عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الكنسيات بين الشرق والغرب

الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

المطران لطفي لحّام (البطريرك غريغوريوس الثالث حاليًا)

 أختم استشهاداتي هذه بشهادة اللاهوتي الأرثوذكسي الكبير جان مايندورف، يقول: "لقد جر الانشقاق الحديث، ذو الطابع السياسي القومي، بعض القناعات اللاهوتيّة والعقائديّة، ولكنه لم يمنع البطريركيّة ا(لملكيّة) من أن تصون عمليًّا ليترجيتها وتقاليدها الأرثوذكسيّة كاملة، رغم أن اكليرسها تلقى تنشئته كّلها عمومًا في الأوساط اللاتينية. حاليًّا، وخصوصًا منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، ثمة رغبة شديدة عند عدة مجموعات من الكنيسة الملكية لإصلاح هويتهم (الشرقية)، وكما يقول الأب خير الله، (وللشهادة أمام الأرثوذكسيّة والكثلكة الرومانيّة بأنهم (أي الملكيين) يستطيعون أن يعيشوا الأرثوذكسية بالشركة مع روما)، وهذا هو المنطلق الأساسي... يجب أن يعي الارثوذكسيّون هذا الواقع لأنهم بذلك يتقاربون مع إخوة وأخوات لهم بالمسيح، عندهم التطلعات والقناعات والحياة الروحية المشابهة بهم، ولأن ذلك يحلحل الأمور الكنسية المختلف عليها بين الأرثوذكسيين والرومان الكاثوليك عمومًا، ويذلل بعض المشاكل المطروحة داخل البنية الكنسية الأرثوذكسيّة نفسها". ويتابع لاحقًا فيقول: "إن الملكيين يرغبون، بحسب ديسي (وخير الله)، أن يكوّنوا مفهوم الشركة الكنسية بين كنائس-أخوات. وتودّ البطريركيّة الملكية أن تعلن نفسها (كنيسة-أختًا) لروما، وهذا يقدم برنامجًا مقبولاً لدى الأرثوذكس لاتحاد الكنائس، خصوصًا في العائلة الأنطاكيّة. كما تودّ أن ترفض المفهوم المركزي الروماني للكنسيّات الذي يعود تطوّره وتطبيقه على الكنائس الشرقيّة (المتحدة) إلى العقليّة اللاتينيّة التي أنجبها المجمع التريدنتيني.

 دور الكنيسة الملكيّة
سنتناول في هذا القسم الأخير من دراستنا دور كنيستنا الملكية. تنكر علينا صفة الكنيسة-الجسر بين الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة والأرثودكسيّة، ولكننا سنقدّم نفسنا كأرض صالحة لاختبار الكنسيات-الجسر التي ألمحنا إليها في المجمع الفاتيكاني الثاني. وبهذا نقدم خدمة جلّى للكنسيات بين الشرق والغرب.
نعتذر عن إطالة الكلام على هذه الكنيسة الشرقيّة الكاثوليكيّة الصغيرة التي تعد حوالي 1700000 مؤمن. ولكن المهم في الموضوع ليس نحن، فالكنيسة مهما كانت صغيرة هي، لاهوتيًّا، كنيسة المسيح الواحدة الجامعة المقدّسة الرسوليّة، هي جسد المسيح السري الممجد. ولذلك في كلامي هذا أريد أن أسوق بعض الملاحظات الأساسيّة انطلاقًا من خبرتي كأسقف في هذه الكنيسة المقدّسة:

1- نحن الملكيين نريد أن تطبق روما علينا المبادئ الكنسية التي تريد أن تطبقها مع الأرثوذكسيّة عندما تتحقق الوحدة المرجوّة. فالتأكيد أن هذه المبادئ (خصوصًا ما جاء منها في المجمع الفاتيكاني الثاني، وقد تناولناها في شرحنا أعلاه) ستمارس مع الكنائس الأرثوذكسيّة هو خدعة مسكونيّة! والأرثوذكسيّون مقتنعون بذلك. ونحن نعلم أن روما قدمت لنا الوعود نفسها عندما استعدنا الشركة معها في السنة 1724. فبدءً من مجمع فلورنسا، ومرورًا بالمجمع الفاتيكاني الأول والرسائل البابويّة، وخاصة رسالة البابا ليون عشر الشهيرة "كرامة الشرقيين"، وانتهاءً بالمجمع الفاتيكاني الثاني... بقينا نراوح مكاننا على الوعود!

2- نحن كنيسة رسوليّة في أنطاكيا والإسكندريّة وأورشليم، كنيسة أرثوذكسيّة في شركة كاملة مع روما، بينما الأرثوذكسيّون ليسوا بعد في شركة مع روما، ولذلك نسمى كاثوليك. هذا هو الفارق الرئيسي بين الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس، وإن كان ذلك لا يعجب الكثيرين من اللاهوتيين، الأرثوذكس منهم أو الكاثوليك، المستشرقين منهم أو الأعضاء في اللجان المسكونيّة الرومانيّة!
نحن إذًا كنيسة قديمة كالكنيسة الأرثوذكسيّة، لنا الأصل نفسه والصحة نفسها اللذان للكنيسة الأرثوذكسيّة. نحن كنيسة المجامع المسكونيّة السبعة، وقرارات هذه المجامع تنطبق علينا. نحن كنيسة بطريركيّة موقّرة، وكنيسة-أخت بكل ما لهذه العبارة من أبعاد.

3- إن التقليل من احترام الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة (وخصوصًا الكنيسة الملكيّة) هو تقليل من احترام الأرثوذكسيّة، والقبول والاعتراف بالكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة ككنائس رسوليّة، كنائس بطريركيّة، كنائس-أخوات في شركة كاملة مع روما بما تعنيه الكلمة، هو ضمانة المصداقيّة الرومانيّة تجاه الأرثوذكسيّة! أما قلة اعتبار هذه الكنائس وجعلها بطريركيّات مصغّرة أو مستحدثات رومانيّة أو عبئًا أو كنائس مؤقتة فهي فقدان المصداقيّة تجاه الأرثوذكسيين.

4- على روما أن تبدأ عمليّة اختبار أو "ترويض" (روداج) مع نفسها لتتعامل مع الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة بموجب مبدأ الكنسيّات-الجسر. لربما يخدم هذا الاختبار اللاتين أنفسهم إذ كثيرون غير راضين عن مفهوم الدوائر الرومانيّة للكنسيّات.

5- تبقى الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، رغم ضعفها العددي والكنسي، مقياس الجو المسكوني ومفتاح كل تقدم في الحوار الكاثوليكي-الأرثوذكسي.

6- نطالب روما، باسم الصراحة الكنسيّة وباسم الصداقة بالمسيح والغيرة المتقدة، أن لا تعامل الأرثوذكسيّين بطريقة مختلفة عنا. نحن لا نقبل بالمعيار المزدوج! فالموضوع ليس موضوع احترام خارجي أو آداب مسكونية أو رفق إنساني...بل هو موضوع تصرّف كنسي أساسي، موضوع حق شرقي. كما أن طريقة إدارة شؤون الكنيسة لا يجوز أن يكون فقط عبر دوائر رومانيّة بل عبر نهج أكثر كنسية وأكثر توافقًا مع تقليد الشرق المسيحي الذي ساد مئات السنين. ولا يمكن تجزئة الشرق إلى شرق كاثوليكي وآخر أرثوذكسي! في الواقع لن يقبل الأرثوذكسيّون أن تدار شؤون كنيستهم ويعاملوا من خلال دوائر رومانيّة يرتبطون بها، فلماذا يتوجّب على الكنائس الكاثوليكيّة أن ترتبط بهذه الدوائر (مع العلم أننا لا ننكر البتة الخدمات الجلّى التي قدّمتها لنا والتفاني الذي عملت به)؟

7- يجب أن نتخلّص من الإبهام الذي أشرنا إليه في بداية القسم الثاني من مقالنا. فروما تعتبرنا "صنعة يديها" وثمرة إنعامها الروماني، بينما نحن نعتبر أنفسنا كنيسة وريثة للمجامع المسكونيّة السبعة.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com