عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الكنسيات بين الشرق والغرب

 الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

المطران لطفي لحّام (البطريرك غريغوريوس الثالث حاليًا)

القسم الثالث  _ مساهمة الكنيسة الملكيّة في العلاقات الكنسيّة

 عندما نتكلّم اليوم على الكنسيّات أو الحركة المسكونيّة ننقاد بسهولة إلى الكلام على "الوحدويّة" التي أخذ يعتبرها بعض أعضاء لجان الحوار المسكوني وغيرهم ممن يتعاطون هذا المجال حصان طروادة وكبش المحرقة والضحية التي تستحق جميع اللعنات، وسبب الشرور كلها والعقبة العظمى في طريق المصالحة بين الكنيسة الرومانيّة والأرثودكسيّة.
لسنا الآن بصدد التوسّع في دراسة ما يُسمى "الوحدوية"، ولكنني سأستعرض بعض الاستشهادات التي تُسمعنا نغمًا مختلفًا عن أنغام الأوركسترا المنظّمة ضد الوحدويّة، أو بالأحرى ضد الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة التي هي في شركة مع الكنيسة الرومانيّة، الأخت الأكبر، والأولى في الخدمة وفي الشركة.

مواقف إيجابية من الوحدويّة
يقول الأب ميشيل فان باري رئيس دير شوفوتونيه: "إن الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة هي رائدات الاتحاد المرجوّ، وشركتها مع كنيسة روما جزء لا يتجزّأ من وقفتها أمام الرب ومن مفهوم الكنسيات فيها. شعرت هذه الكنائس، ولا تزال، أنها ضحية الحركة المسكونيّة لكثرة ما نسمع من أصوات مسؤولة تتهمها، هي التي التزمت العمل المسكوني، وكأني بها أخطأت مهمتها". ويتابع قائلاً: "إنّ اعتراف الكنيسة الكاثوليكيّة بأن علينا أن نتجاوز النهج الكنسي المسمى (وحدوية) يحمّل الكنيسة اللاتينيّة المسؤوليّة التاريخيّة أكثر فأكثر تجاه الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة إذ إنها هي المسؤولة عن خلق هذا الوضع...وهي التي عليها أن تتساءل عن دورها تجاه هذه الكنائس، وعن طريقة اعتذارها إليها ورأب الصدع الذي سببته فيها لتتمكّن هذه الكنائس من إيجاد دعوتها المتناغمة مع كنائس الله المقدّسة". ويقول أيضًا: "لقد آن الأوان لنبدأ حوار المحبة الحقيقي بين الكنائس. مؤخّرًا اصطدم الحوار بين الأرثوذكس والكاثوليك بعقبة الوحدويّة الكبرى، والآن حان الوقت لنواجه الأمر بوضوح متبادل وتوبة عن الماضي ومحبة للحاضر وإبداع روحي للمستقبل".
 
ويكتب بوريس بوبرينسكي: "هنا أريد أن أحيي جميع الذين حاولوا، وهم في حضن الكنائس الشرقيّة المتّحدة بروما، أن يصلوا إلى وحدة حقيقيّة، ليس بحفظ الطقوس والعادات فحسب، بل بالشركة الروحيّة مع الكنائس الأمهات التي انفصلوا عنها. وإني أسائل النفس، فوق الجراح التي بدأت تلتئم اليوم، ألا يعبّر وجود الوحدويّة، وهي لن تكون بعد مثال الاتحاد الذي نرجوه، عن الرجاء الذي ينمو ويتجدد فينا؟. ويردف بعد قليل: "فيما أعترف بحق الوجود وشرعيّته للجماعات الشرقيّة المتعلّقة بروما، أعتقد في الوقت نفسه أن هذه الجماعات هي الحصيلة المنطقيّة والحتميّة للمبدأ الروماني الذي يعطي أسقف روما السلطة الجامعة والمباشرة".
 
أود أن أستشهد أيضًا بالأستاذ أليفيساتوس اليوناني الأرثودكسي الذي كتب قائلاً: "إنه لمن دواعي السرور أن احتجاجات بعض رؤساء الكنائس الوحدويّة قد ليّنت التصلّب الفاتيكاني وجعلته يدرك بعض الحقائق...وهكذا استطعنا أن نحصل، بفضل الوحدويّة، على بعض التطوّر الذي يخدم الاتحاد. وبالتالي، وعلى عكس ما كنت أعتقد وأعمل، تستطيع الوحدويّة أن تكون بركة في تذليل الانقسامات وإعادة الوحدة في كنيسة المسيح". لقد كان هذا النص نبويًّا نوعًا ما، فالموقف الصلب الذي اتخذه غبطة البطريرك مكسيموس الرابع في قاعة القديس بطرس في بعض النقاط قد "ليّنت التصلّب الفاتيكاني".
 
وهناك لاهوتي آخر أرثوذكسي يوناني لامع يعيد صدى الأستاذ أليفيساتوس في السنة 1970، أي بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، هو الأستاذ نيكوس نيسيوتيس الذي كتب في موضوع مسألة الوحدويين يقول: "يجب أن لا تعوّق مسألة الوحدويّة جهودنا في التقارب، وألا نستعملها حيلة لتبرير الجمود الأرثوذكسي عندما يتوجّب علينا أن نتحرّك من أجل المصالحة. أقول أكثر من ذلك، ربما لن يكون الوحدويون على خطأ عندما يعتقدون أنهم يعملون من أجل قضية التقارب بين الأرثوذكسيّة وروما، حتى وإن تحسّنت العلاقات اليوم بينهما. ففي أثناء المجمع (الفاتيكاني الثاني) مارس الوحدويون انتقادًا مفتوحًا من داخل الكثلكة بخصوص بعض المواقف الكنسية في الكنيسة اللاتينيّة. فبدلاً من اعتبار الوحدويين جاحدين، يحسن بنا أن نرى فيهم وسيلة إضافية لخدمة الحوار. من هذا المنطلق الجديد وبهذا المنظار الجديد لعملنا أمام الله نستطيع أن نصبح خدّامًا حقيقيين للوحدة".
 
ويكتب لوغران أيضًا: "من المناسب أن نعي أن ثمة نماذج متنوّعة للوحدويّة. فالبعض من هذه الكنائس وُجد بطريقة اصطناعيّة، والبعض اتحد بكليّته مع روما (الموارنة مثلاً)، والبعض الآخر أراد أن يكون جسرًا بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة (كالملكيين مثلاً) وقد نجحوا بذلك بعض الأحيان. نسجل للتاريخ أننا لن ننسى أن الحركة المسكونيّة الكاثوليكيّة الناشئة قد أدركت، بفضل الاحتكاك بهم، أن طبيعة الكثلكة الحقة لا تقتصر على الرومانية فقط. هذه الحركة التي أنجبت شوفوتونيه في بلجيكا وإستينا في فرنسا قد أتت بثمارها في نهاية المطاف في المجمع الفاتيكاني الثاني. إن كلمة البطريرك أثيناغوراس لمكسيموس الرابع بطريرك الملكيين الكاثوليك: "أنتم تمثلوننا جميعًا (في المجمع الفاتيكاني الثاني)، فشكرًا لكم"، ليست مجرّد صدفة أو مجاملة، بل هي إعلان يحمل حصته من الحقيقة أيضًا. إذا كان هذا صحيحًا، أفلا يتحتم علينا كمسيحيين أن نأمل بان الكنائس المتحدة تستطيع أن تساهم في إطار الحوار الراهن؟ ولنقل بجرأة إن اليأس من ذلك ليس من المسيحيّة بمنزلة. وبدلاً من أن نضع ثقلنا على الوحدويّة التي يمكنها أن تخدم هدفنا، لنلتفت إلى الأولية الرومانيّة والاستقلاليّة (هذان الموضوعان يجب ألا يفترقا) لكونهما جوابين مختلفين لمسألة مشتركة هي موضوع ارتكاز الشركة بين الكنائس المحلية في حضن الكنيسة الجامعة".
 "
نحن لا نشجع الوحدويّة، ولكن لا يمكننا إلا أن نعتبر الكنائس الشرقية المتحدة كنائس-أخوات وطرفًا في الحوار. ففي الوقت الذي تكتشف فيه الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسيّة أن الكلام عن مفهوم الشركة الكنسي يجب أن يتحقق وأن تعتبر الواحدة الأخرى كنيسة-أختًا، يستحيل أن نرفض حق الكنائس الشرقيّة المتحدة".

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com