عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

القربان المقدس

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة السادسة عشرة
الشملاية السادسة تذكار الموتى المؤمنين يتلو الكاهن الصلاة الآتية: «ثبّت في نفوسنا تعليم أئمة الحق الملافنة الذين أذاعوا اسمك القدوس في الأمم والملوك وبني اسرائيل...».ثم يتلو الشماس: «شملاية تذكار جميع الموتى المؤمنين الذين تقدّموا فانتقلوا من هذا المذبح ومن هذه البيعة وهذا البلد ومن كل البلاد والنواحي...».
أثناء ذلك يتلو الكاهن سرّاً قائلاً: «اذكر يا رب كل طغمة الإكليروس الذين بالإيمان المستقيم...» وهنا يذكر الراقدين على رجاء الإيمان الحقيقي وخاصة الذين من أجلهم قُدِّمت هذه الذبيحة ويرسم بإبهام يده اليمنى على الصينية علامة الصليب عند ذكر اسم كل واحد منهم، فيرسم علامة الصليب في الطرف الأعلى من الصينية عند ذكر القديسة مريم العذراء والدة اللّه ويرسم علامة الصليب في الطرف السفلي من الصينية عند ذكر اسمي القديسين بطرس وبولس وفي الجانب الأيسر عند ذكر بقية القديسين ثم الأيمن عند ذكر الموتى وينهي الشماس الشملاية بطلب الرحمة لهم ثم يقول: «قوريليسون» ثلاث مرات.ثم يتلو الكاهن جهراً قائلاً: «أيها الرب ربنا إله الأرواح والأجساد اذكر جميع الذين رحلوا عنا وهم على الإيمان المستقيم ونيّح أجسادهم ونفوسهم وأرواحهم منجياً إياهم من الشجب الأبدي. نعّمهم حيث يتلألأ نور وجهك متغمداً ذنوبهم وغير محاكم إياهم لأنه ليس بريء أمامك ممن لبس الجسد سوى ابنك الوحيد الذي بجاهه نحن أيضاً نرجو الحظوة بالرحمة والمغفرة لنا ولهم». فيقول الشماس: «أرِح اللهمّ واغفر وتغمّد خطايانا وخطاياهم التي اقترفناها أمامك بإرادة وبغير إرادة بمعرفة وبغير معرفة» ويقول الكاهن سراً: «نيّح واغفر يا اللّه خطايانا الظاهرة والخفية المكشوفة لديك التي اقترفناها بالفكر والقول والعمل».ثم يقول الكاهن علناً: «واحفظنا حتى انقضاء حياتنا بغير خطية واجعلنا عند أقدام أصفيائك متى وحيثما وكيفما شئت فقط بدون هوان خطايانا...».الشماس: « كما أنه كان وهو كائن، هكذا سيبقى إلى دهر الداهرين وفي سائر الأجيال، إلى أبد الآبدين آمين».
ويقول الكاهن: «السلام لجميعكم».
ويجيب الشعب: «ومع روحك أيضاً».
الكاهن يضع إصبعه السبابة ليده اليمنى على طرف الصينية ثم على قاعدة المذبح ويرسم علامة الصليب على ذاته ثم على الجهة اليسرى فالجهة اليمنى، ثم يلتفت إلى الشعب من الجهة اليمنى ويده اليسرى على المذبح (وإذا كان البطريرك أو أحد المطارنة حاضراً ينزل رجله اليمنى من على درجة المذبح) ويقول: «لتكن مراحم اللّه العظيم ومخلصنا يسوع المسيح مع جميعكم إخوتي إلى الأبد» وخلال ذلك يرسم علامة الصليب بيده اليمنى على الشعب. أما البطريرك أو المطران إذا كان أحدهما يحتفل بالقداس فيمسك بيده اليمنى الصليب ويبارك به وبيده اليسرى العكاز والمطران لا يمسك العكاز بحضور البطريرك. وعند الانتهاء من مباركة الشعب يسدل الستار الذي على باب المذبح ويرتّل الشعب ترنيمة مناسبة ويشرع الكاهن وراء الستار برتبة القصي والرشم أي كسر إحدى القربانات المقدسة وتجزئتها ورشم الجسد المقدس بالدم الأقدس والدم بالجسد. (وإذا كانت في الصينية أكثر من برشانة فيرشمها كلها بالدم الأقدس).
رتبة القصي
إلى عهد البطريرك الأنطاكي مار جورجي (790+) كان الكاهن عند قيامه برتبة القصي يقول: «لحما شمينا قأينن نكسر الخبز السماوي» ولكن بعد أن نشب خلاف في الكنيسة بسبب هذه العبارة أسقطت من طقس القداس واستبدلت بغيرها ثم ألّف مار ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي 1171+) صلاة القصي التي تستعملها كنيستنا بالسريانية حتى اليوم. وهي: «هكذا بالحقيقة تألّم كلمة اللّه بالجسد، وذبح وكسّر على الصليب وانفصلت نفسه عن جسده إلاّ أنّ لاهوته لم ينفصل قط لا عن نفسه ولا عن جسد. وطعن في جنبه بالحربة وجرى منه دم وماء غفراناً لكل العالم وضمخ بهما جسده المقدس وعادت نفسه واتحدت بجسده ومن أجل خطية العالم كله مات الابن على الصليب وقادنا وأرجعنا من الأعمال الشريرة إلى الأعمال الصالحة وسالم بدم أقنومه ووحد السماويين مع البشر، والشعب مع الشعوب والنفس مع الجسد. وفي اليوم الثالث قام من القبر. واحد هو عمانوئيل ولا ينقسم من بعد الوحدة غير قابلة الانقسام ولا يجزأ إلى طبيعتين. هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نؤيّد أن هذا الجسد هو لهذا الدم وهذا الدم لهذا الجسد».وفي أثناء القصي أيضاً يتلو الكاهن طلبة من نظم مار يعقوب السروجي (521+) الذي يتخيّل مأساة ذبيح الصليب الرب يسوع المسيح المعلق فوق أعالي الجلجلة خارج المدينة المقدسة، فيخاطب الملفان الآب السماوي الذي هو الحق وكأني به يريد أن يلفت نظره إلى ابنه الذي تألّم وصلب ومات ليفي العدل الإلهي حقه وهذه ترجمتها العربية: «يا أبا الحق هوذا ابنك قد صار ذبيحة (كفارية) ليرضيك، فاقبل هذه الذبيحة فقد مات (ابنك) من أجلي فليغفر بوساطته ذنبي، واقبل هذا القربان من يدي (أنا الضعيف) وارضَ عني ولا تذكر خطاياي التي اقترفتها ضد جلالك إذ سُفك دم (ابنك) الأقدس على الجلجلة بأيدي الأثمة، وهو يشفع فيّ لديك فاقبل ربنا شفاعته. إن آثامي كثيرة وكثيرة جداً ولكن مهما كانت جسيمة فإن مراحمك أعظم منها يا رب. فلو وزنت هذه المراحم لرجحت على الجبال الرواسي. فانظر يا إلهي تارة إلى الخطايا، وتأمل تارة أخرى في الذبيحة التي تقدّم عنها. إن الذبيحة لأعظم بكثير من الذنوب. فمن أجل خطيتي تحمّل حبيبك المسامير بكفيه وقدميه والحربة بجنبه، فتكفي آلامه أن ترضيك وتهب لي الحياة».
هكذا بإلهام الروح القدس فهم آباء الكنيسة عقيدة الفداء التي تسلّموها من الرسل الأطهار ورأوا في موت ربنا يسوع المسيح على الصليب الوسيلة الوحيدة للخلاص. كما أن قيامته أيضاً حسبما يعلمنا هؤلاء الآباء كانت ضرورية جداً لإثبات صدق رسالته الإلهية وما أنبأ به المسيح تلاميذه وأعداءه عن آلامه المحيية وموته الكفاري على الصليب وقيامته من بين الأموات قبل حدوث ذلك بمدة مديدة. كما أن قيامته من بين الأموات أثبتت قبول أبيه السماوي ذبيحته الإلهية كفارة عن خطايا البشرية.وأعلنت انتصاره على أعداء البشرية الخطية والموت وإبليس اللعين.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com