المجنون كان واحدا فقط. ونقرأ عند مرقس ولوقا المجنون الواحد الذي عانى عذابات وأحوال مرضية بشكل رهيب فظيع أكثر بكثير مما ذكر البشير متى للاثنين معًا فلنا أن نستخلص انه وان كان الاثنان يتعذّبان من الشياطين إلا أن احدهما والذي من مدينة الجدريين كان يتألم ويتولول أكثر. وأضف إلى ذلك أن متى لم يتحدّث إلا عن الآلام التي كان المجنونان مشتركين فيها لذا ذكر الاثنين كليهما ولكن مرقس ولوقا فقد وصفا وصفًا مفصلا لجميع العذابات لذا اضطر أن يذكرا مجنونا واحدا أي الذي كان يتعذّب أكثر ومعروفًا ومشهورًا لدى العامة.إن مقابلة الرب هنا ليس من باب الصدفة وذلك لانَّ :" وانتم فإنّ شعر رؤوسكم جميعه محصًى" { مت 30 :10 }. والربّ من محبّته وحنوّه عمدًا جاء إلى هناك وربّما يتبادر للذهن عن مكان سكناهما " المقابر " ! منذ القديم كان بعض العامّة يزعمون عن ضلال وجهل أن نفوس الأموات تصبح شياطين وقول الانجيلي" هائجان جدا " كونهما يتصرفان بطريقة مغايرة لقوانين الطبيعة لانّ الشياطين كانوا يحركونهما وعندما استقبل المجنونان يسوع الربّ ارتعدت الشياطين خوفًا وذعرًا.

+ 31 _29 :8 :" وإذا هما قد صرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله، أجئتَ إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا. وكان بعيدًا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى فالشياطين طلبوا إليه قائلين. إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير".

ممجَّد اسم الربّ، فان الشياطين قد عرفوا أن يسوع ابن الله وقول الشياطين يعني: ماذا نطلب نحن منك أو تطلب أنت منّا! ولو راجعنا سفر الأخبار الثاني { 21 : 35 } :" فوجّه إليه رسلا يقول مالي ولك يا ملك يهوذا.." وكذلك نص يوحنا البشير { 4 :2 }.بالمقصود بالاقتباس هنا استخدام العبارة "  ما لي ولك.." .

وما هو قصد الشياطين:" قبل الوقت ". أي قبل يوم الدينونة. ويمكن أن نفهم:

+ أن الخطأة الذين سبق رقادهم والأثمة الذين توفّوا غير تائبين والشياطين ذاتهم لم يعاقبوا بعد وقال بطرس الرسول:" فان الله لم يَشفِق على الملائكة الذين خطئوا بل أهبطهم إلى أسافل الجحيم وأسلمهم إلى سلاسل الظلمة للقضاء"{ 2 بط 2 :4 } ويهوذا قال :" والملائكة الذين لم يحفظوا رئاستهم بل تركوا منزلتهم أبقاهم لقضاء اليوم العظيم في قيود أبدية تحت الظلمة"{ 6 :1 }.

+ العذاب عظيم ومخيف هو حتى انّ الشياطين يرتعدون منه خوفًا وفضلوا السكنى مع الخنازير على أن يُحكم عليهم بذلك العذاب الرهيب ويظهر لنا واضحًا من طلبهم " أن نذهب إلى قطيع الخنازير " ونفهم من ذلك ضعف الشياطين لأنهم حتى الخنازير يعجزون عن ضررها بلا سماح الله وحضور الربّ هرّب الشياطين وهكذا اليوم علامة الصليب واستدعاء اسم الرب يهزمان كلّ شرّ ونص الرسالة إلى فلبي { 10 :2 }:" تجثوا باسم يسوع كل ركبة مما في السماوات وعلى الأرض وتحت الأرض".

واستجاب الربّ:

+ 32 :8 :" فقال لهم امضوا فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير. وإذا بقطيع الخنازير كلّه قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه".

قول الرب صار فعلا وكنّا قد أسهبنا في هذا الخصوص بقصة قائد المائة الأحد المنصرم.

ولنقف هنا حول استجابة الرب لطِلبة الشياطبن ودخولهم في قطيع الخنازير! ولنعلم انه حيث  توجد أقذار الخطية فهناك تلقى الشياطين وان سال سائل :كيف أجاز الربّ أن تلحق خسارة بأصحاب الخنازير؟ إن الربّ من اجل معاقبة الخطأة أتى بالطوفان العام وأباد أمما برمّتها. فسكّان الجرجسيين كانوا من الوثنيين واليهود ايضًا. فلا يستبعد أن اليهود المساكنين للوثنيين كانوا يتمثّلون بهم  بأكل لحومها مخالفين بذلك شرع موسى ومن اجل التأديب والإصلاح فقد عوقبوا على هذا المنوال.

وإضافة لأعلاه، إن دخول الشياطين إلى الخنازير قد اشهر الأعجوبة وأصبحت ذائعة الصيت.

+ 1 :9 إلى 33 :8 :"أما الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة واخبروا عن كل شيء وعن أمر المجنونين. فإذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع. ولما أبصروه طلبوا إليه أن ينصرف عن تخومهم. فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته".

إن هذه المعجزة جعلت الرعاة كرزة وكل الشعب خرج لملاقاة الرب ولكن مرقس ولوقا يقولان:" فخرجوا ليروا ما جرى". وما كان من أهل المدينة إلا أن طلبوا من الربّ " أن ينصرف عن تخومهم " لأنهم خافوا كما يقول لوقا :" لأنه اعتراهم خوف عظيم " وجاء الربّ لكفرناحوم كما قال مرقس ايضًا " ثم دخل كفرناحوم " ومتى البشير يسمّيها " مدينة المسيح ".

بنعمة ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح .آمين

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com