عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الكنسيات بين الشرق والغرب

الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

المطران لطفي لحّام (البطريرك غريغوريوس الثالث حاليًا)

مقدمة المترجم الأرشمندريت فؤاد الصايغ

مقدمة

المقاربة المختلفة في الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

تكلم لا تكن أخرس!


 الكنسيات بين الشرق والغرب

خبرة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

 

مقدمة المترجم الأرشمندريت فؤاد الصايغ

  لقد قمتُ بترجمة هذا المقال في السنة 1998، ولأسباب عديدة لم يُنشر. والآن، وبعد انتخاب كاتبه، سيادة المطران لطفي لحّام، بطريركًا لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك باسم غريغوريوس الثالث، أعدنا النظر فيه، وها نحن ننشره بعونه تعالى دون تغيير أو تحوير. مع العلم أنه قد نشر أولاً باللغة الألمانية (في تشرين الأول 1993)، ثم تُرجم إلى الإيطاليّة والفرنسيّة والأكرانيّة فنال رواجًا كبيرًا. نتمنّى أن يكون هذا المقال بذار عمل مسكوني مخصب في كنسيتنا، ونصوغ أطيب الأماني لأبينا وبطريركنا غريغوريوس الثالث بأن تتحقق مساعيه الحثيثة الصادقة في سبيل الوحدة المسيحية المنشودة.
قد نتساءل ما مبرر نشر هذا المقال اليوم بعد مرور تسع سنوات على كتابته؟
إن ما يدور اليوم في فلك الكنيسة الأنطاكية من أفكار وأعمال حثيثة لأجل وحدة الكنيسة هو المبرر الوحيد لهذا العمل. فالكنيسة الأنطاكية الملكية الكاثوليكية، على مر التاريخ،مرهفة الحس في هذا المجال، وقد رأت دومًا أن رسالتها في محيطها وظروفها هي الدعوة والعمل من أجل هذه الوحدة المرجوة. "مسيرتنا هذه تنجم عن صلاة يسوع ورغبته، كما يقول صاحب المقال نفسه، ونريد أن نحقق الوحدة كما يريدها هو وبالطرق التي يريدها".
وبما أن هم كنيستنا الأكبر، وهمّ أساقفتنا الشاغل والمقلق هو هذه الرسالة، قام آباء المجمع المقدّس مؤخرًا، وبدافع خاص من المطران الياس الزغبي الذي يمثل مجموعة من آباء الكنيسة الذين سعوا جهدهم في هذا المجال ورحلوا إلى الأحضان السماوية دون أن يروا ثمرة عملهم، فقد قدم هذا الرجل الكبير اعترافًا إيمانيًا مزدوجًا عبّر عنه في كتابه "ألسنا كلنا منشقّين؟" الذي ترجم إلى اللغات العالمية نظرًا لأهميته، وكمّله بوثيقة اعتراف أخرى "متحدون نعم، وحدويون كلا"، وقّعها آباء المجمع باغلبيّة ساحقة، واهتم بها المجمع الأرثوذكسي الأنطاكي، لأنهم يعيشون الهاجس نفسه ويرغبون رغبة المسيح نفسها. هذه الوثيقة درسها المجمع الملكي في السنة 1996، وأصدر إعلانًا يعبّر عن رغبتهم الجامحة في تحقيق رجاء المسيح الكبير ورجاء الكنيسة بأجمعها. يضع هذا الإعلان الأسس الأوليّة للوحدة، ويرى أن كنيستنا، لكونها شرقيّة (أرثوذكسيّة) وفي شركة مع روما (كاثوليكيّة)، فهي تضطلع بدور مميّز في السعي نحو الوحدة.
 
أثارت هذه المبادرة ردة فعل محليّة وعالميّة كبيرة، أشعرتنا أننا نحث العالم كله، من خلال تحركنا الأنطاكي، على تحرك كنسي، وأن العالم ينتظر مبادرتنا ولا يزال يريد أن يسمع صوتنا كما سمعه في المجمع الفاتيكاني الثاني، كما أشعرتنا أن مبادرتنا واجب لا مفرّ منه وحق لنا وعلينا وأمر من صميم تقليدنا منذ البطريرك بطرس الثالث الذي حاول أن يقوم بدور المصالح وقت الانشقاق الكبير (1054)، إلى غريغوريوس الثاني الذي عانى كثيرًا من أجل الدفاع عن "حقوق البطاركة الشرقيين"، إلى مكسيموس الرابع بطل المجمع الفاتيكاني الثاني، إلى مكسيموس الخامس الذي كلل شيبته بمبادرة تقارب واتحاد سيخلّدها التاريخ.
 
نقرأ في إعلان المجمع أن آباء المجمع المقدّس "يتطلّعون بشوق إلى ذلك اليوم الذي يعود فيه الروم الملكيّون الكاثوليك والروم الأرثوذكس، في بطريركيّة أنطاكية، كنيسة واحدة وبطريركيّة واحدة...و(بالنسبة إلى دور أسقف روما في الكنيسة والمجامع المسكونيّة) يستوحون المفهوم الذي عاشه الشرق والغرب معًا في الألف الأول على ضوء تعاليم المجامع المسكونيّة السبعة...ويعلنون بقاءهم في الشركة الكاملة مع كنيسة روما الرسوليّة، وسعيهم في الوقت عينه إلى التحاور معها لتجديد ما يقتضيه دخولهم في الشركة مع كنيسة أنطاكية الأرثوذكسيّة" (البنود2، 4و5).
 
نرى أنّ إعلان المجمع هذا يفتح بابًا كبيرًا للدرس والتمحيص والتمييز والتدقيق حول "ما كان سائدًا في الألف الأول" في علاقات الكنائس، فالموضوع ليس بديهيًّا، وقد برهنت على ذلك كثرة التساؤلات التي طُرحت حول مفهوم الكنسيّات بين الشرق والغرب، وبين الماضي والحاضر.
 
إن المقال المكتوب منذ تسع سنوات، والذي نقدّمه اليوم بالعربيّة، يدلّل على أن التساؤلات التي نجمت عن الإعلان المجمعي في السنة 1996 ليست بجديدة ولا يجهلها أو يتجاهلها آباء المجمع، بل هم يعالجونها منذ زمان طويل، عارفين انها مهمة صعبة، وعالمين أن المهمات الصعبة لن تثني ذوي العزم عن إرادتهم الصلبة.
 
لقد آن أوان العمل العلمي والجدي، اللاهوتي والتاريخي والمسكوني، لتوضع النقاط على الحروف. فالشوق إلى الوحدة ومحبتها لا يكفيان، والعمل من أجلها واتخاذ المواقف الواضحة والمبنيّة "واجب وحق لنا وعلينا"، لذلك يجب أن نكثّف جهودنا ونحرّك العالم بأسره للسعي إليها. "سنتابع المسيرة باسمنا وباسم شعبنا" التوّاق إلى هذه الوحدة، وسنتابع العمل لأجل تحقيق مبادرتنا مع كل الجهّات الساعية إلى الوحدة والتي نريد أن نحسسها بهذا الواجب المقدس، ونطلب مساعدتها في هذا الأمر. هذه الجهات هي:
روما التي نحن في شركة معها كاملة، ونريد المحافظة على كمال هذه الشركة... ونقترح أن نقيم لجنة من مجمعنا المقدّس تتابع الحوار مع روما بهذا الشأن،
وإخوتنا الأرثوذكس هنا وفي العالم،
واللاهوتيون المستشرقون... وإخوتنا الكاثوليك الشرقيّون... وإخوتنا البيزنطيّون الكاثوليك في العالم...".
 
وكلنا أمل بأن تكون الألفيّة الثالثة مرحلة مهمة في مسيرتنا وفي تحقيق هدف مبادرتنا.
 
هذا المقال لأسقف. والأسقف يحمل الوحدة في حياته وخدمته وموهبته الأسقفيّة من خلال الشموع المثلّثة والمثناة التي يبارك فيها الشعب والتي ترمز إلى الثالوث الواحد في الجوهر وإلى طبيعتي المسيح المتّحدتين في شخص واحد، يبارك ويصلّي لأجل الكنيسة-الكرمة الحقيقيّة التي غرسها المسيح، ويبارك ويجمع أغصان هذه الكرمة لتأتي بثمار مواهب الروح القدس المعبّر عنها بلهب هذه الشموع. أما وقد أصبح هذا الأسقف بطريركًا، فإنّ هذه الأفكار تأخذ بعدًا أكبر وأعمق، وتجد موقعها في رأس الكنيسة الملكيّة "الساهر".
 
لأجل ذلك كلّه أردنا أن نضع هذا المقال اليوم بلغّة الضاد وبصيغته السابقة، آملين أن يكون قاعدة عمل مسكوني مستقبلي مخصب وزاهر في عهد بطريركيّة صاحبه، ومساهمة في دفع مسيرة الوحدة المسيحيّة إلى الأمام

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com