إخوتي الأحباء هذا الفقير لعارز بالرغم من الفقر المدقع والآلم الذي كان يعيشه إلا أنه كان حكيماً فلم يحمل مطلقاً أي حقد أو حسد تجاه الغني، فكثير من الفقراء ينظرون للأغنياء بنظرة الحقد الرديء ولا سيما من كانوا يناولون منهم بعض المساعدات أو قوتهم اليومي، أما لعازر كان حكيماً طيب القلب يلتوي مرارة الجوع ضعيف الجسم ولا من معزي له . يأتيه كلام إبراهيم بأنه وجد العزاء في السماء وجاء دورك أيها الغني يا من تنعمت بخيراتك مع أصدقائك برفاهية لا حد لها من الترف والتطرف، الآن أنت تتألم وفريسة العذاب الأبدي والنار الجهنمية.
إن المخرج الوحيد لهذا المأزق الانساني هو :
1- يغير الغني نظرته للفقير ويكتشف بعمق وإيمان أن ما يملكه ليس خاصاً به وحده بل هو خيراً يُشرك فيه إخوته .
2- يفتح أذنيه ليسمع صراخ المساكين الذين ظلمهم.
3- يختار أن يعيش في عالم الحب للجميع ويتخلى عن حالة اللاحب للمساكين والفقراء.
4- يفهم بأنه مؤتمن من الله على هباته وإحساناته، والتي تجعله أن يقاسم ويشارك المتألمين والمحتاجين.
تعليقات اباء الكنيسة لهذا النص :
القديس امبروسيوس يقول :
1- تمتع الفقير بقوةٍ عظيمة كان سرها في قبوله آلام الفقر بشكر
2- ليس الفقر غاية في ذاته ولا الغنى شر في ذاته ، إنما حياة الإنسان هي التي تقرر.
3- صار الغنى فقراً والفقر غنى فقد صار الغني في العذاب يتوق لنقطة ماء من الفقير
4- بين الغني والفقير هوة عظيمة إذ لايمكن تغيير المكافأة بعد الموت.
القديس يوحنا الذهبي الفم يقول :
1- لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانا ما لم يؤذ الإنسان نفسه.
2- ما يُسيء إلى الإنسان هو سلوكه في الحياة وليس الفقر أو الغنى.
3- تحولّ الحرمان عند لعازر إلى بركة فالملائكة حملته في مماته بفرح وتهليل للمائدة السماوية.
4- مات الغني ودفن وقد سبق هو فدفن نفسه في جسده كالمدفون في المقبرة (الشهوات الجسدية) |