عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

24/7/2009
الغني والفقير_ الاب انطونيوس ابراهيم

مقدمة

يبرز أمامنا إخوتي المؤمنين في هذا النص خطين متناقضين هما خط الغنى وخط الفقر فهذان لا يلتقيان ولا يحبان بعضهما البعض كخط الليل والنهار،النور والظلمة ، خط النعمة والخطيئة ، خط الحياة والموت، خط الخلاص والهلاك وهذا ما دفع في نهاية الأمر من وجود فوارق طبقية بين البشر ، وصراع بين الغنى والفقر ، بين الأزمة والانفراج ويمكنا أن نقول بأن عمر هذا الصراع هو من عمر البشرية وقد بدأ مع قايين حيث دخل في صراع مع أخيه بين القرابين المستجابة والقرابين غير المستجابة فنشأ بينهم الموت والحياة، الراحة والشقاء، السيئ والحسن.

وكثير من الدول والمنظمات والهيئات والأشخاص على مر التاريخ يسعون بكل ما يملكون من أجل حلّ هذا الصراع والنزاع ويعملون الثورات والمظاهرات تحت ما يسمى الدفاع عن حقوق الإنسان(الفقير)وربما يكون تحول هذا إلى تبديا في الفوارق فانقلبت الأوضاع الأغنياء صاروا فقراء والفقراء صاروا أغنياء.

إنجيل اليوم الذي يقدمه لنا الرب يسوع المسيح يعطى لنا الرجاء والإيمان بحلّ هذا الصراع المرير،فيأخذ المسيح منطلقاً لعرضه المثل وربما قد يكون المنطلق له جذور في الروايات اليهودية القديمة، فيروى أن رجل مصري من يهود الإسكندرية قد سافر إلى عالم الموت وعاد إلى الحياة وقال من كان صالحاً على الأرض، كان له الإله صالحاً في الآخرة ومن كان شريراً كان له الإله شريراً، ربما يكون يسوع انطلق من هذا التعليم حتى يتيح لسامعيه مفهوماً جديداً ومن جهة أخرى يقول يوحنا ذهبي الفم في أكثر من مقال له " لا يقدر أحد أن يؤذي إنساناً ما لم يؤذ الإنسان نفسه" موضحاً القول أن الذي يسيء إلى الإنسان هو سلوكه في حياته وليس غناه أو فقره فليس كل فقر هو مقدس ولا كل غنى هو منجس، وهنا انقلب الوضع بين الأرض والسماء ومشهد الأرض يكشف لنا وجود شخصين

 الخط الثاني ( الفقير)

الخط الأول ( الغني) 

1- فقير جداً وظهر فقره طيلة حياته

2-- يلبس القروح والأمراض (التراب والرماد)

3- متطرف في فقره "خط مفتوح"

4- لم يشعر بمذاق الحياة طيلة أيامه

5- قلبه عطوف " حتى الكلاب التي تلحس قرحه

6- لو كان يملك القليل من المال ربما شارك الآخرين فيه لأنه تألم

7- مطروحاً عند الباب

8- لم يرى عطفاً يوماً واحداً في الغني

9- لم يفقد يوماً إنسانيته

10- أُدينَ فنال الجزاء والرحمة

11- هناك الكثير على مثاله

1- غني جداً وهذا الغنى يظهر فيما يفعله يومياً

2- يلبس الأرجوان (الثياب الفاخرة) ويقيم الولائم

3- متطرف جداً في غناه

4- لم يشعر أبدا باحتياج الآخر

5- قلبه قاسيٍ جداً

6- وحده استفادة مما وهبه الله من غنى ولم يفسح المجال لمشاركة الآخر

7- يسكن القصور والمنازل الشامخة

8- لم يرى في الفقير أي حق ليطعمه

9- انعدمت فيه الإنسانية

10- أُدينَ إدانة قاسية لا توبة فيها ولا رجعه عنها

11- له خمسة إخوة يعيشون مثله

إخوتي الأحباء هذا الفقير لعارز بالرغم من الفقر المدقع والآلم الذي كان يعيشه إلا أنه كان حكيماً فلم يحمل مطلقاً أي حقد أو حسد تجاه الغني، فكثير من الفقراء ينظرون للأغنياء بنظرة الحقد الرديء ولا سيما من كانوا يناولون منهم بعض المساعدات أو قوتهم اليومي، أما لعازر كان حكيماً طيب القلب يلتوي مرارة الجوع ضعيف الجسم ولا من معزي له . يأتيه كلام إبراهيم بأنه وجد العزاء في السماء وجاء دورك أيها الغني يا من تنعمت بخيراتك مع أصدقائك برفاهية لا حد لها من الترف والتطرف، الآن أنت تتألم وفريسة العذاب الأبدي والنار الجهنمية.

إن المخرج الوحيد لهذا المأزق الانساني هو :

1- يغير الغني نظرته للفقير ويكتشف بعمق وإيمان أن ما يملكه ليس خاصاً به وحده بل هو خيراً يُشرك فيه إخوته .

2- يفتح أذنيه ليسمع صراخ المساكين الذين ظلمهم.

3- يختار أن يعيش في عالم الحب للجميع ويتخلى عن حالة اللاحب للمساكين والفقراء.

4- يفهم بأنه مؤتمن من الله على هباته وإحساناته، والتي تجعله أن يقاسم ويشارك المتألمين والمحتاجين.

تعليقات اباء الكنيسة لهذا النص :

القديس امبروسيوس يقول :

1- تمتع الفقير بقوةٍ عظيمة كان سرها في قبوله آلام الفقر بشكر

2- ليس الفقر غاية في ذاته ولا الغنى شر في ذاته ، إنما حياة الإنسان هي التي تقرر.

3- صار الغنى فقراً والفقر غنى فقد صار الغني في العذاب يتوق لنقطة ماء من الفقير

4- بين الغني والفقير هوة عظيمة إذ لايمكن تغيير المكافأة بعد الموت.

القديس يوحنا الذهبي الفم يقول :

1- لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانا ما لم يؤذ الإنسان نفسه.

2- ما يُسيء إلى الإنسان هو سلوكه في الحياة وليس الفقر أو الغنى.

3- تحولّ الحرمان عند لعازر إلى بركة فالملائكة حملته في مماته بفرح وتهليل للمائدة السماوية.

4- مات الغني ودفن وقد سبق هو فدفن نفسه في جسده كالمدفون في المقبرة (الشهوات الجسدية)

ماذا يقدم لنا مثل الغني ولعازر لمفهومنا اليوم ؟

يذكر عاموس النبي هذا القول ويشدد عليه " ويلٌ للذين تمرغوا في الغنى والرفاهية وحسبوا أنفسهم في أمان وسلام " وهنا سبق عاموس النبي خطاب يسوع على الجبل فقال كلمات قاسية جداً ومخيفة "طوبي للفقراء وويلٌ للأغنياء " . إن الإنجيل المقدس يهتم اهتماماً خاصاً بالفقراء فيطلب منا أن نفتح لهم آذاننا لنسمعهم ونتقبلهم بقلوبنا بكل محبةٍ وسخاء وإعطاء ذاتنا لإخوتنا ، فالمسيح حين بذل ذاته بذلها عن الجميع.

أخي المؤمن أما من الأفضل على الغني أن يرحب بهذا الفقير المطروح عند عتبة الباب ينتظر الفتات الساقط من مائدته والكلاب تلحس قروحه ويضمه إليه معتبراً إياها أخا له كإخوته الخمس، فالغني يذكر بأن له خمسة إخوة وهو السادس ولو كان ضم الفقير إليه لصار العدد سبعة وفي هذا إشارة إلى الكمال.

أخيرا صار الغني معوزاً ويطلب المعونة من الفقير الذي كان منطرحاً عند بابه جائعاً مريضاً فتبدل الحال وعرف كل واحد من هو الغني الحقيقي ومن هو الفقير بحق، وتبين أن لعازر الذي يعني الله يعين هو أغنى من الكل وأن الغني الآخر هو أفقر الجميع.

صلاة

يا رب يسوع أنت قلت طوبي للفقراء بالروح فإن لهم ملكوت السماوات أعطنا هذه النعمة وعالمنا بأن نرى في الإنسان لا مالاً يملكه أو ما نملكه، بل نرى فيه صورتك الالهيه. وأن نفهم جيداً بأننا وكلاء على ما أتمنتنا عليه وأن حسن تدبيره، ونكون لك شاكرين بقناعة ما نحن عليه ولا نطلب سوى خبزنا كفاف يومنا آمين

المراجع :

1-العهد الجديد القراءة الرعائية

2- يسوع الرب والمخلص مع القديس لوقا " القراءة الربية " الأب بولس الفغالي.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com