عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

محبة المال والانسان

محبّة المال والإنسان

{ من فحوى الإنجيل المقدس _الأحد الثالث بعد العنصرة}

 

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

لا يمكن لبني البشر عبادة الله والمال معًا لأنّ الله والمال هما نقيضان. ولنبيّن ذلك نضرب بعض الأمثلة:

+ يأمرنا الرب بطلب الملكوت ونحن نعمل ونكد بطلب المعادن الزائفة الزائلة الأرضيّة.

+ يطلب منّا الربّ إتمام أعمال الفضيلة ونحن نشتغل ليل نهار في تكديس الأموال.

+ وعَدنا ربّ المحبّة بخيرات سماوية أبدية وابن الناس يسعى لتخزين الأرضيات الفانية.

وما روعة قول بولس الرسول بهذا المفهوم فيقول :" إنّي أعرف رجلاً في المسيح اختطف إلى السماء الثالثة منذ أربع عشرة سنة. أفي الجسد لستُ أعلم أم خارج الجسد لستُ أعلم. الله يعلم. وأعرف أنّ هذا الرجل أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم . الله يعلم. اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات سريّة لا يحلّ لإنسان أن ينطق بها". ويضيف القدّيس بولس:" لأنّ حبّ المال أصلُ كلّ شرّ وهو الذي رغب فيه قومٌ فضلّوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة".

يمكن إيجاز ذلك:

+ حبّ المال يسبّب ومسبّب كل شرّ ويؤدّي لخلاف الأهل والأبناء الإخوة والأخوات  عديمي الإيمان القويم الخ.

+ ينسحق وينجرف الإنسان إلى الضلال وضياع الأولاد بانغماس الأهل بالسّعي وراء الربح الزائف.

+ ينغمس في أوجاع داخلية كلّما خسر أو ربح القليل كطعن السيف على كل خسارة وربح رخيص.

 ويتبادر للذهن لماذا خصّص الرب المال ؟ وليس آخر؟!

إنّ من يشتهي أمرًا على سبيل المثال، تفتر شهوته بنيل مبتغاه وولع الحقد يندثر متى انتقم الحقود وسمّ الحسد يزول متى رأى الحسود عدوّه في عسر وشقاوة وتعاسة ونار الشّهوة الحيوانية تخمد متى أتمَّ شهوته ولكن حبّ المال كالعطشان كلّما شرب كلّما زاد حبّه للماء، وكذا صاحب المال كلما حشد أكثر وجمّع تزداد رغبته ومحبّته لجمع النقود، وهو يؤمن أنّ المال قادر على كل شيء على نقيض المؤمن الذي يؤمن بأنّ ربّ المحبّة هو هو القادر على كل شيء.

يكفينا ذكر يهوذا الاسخريوطي الذي باع الإيمان ونبذ ربّ المحبّة وباع الربّ بثلاثين من الفضّة. وكم من الناس يبيعون الدين القويم بابخس الأثمان وكم منهم يتركون الإيمان السليم ويتهوّرون في أفكار كفرية هرطوقية وما روعة قول الرسول بولس آنفا.

إنّ محبّ المال، رغبة في ربح المال وتجميعها يندد بالغير ويغشّهم ويبيع الأهل والإخوة  ويخدعهم ويكذب عليهم ويزاود عليهم وبهم ساعيا وراء تكديس المال.

ونقيض المال المحبّة، المحبّة التي جذر كل عمل صالح وخير، لذلك غرسها ربّ المحبّة في قلوب المؤمنين كما قال بولس الرسول:" والرجاء لا يُخزي لأنّ محبّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطي لنا".

يمكن تشبيه المحبة بالشجرة والفضائل بأغصانها وزهرها وثمارها نتيجة العمل الصالح وإذا استاصلنا الشجرة المغروسة فستُنبت الأرض الحسك والشوك والزوان.كذا إذا استاصلنا المحبّة من قلب الإنسان فكيف يعامل أخيه الإنسان كما قال رسول المحبّة:" ومن كانت له المعيشة العالمية ورأى في فاقةٍ فحبس عنه أحشاءه فكيف تحلّ محبّة الله فيه" وأيضًا:" إن قال احد إني أحب الله وهو مبغض لأخيه فهو كاذب لأنَّ من لا يحبّ أخاه الذي يراه كيف يستطيع أن يحبّ الله الذي لا يراه".

إذن كيف تكون محبّة الرب؟ :" فاحبب الربّ إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك وكلّ قدرتك هذه هي الوصية الأولى".  فكيف يتساوى هذا مع حبّ ومحبّ المال الذي يكرّس جلّ قلبه وحواسه للذهب والفضّة، فنسال أي خلاص لمثل هذا البشر عار عن المحبّة للقريب ولرب المحبة، وهو غارق في حمأة الشرّ والخطيئة.

وما العمل! التوبة الحقّة وليس كما فعل يهوذا الاسخريوطي :" حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد قُضي عليه وتندّم  وردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ. قائلا قد خطئت إذا أسلمت دمًا زكيًّا.فقالوا له ماذا علينا أنت أبصر.فطرح الفضّة في الهيكل ومضى فخنق نفسه".

ونختم نص المزمور:" ولا يعطي فضّته بالربى ولا يقبل الرشوة على البريء.فمن عمل بذلك فلن يتزعزع إلى الأبد".

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com