عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

من وحي الاحد الثاني بعد العنصرة

من وحي الأحد _الأحد الثاني بعد العنصرة

2010 -06 _06

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف

 مقدمة:

نقرا إنجيل متى 23 _18 : 4

إنّ العناية ومحبّة البشر من كمالات الله هي،  وربّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح هو :" ضياء مجده وصورة جوهره وضابط الجميع بكلمة قوّته. وبعدما طهّر الخطايا جلس عن يمين الجلال في الأعالي"{عب 3 :1}فنرى منه العناية والمحبّة.

إنجيل هذا النهار المقدّس، يعلّمنا العناية الربّانية وانتخاب الرسل القدّيسين الأطهار كما قال يوحنا البشير:" لو كنتم من العالم لكان العالم يحبّ ما هو له لكن لأنّكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لأجل هذا يبغضكم العالم"{ يو 19 :15 }.

وتمّ انتخابهم ليعلّموا المسكونة العقائد السامية وما هذا الاختيار والانتخاب إلا من العناية الإلهية وان مقصد الكرازة بالإيمان وغايتها إنما هي خلاص الإنسان.

فكان الربّ يظهر محبته للبشر من شفاء المرض والخبر الانجيلي المقدس  الذي نقراه اليوم يبيّن لنا فضيلتين عظيمتين من فضائل المخلّص ألا وهما: عنايته بمحبّته للبشر ومحبّته للبشر بعنايته.

فليفتح كل منّا آذانه ونصغي لأقوال الربّ المقدّسة. حتى إذا ما سمعنا هذا التعليم الخلاصي وعظمنا عزّة لاهوت يسوع الربّ نستغل الثمر السماوي من أعمال الفضيلة.

وقفة مع النص المقدّس:

+ 18 :4 :" في ذلك الزمان كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل فأبصر اخوين سمعان المدعو بطرس واندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر لأنهما كانا صيّادين".

يسمّى "بحر الجليل "وأيضًا " بحيرة طبريا " و " بحيرة جنيسارت".على شاطئ هذه البحيرة كان الرب يسوع مخلّصنا ماشيًا فأبصر الأخوين{سمعان وبطرس} كانا يلقيان الشّبكة للصيد بحكْم عملهما.

ما من شكّ أنّ حضور الربّ لم يكن من باب الصدفة لا بل، قصد هو الرب أن يكون هناك ليدعوهما للرتبة الرسولية، أي رتبة التّبشير بالإنجيل المقدّس والإيمان وما قصد الرب " كانا صيادين " ؟! إنّ تلاميذ المسيح الأوّلين كانوا فقراء وبسطاء لماذا؟ :" لكي لا يفتَخر كل ذي جسد أمامه".{ 1 كو 29 :1 }.

فخضع البشر وقبلت الأمم الإيمان بواسطة الكلمة وسماع البشْرى السّارة وليست بواسطة الإرهاب والسّطو والتهديد، ولا يعتز ويفتخر الغني، أن بغناه آمن الكثير ولا الحكيم بحكمته اقنع الناس :" بل اختار الله الجاهل من العالم ليخزي الحكماء واختار الله الضعيف من العالم ليخزي القويّ. واختار الله الخسيس من العالم والحقير وغير الموجود ليُعدِم الموجود. لكي لا يفتخر ذو جسد أمامه"{ 1 كو 29 _27 :1 }.

إذن فخرنا أن الإيمان انتشر بوحي الهي وبنعمة ربّانية، وعلامَ دعا ربّ الكون الإخوة أوّلا ؟ هل من مقصد وغاية! يعلّمنا ربّ السّلام أن جميع المسيحيين هم إخوة ويتحتّم أن تكون بينهم محبّة لكي :" بهذا يعرف الجمع أنكم .."{ يو35 :13 }.

وما الهدف من القول: " يلقيان شبكة "؟ لكي يعلّمنا ربّ المجد أن عمل الرسول والكارز هو نشر شبكة التعليم الصحيح وبذلك فمتى الكاهن كرز وفسّر إنجيل الأحد أو أي مناسبة ليترجية أخرى فقدّم ما عليه من مسؤولية{ في حال فسّر الكاهن وهناك تمييز بين التفسير والوعظ}. وبالمقابل أنت أيها المؤمن متى سمعت تفسير قدس الأب وإرشاده ولم تتب فلا بدّ أن تنال  جزاء قساوة قلبك وعدم ارتدادك وأما المبشّر المفسّر فينال أجرة عمله لذلك يجب على المبشّر أن يعلّم وينصح ويرشد وأنت أيها المؤمن عليك أن تطيع وتصلح أحوالك.

+ 19 :4 :" وقال لهما هلمَّ ورائي فأجعلكما صيّادي الناس".

إن دعوة الرب للأخوين لزرع كلام الله في عقول وقلوب البشر وعدم نشل السمك من البحر لا بل لنشل الإنسان من لجّة الكفر والإيمان المعوج والهرطقة والضلال ومنحه الخلاص لبني البشر.

نذكر هنا أن اندراوس وبطرس كانا قبلا تلميذين ليوحنا السابق ولمّا أُسلم يوحنا المعمدان وسجن يظهر أنهما أتيا إلى بحيرة طبريا وكذلك رب المحبّة :" ولما سمِع يسوع أنّ يوحنا قد أُسلِم انصرف إلى الجليل"{ مت 12 :4 }.

+ 20 :4 :" فللوقت تركا الشِّباك وتبعاه".

لو جاز لنا مقارنة تصرف اليشع النبي عند دعوته وبطرس واندراوس نرى الفرق الشاسع الواسع، فاليشع حين دعاه إيليا إلى الخدمة النبوية ودّع أولا والده ومن ثمّ ذبح بقره ووزع على الشّعب وبعدها تبع إيليا ولكن تمعّن أيها المؤمن بردّ فعل  اندراوس وبطرس حين دعاهما الرب للخدمة الرسولية" للوقت تركا الشِّباك" لذلك علينا أن نتعلّم النّشاط والميل لقبول دعوة الرب لنا ودائما موجودة ولكن للأسف بشريتنا ترفض أحيانا هذه الدّعوة الدائمة من ربّ السّلام والمحبّة.

ونحن علينا العزف عن شباك الأهواء وميولنا الرديئة وعلينا حفظ الوصايا الربية والعمل بها وبعد دعوتهما

+ 21 :4 :" ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدى ويوحنا أخاه في السفينة مع أبيهما زبدى يصلحان شباكهما فدعاهما".

ننوه أن اثنين من الرسل الاثني عشر يدعيان باسم يعقوب: الواحد هو ابن حلفى ويسمّيه مرقس البشير" يعقوب الصغير" { 4 :15 } والثاني اخو يوحنا اللاهوتي والبشير.

ومتى البشير في النص أعلاه يذكر " يعقوب بن زبدى ويوحنا أخاه" ولم يقل " يعقوب ويوحنا ابني زبدى" ولماذا ؟! ولماذا شدّد البشير متى" يصلحان شباكهما"؟! ما الغاية من العبارة؟!

+ 23 _22 :4 :" وللوقت تركا السّفينة وأباهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليل كله يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل استرخاء في الشعب".

فإنهما في حال سمعا الدّعوة تركا كل شيء وتبعا الربّ ولأوّل مرّة يدعوهما استجابا فورا وبنفس الأسلوب يخبرنا مرقس البشير { 20 :1 }:" وقد تركا أباهما"، لماذا التركيز على " أباهما _أبيهما "! ولو تمعنّا  في النص أن الذين يتبعون المسيح مثل يعقوب ويوحنا يخرجون من البحر ؟ لماذا!

" المجامع " هي أماكن كان يجتمع فيها العبرانيون لمطالعة الكتب المقدسة وتفسيرها والرب كان يعلّم ليسمع الجميع تعليمه :" فأجابه يسوع أنا كلّمت العالم علانيّة وعلّمت في كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث تجتمع كل اليهود ولم أتكلّم بشيء خفية" { يو 20 :18 }. ويكرز الربّ ويعلّم {يو 51 :1 }:" من الآن ترون السماء..." .

تعليم الرب وكرازته بواسطة العجائب التي تدل على محبته للبشر وشفاء كل مرض مزمن وعضال وكل استرخاء أي ضعف خفيف سهل الشفاء ورحمة وحنوّ يسوع المسيح صارت النعمة والحق :" لأن الناموس أعطي بموسى وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا"{ يو 17 :1 }.

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com