عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

من وحي الاحد الثالث بعد العنصرة

من وحي الأحد الثالث بعد العنصرة

2010 -06 _13

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

إن فهم  نص الإنجيل المقدّس الذي نقراه اليوم في القداس الإلهي، يتطلب قراءة متأنية وبتروّ، وإلا نقف أمام مفردات عسرة الفهم وتراكيب الجمل تبدو غير مترابطة متلاحمة ظاهريا، والأوامر الملقاة علينا تظهر عسرة التنفيذ لأول وهلة وليس الحال كذلك بعد تمعننا بالنص المقدس.

عندما نتدبّر الأقوال الانجيلية المقدسة وندقق البحث في مضمونها عندها تتضح لنا معانيها وكنه مستور مفهومها ونتيقّن السبك المحبك للنص وتبان الأوامر الإلهية سهلة التنفيذ وخلاصيّة هي.

لكي نبيّن ونوضح ما قدّمناه، سنتخذ أسلوب السؤال بعد كل آية وأخرى لنبين ماهية التفكير والتحليل للنص المقدّس وصدّق من قال :السؤال الجيد نصف الجواب.

نجيب في بعض الأحيان على الأسئلة وتارة يبقى السؤال، والجواب نقراه في الموقع الديني    www.almohales.org  وفي المواقع الأخرى المتعاونة مع موقعنا.

 وقفة للتفكير والتأمل في الإنجيل المقدس من بشارة متى 33 _22 :6

+ 22 :6 :" قال الرب سراج الجسد هو العين. فان كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا".

+ ما هو المقصود من عبارة " بسيطة "؟

+ ما مفهوم ومدلول :" فجسدك  كله يكون نيّرًا"؟

+ ما علاقة  "العين " بمفهوم الآية؟

+23 : 6 :"وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا. فإذا كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون".

إن لم نفهم علاقة " العين والجسد " في الآية السابقة فلن نفهم هذه الآية. أي كيف " تكون العين شريرة والجسد كلّه يكون مظلمًا" ؟

وما معنى " السراج " ؟ في الآية السابقة وعلاقتها بهذه الآية؟ وما هو مدلول اللفظة بحسب سفر المزامير؟! وكيف يكون: النور = ظلام؟!

+ 24 :6 :" لا يقدر احد أن يخدم سيّدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يجلّ الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال".

أليس من تناقض بهذه الآية؟ ألا يستطيع الابن أن يخدم الأب والأم؟ أو الأب أن يخدم ابنه وابنته في آن واحد؟

كافر وهرطوقي من ينحى هذا المنحى التفكيري التأويلي. ما من ذرّة تناقض هنا في النص المقدس، لكي نفهم النص بشكل سليم وقصد رب المحبّة من المفضل أن نقرأ نص سفر أعمال الرسل القدّيسين { 32 : 4 }:" وكان لجمهور المؤمنين قلب واحدٌ ونفس واحدة ولم يكن احد يقول عن شيء يملكه انه خاصّ به بل كان لهم كلّ شيء مشتركًا".

وما القصد بالمال هنا! هل النقود؟ أم الكنز والغنى؟!

نضرب صفة من صفات الرب لنبين ونوضح للقارئ الكريم البون الشاسع بين المال والله، ففي سفر المزامير نقرا:" أمّا الربّ فإلى الأبد يجلس وقد هيّأ عرشه للقضاء"{8: 9 }.وميزات المال :" وأنا أقول لكم اجعلوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا أدرككم الاضمحلال يقبلونكم في المظال الأبدية " { لو 9 :16 }.

الله يامرنا بسموّ عقلنا للسماويات،كيف ؟ والمال يطلب من عبده أن يكرّس عقله وقلبه للأرضيات،كيف ؟ ونقرا:

+ 25 :6 :" فلهذا أقول لكم لا تهتمّوا لنفسكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست النفس أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس".

"لا تهتموا" هل يامرنا الرب بعدم العمل؟ وشغل اليدين؟ ولماذا أضاف " لنفسكم "!  إذا  كانت " النفس أفضل من الطعام " كيف تتوافق هذه العبادة مع آنفتها؟ وكيف " الجسد أفضل من اللباس "؟ إن لم نعمل!

+ 26 :6 :" انظروا إلى طيور السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الاهراء وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم بالحريّ أفضل منها".

لماذا لم يذكر الرب قصّة الشعب الإسرائيلي الذي غذته العناية الربية ؟! وكذلك لم يذكر قصّة النبي إيليا الذي أطعمه الغراب بمشيئة رب المجد !؟ بل خصّ الطيور؟ وما هدف الربّ من هذا!

ويعلمنا الربّ :

+ 27 :6 :" مَن منكم إذا اهتمّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة".

ما علاقة هذه الآية وموضوع النص؟ وما الغاية من الاهتمام بالذات! وما هو هذا الاهتمام! كيف ينبغي أن يكون؟

+ 28 :6 :" فلماذا تهتمون باللباس. تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل. أقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها".

ما علاقة الزنابق ولباس بني البشر؟ ولماذا  ذكر الرب " الزنابق " التي لا روح لها ولا إحساس؟ وعن أي لباس يتحدث الرب هنا ؟ وما علاقة سليمان والزنبق؟ فأي مجد اتشح به سليمان ؟ ولم يوازي الزنبق، وكلّ عظمة وحكمة سليمان لا توازي زنبقة واحدة، كيف هذا.

+30 :6 :" فإذا كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويُطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا. أفليس بالحريّ جدا يلبسكم انتم يا قليلي الإيمان".

تمتاز نبتة الزنبق بقصر عمرها وموسميتها ومع كل هذا فربّ الكون يلبسها وبالرغم من مصيرها القريب حين تلقى في التنور. أي إذا اهتمّ مخلِّص البشريّة حتى بالزنبق فكم بالحري اهتمامه بمن خلقه بيديه وجعله خالدا ليسبح مجده.وبعد هذا كله يشكك الإنسان في عناية ربّ المحبة في عطائه الأطعمة والألبسة التي نحتاج إليها وهذا قمّة قلّة الإيمان.

+ 31 :6 :" فلا تهتمّوا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نسرب أو ماذا نلبس".

هذه الآية عصارة ما سبق وتقدم، ورب المجد لم يقل لا تهتم بالكلية واجلس بطّالا لا تعمل تنتظر هبوط الطعام والمال واللباس من العلاء. بل منع الإفراط والاهتمام الزائد بهذه الأمور وقال سفر الأعمال { 2 :6 }:" فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا لا يحسن أن نترك كلمة الله ونخدم الموائد". وأضاف أيضًا :" فاختاروا أيها الإخوة سبعة رجال منكم يُشهد لهم بالفضل قد ملأهم الروح والحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة. ونحن نواظب على الصلاة وخدمة الكلمة"{ أع 4 _3 :6 }.

+ 32 :6 :" لأن هذه كلها تطلبها الأمم. فأبوكم السّماوي يعلم أنّكم تحتاجون إلى هذه كلها".

من هم الأمم ؟ وما طلبهم؟ الأمم هم الذين لا يؤمنون بالرب الحقيقي وجلّ اهتمامهم المآكل والمشارب والملابس أي في الأمور الظاهرة وينطبق عليهم قول بولس الرسول :" إن كنت إنما حاربت الوحوش في افسس بحسب البشريّة فما المنفعة لي. إن كان الأموات لا يقومون فلنأكل ونشرب فإنّا غدا نموت".

ولكن هذه الأمور والأفكار التي للأمم لا تليق بنا نحن المسيحيين الذين نؤمن أن عناية الرب بالجميع وننتظر حياة أبدية. وأوضح رب المجد ذلك في قوله :" فدعاهم يسوع وقال لهم قد علمتم أنّ الذين يُعدّون أراكنة الأمم يسودونهم  وعظماءهم يتسلطون عليهم. وأما انتم فليس فيكم هكذا ولكن من أراد أن يكون عظيمًا فيكم يكون لكم خادمًا".

لذا قال رب السلام انتم أيها المسيحيون تؤمنون بالرب الحقيقي وهو أبوكم وعلى علم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها أي الأكل والشراب والملابس ولذلك لم يقل " أنّ  الله يعرف " بل " أن أباكم يعرف " ليظهر حنوّ وعطف الأبوّة نحونا وأضاف " إنكم تحتاجون إلى هذه كلها " ليظهر مراقبته وعنايته الربية وكأب وكآب يمنحنا ما هو ضروري لنا ويرشدنا إلى ما به خيرنا ويعدنا بقوله

+ 33 :6 :" أطلبوا أولا ملكوت الله وبرّه وهذه كلّها تزاد لكم".

بهذا المفهوم قال الرب:" فأجابه يسوع قائلا دع  الآن فهكذا ينبغي لنا أن نُتمّ كل بر حينئذ تركه" وأيضًا قال:" طوبى للجياع والعطاش للبر فإنهم يشبعون. طوبى للمضطهدين من اجل البرّ فان لهم ملكوت السماوات".

وعليه فانّ البرّ الذي نحن بصدده يدل على كلّ فضيلة تنسب لله ولان  الله مصدر كل فضيلة ومنه تُعطى للبشر، ولم يقل لنا الربّ:" اطلبوا ما تحتاجون" بل قال " وهذه كلها تزاد لكم".

أي علينا طلب الملكوت ليؤهّلنا لان نقوم بأعمال الفضيلة وعلى وعد نحن من الله بان يعطينا زيادة على ذلك الأطعمة والألبسة الخ. أي نطلب السماويات وهو يمنحنا الأرضيات ونطلب ملكوت الله ونسير في سبيل الفضيلة والله يعطينا الخيرات الأرضية كلها.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com