عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E الكتاب المقدس

20/7/2009
الكتب الحكمية _ نبذة

الكتب الحكميّة

مقدمة:

من الناحية التاريخية:

سفر الأمثال:

يحتوي سفر الأمثال على الجزء الأكثر قدماً (بدائية) فيما يخصّ التيّار (الأدب) الحكمي. (الفصل 10-22) كُتب على الأرجح في القرن العاشر أو التاسع ق.م. أما الفصل 1-9 فقد كُتبت ما بين القرن السادس والخامس.

سفر أيّوب:

إن كل سفر أيّوب أي الفصل 3/1-42/6 قد كُتب ما بين القرن السادس والخامس، ما عدا المقدمة والخاتمة أي 1-2+ 42/7...فقد كُتبت في عصور قديمة، أي ما بين القرن العاشر والتاسع ق. م.

سفر الجامعة:

هو السفر الذي أحدث تطوّراً أساسياً في اللاهوت الحكمي أو في أزمة الحكمة (معرفة الحكمة). فهو يضعنا في أزمة قويّة جداًّ، كُتب في القرن الثالث ق.م. (250-200).

سفر يشوع بن سيراخ:

على الأرجح قد كُتب في نهاية القرن الثالث، وربما في بداية القرن الثاني ق.م.(250-175).

سفر الحكمة:

هو أكثر سفر متأثِّر بالفكر الفلسفي اليوناني، كُتب في أواخر القرن الأول ق.م.(50).

الرباط اللاهوتي حول تطوّر الحكمة:

سفر الأمثال:

نلاحظ أن هناك تأكيداً على نوع من الاستقرار الواضح والموازاة أو المواجهة والمجابهة بين كل من: خير وشرّ، حكمة وجهل، صدِّيق وشرّير، ناجح وفاشل، غنيّ وفقير، طويل العمر وقصير العمر، سعيد وحزين، بصحّة جيّدة أو متألّم...هذا السفر هو توصيات للحياة ناتجة عن اختبار قديم. الفصل الخامس؟ الثامن من الأمثال يصل الى لاهوت عظيم في الحكمة، ولا يطرح مشكلة ما عن الحكمة.

سفر أيّوب:

يطرح مشكلة على الحكمة، أيّوب رجل بار، تقيّ، غنيّ، ومثال الرجل الحكيم، في القرن الخامس يطرح الكاتب مشكلة ألم الصدِّيق. كيف يُسبى الشعب الإسرائيلس وهو شعب الله المختار؟

سفر الجامعة:

يطرح المشكلة بشكل أعمق: لماذا الموت؟ الموت يجعل كل شيء باطلاً.

سفر يشوع بن سيراخ:

يُعطي نوعاً من الردّ أو الجواب على المشكلة المطروحة في سفري أيّوب والجامعة. الحكمة الحقيقية هي أن تسير في شريعة الله (الفصل 24)، يقابل بين الحكمة والشريعة. يدخل الكاتب في منطق ديني لاهوتي. قريب من منطق الأنبياء.

سفر الحكمة:

متأثِّر بالأدب اليوناني، وهو بعيد جداًّ في أسلوبه عن الكتب الحكمية السابقة. يستعمل أسلوب الإقناع، من خلال طرح مواضيع فلسفية. ومن مواضيعه الفلسفية: وحدانية الله والحياة الأبدية. يصل الى فكر فلسفي، ويدخل بإطار حكمة بدائية. لا جواب على المشاكل المطروحة، الأفضل أن نعيش في مخافة الله.

ما هي الحكمة؟

الحكمة كأدب موجودة قبل الكتب الحكمية بألف سنة، وخاصة في البلدان المجاورة لإسرائيل (حضارة الفراعنة في مصر، وبلاد ما بين النهرين، والكنعانيين، والفينيقيين، والآراميين، وبلاد الفرس وإيران...).الحكمة هي عمل فكري، نتاج فكري، موجّه للحياة العملية، إن في حياة الأفراد، أو في حياة الجماعات، أو في حياة العائلة أو المجتمع.ماذا يعني النتاج الفكري؟ النتاج الفكري هو في الأصل موقف عقلي واضح ناتج عن معرفة، وعن مقدرة عقلية في تحقيق تلخيص الاختبارات، وكل ما هو معرفة وعلم (هو على المستوى الفكري والقدرة الفكرية). هو خلاصة صراعات فكرية (مخاض فكري يوصل الى المثَل).أما الحياة العملية: فهي كل ما يختصّ بالواقع، وكل أبعاد الحياة اليومية (العمل، المعرفة، الزواج، الحب، الخير، العائلة،...).كيف بدأ الأدب الحكمي؟ قبل أن يكون أدباً حكمياًّ، كان كل إنسان في حياته واختباراته يؤلِّف حكمة ما أو حكماً ما، وخلاصة هذه الاختبارات، ومجموع هذه الخلاصات الحكمية، بدأت تشكِّل ما يُسمّى بالأدب الحكمي، فما هي بداية الأدب الحكمي؟

الأدب الحكمي في مصر، وُجد خاصة مع الملوك في البلاط، فالملك يختار مستشاريه من الحكماء والكتّاب والديبلوماسيين. ففي البلاط الملكي كانت بداية الأدب الحكمي. وحتى صار الأدب الحكمي أدباً، كان هناك تلمذة على يد الحكماء والكتّاب. فالإنسان لا يولد حكيماً أو كاتباً، إنما يصير كاتباً أو حكيماً.  كان كل ملك يستفيد من اختبارات الملوك السابقين ومستشاريهم. نستطيع القول إنه ابتداءً من السلالة الفرعونية الخامسة حوالي 2600 ق.م. بدأ شيء من الأدب الحكمي. ونتكلّم عن الأدب الحكمي المصري لأنه أثّركثيراً على الأدب الكتابي. فهناك مخطوطات عديدة منها:حكمة فتاح حوتيت: هو وزير من السلالة الخامسة وكان يعلِّم ابنه كيف يُكمل عمله في خدمة الملك. حكمة كجميّ: هو أحد الوزراء أيضاً.الأدب الحكمي في ما بين النهرين (الكلدان والأشوريين): حكمة أحيقار: قصّة الموظّف الملكي الناجح الحكيم الذي يضطّهد لغايات عديدة ومن ثمّ بحكمته استطاع أن يرجع الى خدمة الملك، وكسب عطفه ومحبته وثقته (من القرن السادس عشر ق.م. 1500).الأدب الحكمي الآرامي الفينيقي: أوغاريت، وفيه أن كل حكمة تأتي من الله، وأن رأس الحكمة مخافة الله. (كان عندهم عدة آلهة وأعظمهم كان الإله إيل).الأدب الحكمي في إسرائيل: بدأ أيضاً في بلاط الملك، قد يكون في بلاط داود. ولكن من الأكيد أنه كان في بلاط سليمان الحكيم، دُعي الحكيم وهو الذي دعا، كما دعا الخبراء والمهندسين، والمعماريين، الحكماء والكتّاب...استعان بهم من مصر لكي يؤسّس البلاط الملكي الإسرائيلي، وأراد أن يحوِّل مملكة إسرائيل الى مملكة مثل باقي الممالك القويّة والأمبراطوريات (فالحكمة الإسرائيلية في بداياتها كانت قريبة جداًّ في أمثالها من الحكمة المصرية، لكن مع جعلها يهودية). يقال إنه قد ألّف 3000 مثل، وألف أغنية (شعر حكمي). نستطيع أن نقول: كما موسى لكتب الشريعة، وداود للمزامير، كذلك سليمان للكتب الحكمية (الأمثال، الحكمة، الجامعة)، ونشيد الأناشيد.

ماذا يميّز الأدب الحكمي العام والكتابي؟الأسلوب الأدبي: هو جملة (إعلان)، هدفها تعليمي أو تشجيعي (حثّ)، تعليمي -= تربوي.سفر الأمثال: الأمثال لها شكل لولبي Spirale . وهناك شكل يُسمّى بناء الموازاة: شطرين بنفس الفكرة (موازاة متقاربة). أو شطرين بفكرتين متضادتين (موازاة متناقضة متعارضة). هناك موازاة التشبيه: "كما الأب كذلك الابن"، "الحكيم كالذهب الخالص". وهناك الأمثال العددية: "لثلاثة خطايا ولأربعة"(أم 10). وهناك موازاة مكمِّلة.(أم 10-22):إن القسم الأكبر في هذه الفصول هو قسم أمثال سليمان: وهو كيفية الحصول على الحكمة ولزوم الحصول عليها. نحصل على الحكمة من خلال الإصغاء الى تعاليم الحكماء (10/13) "في فم الفطن توجد الحكمة والعصا على ظهر فاقد الرشد".رفض الحكمة (13/1؛14/6).الفصل 15 آية 7: "شفاه الحكماء تنشر العلم وقلوب الجهّال ليست كذلك". لا يمكن أن تصغي إلاّ بموقف انتظار (استعداد) لتقبّل الحكمة (تطويع الإرادة وتعويد النفس، نقول نعم ذاتية مقتنعة، يحبّها القلب ويعبّر عنها الجسد). إن الحصول على الحكمة يحتاج الى جهد خلقي وعقلي وجسدي.لماذا هناك جهد؟هناك جهد لأنه يجب السماع ليتمّ القبول. الطاعة للحكمة هي مفتاح الحكمة. أن تطيع الحكيم، يعني أن تدخل في اختباره، وأنت تثق باختبار الحكيم. (القناعة تأتي بعد الاختبار والطاعة). اقتناء الحكمة يأتي إذاً من خلال الطاعة للحكيم، وكل من يرفض الحكمة هو شخص جاهل فاقد الرشد، إنه إنسان ملآن من ذاته، ويعتقد أنه وحده الذي يعرف أن يميِّز بين الخير والشرّ.الموضوع الأول: الحكمة الملكية: (16/1-9) "للإنسان إعداد القلب، ومن الرب جواب اللسان...". كل ملك يجب أن يكون حكيماً كي يستطيع أن يحكم. فالحكمة أم القرارات الأخرى. هذه الحكمة الملوكية (في الكتاب المقدس) أخذت طابعاً إلهياً. فالملك هو رأس الهرم، ويجب أن يكون حكيماً. مصدر الحكمة هو الله. والملك هو ممثّل الله بتدبير الكون. وهو مسلّط لأن يعمل أعمال الله. ورأس الحكمة مخافة الله (الفصل 20:22-21/3).أصل كل حكمة هو اكتشاف نظام الكون، فكل نظام (الأخلاقي، السياسي،...) وطاعته للنظام. فالله هو الذي وضع النظام في الكون، الله مصدر النظام.

الموضوع الثاني: العدل الحكمي:الله هو الذي يكافىء الذين يتبعون الحكمة والذين يعرفون النظام الكوني، يميّزونه ويعملون به. الله هو الذي يقاصص الأشرار الذين يخالفون النظام الإلهي.

هناك ثلاثة أنواع من الأمثال:1- أمثال تتكلم عن العدل الإلهي: (عدل الله)، وعن المجازاة (القصاص) "البار لا يتزعزع للأبد والأشرار لا يسكنون الأرض"(10/30).2- أمثال تتكلم عن مجازاة الصدِّيقين، ومقاصصة الأشرار: (دون التكلم عن تدخّل الله في هذه المجازاة أو القصاص)، الشر يكافىء نفسه، والخير يكافىء نفسه. "البرّ يُعلي الأمّة وعار الشعوب الخطيئة" (14/34). إن كان الشعب باراً ينتفي الظلم ويسود الخير والعدل والسلام...3- أمثال تتكلم عن مكافأة الله للخير: "عينا الرب في كل مكان تراقب الأشرار والأخيار" (15/3).الموضوع الثالث: الأخلاق الحكمية:كل ما يتعلّق بتصرفات البشر الأخلاقية (الصدق، الاستقامة، العدل الاجتماعي، محبة الفقراء، عدم إرهاق الناس بالضرائب، اللسان، والحركات، عدم السخرية، الابتعاد عن المخاصمات).الموضوع الرابع: ثلاثة مواضيع كبرى حول حياة الإنسان العملية: العمل والكسل، الفطنة والتهوّر، السكر.الموضوع الخامس: العلاقة مع الله: خوف الله، القناعة الداخلية في الاصغاء الى صوت الله، أن تكون حكيماً يعني أن تكون متواضعاً.(أم 1-9):

هناك تطوّر لاهوتي عظيم أكثر من الأمثال القديمة (السليمانية).بهذا القسم (1/8-9/18): الموضوع الأساسي هو الدعوة للحصول على الحكمة (اقتناؤها). يؤكِّد الكاتب أن للحكمة ثمار عظيمة، أهمّ من الذهب والفضّة. ويمدح في الحكمة، وقمّة المدح في الحكمة الفصل 8.من (1-9): إمكانية لوضع عناوين: الحكيم يهرب من معاشرة الأشرار. الحكمة تخطب في المستهترين. الحكمة تقاوم العشرة الرديئة. اكتساب الحكمة. أفراح الحكيم...التشخيص الثاني للحكمة.الطريقة "إسمع يا بنيّ..." (أم 1/8): الأب يخاطب ابنه ويعلِّمه. على الابن أن يسمع تأديب أبيه، وألاّ نبذ تعليم أمه.بعض مواضيع أساسية:1- الحكمة البشرية: راقب بانتباه، تعلّم من المراقبة معرفة (1/2،6؛ 2/5،9؛ 14/8؛ )، الشرود ضد الانتباه، التفكير الموجّه نحو التمييز. الإنسان الذي عنده قدرة التمييز والتعليم (16/20) "الممعن في الكلام يجد السعادة..." والقدرة على توقّع الأمور (3/12) "يا بنيّ، احفظ التبصّر والتدبّر ولا يبتعدا عن عينيك". الإنسان الحذر (13/16) "كل حذر يعمل بعلم والجاهل يُظهر غباوته". كل هذا يؤدّي الى معرفة الله (1/9؛ 2/5) "...وتجد معرفة الله".معرفة الله تؤدّي الى مخافة الله (1/7). الحكمة البشرية تتميّز بالمعرفة الواقعية، ثم التمييز والتبصّر ومن ثم معرفة الله ومخافته. كل ذلك يؤدّي الى أن يصبح الإنسان رجلاً صدّيقاً (1/3؛ 3/8) مستقيماً يقوِّم طريقه على طريق الرب (8/15) "...والعظماء يشترعون ما هو عدل".ما هي الثمار؟ طول الحياة (3/2؛ 10/27)، الأمان (14/26)، وفرة الأموال والغنى (15/16؛ 10/6).الحكمة الإلهية (المتجسّدة): هي حكمة معطاة من الله، الحكمة صورة مسبقة للمسيح. ليست فقط صفة، إنما هي (كلمة متجسدة) مشخّصة، صورتها قريبة من صورة النبيّ.القسم الأول: (8/1-11):فيه الحكمة مشخّصة تظهر وكأنها نبيّ معلن (قابل مع إرميا 7/2؛11/6؛ أم 1/20؛ يو7/37). ومن صفاتها المهمة: تدعو خاصة البسطاء (السذّج). الحكمة تُكتسب، وتدعو الجهال والساخرين. هي نفحة صداقة بالتزام نحو الآخرين. وهي تحثّ الأخرين للخروج من واقعهم (حز 36/24-27؛ أش44/3). وإذا اقتضى الأمر فالحكمة النبيّة تُطلق التهديد "الويل لكم..." (أم 1/24-27؛ أش 28/7-22؛ إر7/24-29؛ أش15/2،12). الحكمة مضيافة تستقبل الجميع، تفرش موائد، وتُطعم من ثمارها، وهي عكس المرأة الزانية التي تغري.الحكمة المضيافة تستحقّ المدح: أصلها الإلهي، إنها صادرة من الله، ساعدته في الخلق. الحكمة ليست اختباراً شخصياً وعلاقة مع الله وحسب، إنما هي عطية الله، أي مصدرها الله (الحكمة المتجسدة، المتشخّصة)، الحكمة تأتي من فوق، هي معرفة آتية من الله. (ابن سيراخ، حكمة الحكم، هي الشريعة لأنها منزلة من الله). قمة الحكمة هي عندما تفرض ذاتها على أنها من مصدر إلهي.أما القسم الثاني فهو على جزأين: (8/12-21) الجزء الأول.(8/22-31) الجزء الثاني.أما (8/32-36) فهو الخاتمة.

8/1-11) فهو مدخل أو مقدمة: التشخيص الثاني للحكمة.(8/4-10) الحكمة تهتف: "...إياكم أيها الناس أنادي والى بني البشر أوجِّه صوتي، اختاروا تأديبي لا الفضّة، وفضِّلوا العلم على الذهب الخالص".إذا هناك الحكيم (الكاتب) يقدِّم الحكمة لنا: متقدِّم (الكاتب)، مقدَّم (الحكمة)، مقدَّم إليه (نحن).

(8/12-21): الحكمة تمدح نفسها: هي التي تتكلم، ما هي ثمارها؟ ماذا تقدِّم لنا؟(8/22-31): الحكمة الخالقة: أصلها اإلهي "الرب خلقني...".(8/32-36): الخاتمة: "فاسمعوا لي الآن أيها البنون...". مقدمة: دعوة أولاً للإصغاء والقبول، الطاعة = القسم الأول. في القسم الثاني:

- فالحكمة تعطي ثماراً...- لأن أصلها إلهي...خاتمة: دعوة ثانية لقبول الحكمة: فإما الحياة أو الموت.

(8/5): "إفهموا الدهاء أيها السذّج، افطنوا فطنة القلب أيها الجهّال"، الإنسان الذي لا يملك قلباً لا يملك الفهم "فهم القلب" يعني الإيمان.(6/32): "أما الزاني بامرأة فإنه فاقد الرشد (اللبّ)"، فاقد اللبّ أي فاقد الفهم والرشد. (8/6): "اسمعوا فإني أنطق بالعظائم..." أنطق كما ينطق الأمير أو الملك.

مبنى المقدمة: المبنى الأساسي:القسم الأول: (من 1-3): تقديم الحكمة من خلال الكاتب نفسه. تشديد على أفعال دعا، نادى، هل الحكمة لا تنادي؟ (ترفع صوتها، تصرخ)، والفطنة لا تطلق صوتها؟ وتركيز على: رؤوس المشارف، على الطريق، وفي مفترق الدروب، بجانب الأبواب، عند ثغر المدينة، في مدخل المنافذ، تهتف: إنها كالنبيّ، تهتف في كل مكان فلا عذر لأحد إن لم يسمع صوتها.(من 4-5): تحديد الأشخاص الذين تدعوهم الحكمة (الناس، بني البشر، السذّج، الجهّال).(من 6-10): توجُّه مباشر للحضّ والحثّ (افطنوا، اسمعوا، اختاروا، فضِّلوا).(8/11): الكاتب يعلِّم عن الحكمة.

القسم الثاني: الجزء الأول (من 12-21)(من 12-13): الحكمة العملية: الدهاء (تعرف أن تدبِّر نفسها)، عندها الدهاء، والذكاء، وعلم التدبير.(8/13): هي ضدّ الكبرياء، والزهو، وطريق السوء...لأن هذه الأفعال تفشِّل الإنسان.(من 14-16): الحكمة الملكية: لها المشورة، لها الملوك يملكون، من دون الحكمة تكون القوانين غير عادلة.صفات الحكمة: المشورة، الفطنة، الجبروت، العدل...ثمار الحكمة: الغنى، المجد، الأموال الثابتة، البرّ، ملء الخزائن...الجزء الثاني (من 22-31):

(22-26): أصل الحكمة: "الرب خلقني...قبل أعماله...وُلِدت حتى لم تكن الغمار...هي أولى الخلائق". وإن بعض الآباء وجدوا في هذا النص صورة للمسيح (لكن هناك خطر كبير في هذا النص، لأن الحكمة مخلوقة). (من 27-31): أعمال الحكمة الإلهية: "حين ثبّت السماوات كنت هناك...".(30): كنت عنده طفلاً (أو مهندساً)، أساعد الله في الخلق (ترسم وتخطط)، فهي شريكة في الخلق.الخاتمة: (من 32-36): العودة الى النداء ولكن بقوة أو قناعة أكثر "فاسمعوا لي الآن...طوبى...ومن أخطأ إليّ ظلم نفسه".تفسير للفصل (8): التفسير الأساسي للنص:أ- القسم الأول: الحكمة هي حقاً كالنبي، تخرج الى الساحات، تحبّ العالم، الفقراء، السذّج، الجهّال، تخرج إليهم لتحمل لهم كلمة الحكمة، لتساعدهم على قبولها، لتحسين حياتهم، لنيل الخلاص. تريد الحكمة أن يعيش الإنسان بسعادة وسلام. النبيّ يُصلح المعوجّ، يشجِّع على التأديب.لاهوت الحكمة: هو المعرفة الحكمية. عندما تعرف لا تُخطىء، عندما تعرفالحقّ تتبع الحقّ.ب- القسم الثاني: حقاً إن الحكمة لها ثمار شاملة وعظيمة، تشمل الغنيّ والفقير، الملك والعامل. الكل بحاجة الى الحكمة ليعيش دوره في هذه الحياة.أصل الحكمة: هي قبل كل شيء، قبل النبوءة، قبل الشريعة، هي بدء الكون، معها خُلق الكون، هي بدء الخلق، هي رأس الخلق.أخيراً: "نعيمي مع بني البشر": بالرغم من أصلها الإلهي، إلاّ أن نعيمها مع البشر وحبهم.القسم الأول: (8/4): الدعوة موجّهة الى كلّ الناس. الأسلوب تردادي، موازاة كاملة.الأفعال: فعل نادى: ناداه بصوت عال، هذا الفعل هو إعلان، إعلان لشيء مهمّ. النبيّ يُعلن دائماً كلمة الله. أما بالحكمة: فالمُعلن هو الحكمة بحدّ ذاتها (كلام الحكمة، وهذا الكلام يأتي من الله)، الحكمة بالأصل هي عمل بشري. المناداة هي فعل دعوة قوية مشبعة برسالة مهمة تتعلّق بحياة الأشخاص.(8/5): الدهاء هو الفطنة، هو القدرة على تخليص الذات، الدهاء هو تمييز عملي، هو القدرة العقلية، هو القدرة العقلية على تمييز الأمور العملية.الساذج: هو البسيط الذي لا يميّز وليس عنده قدرة على تدبير نفسه. الذكاء موجود أيضاً في القلب وهو الذي يقرّر الفطنة.الجاهل: هو الذي لا يعرف الحقيقة، هو إنسان أعمى لا يعرف أن يمشي أو أن يتصرّف.(8/6): هنا يوجد تكامل بين العظائم والاستقامة، العظائم: أعمال الله العظيمة، هي أمور تأتي من الله، إنها تفوق القدرة البشرية، لذلك فهي مرتبطة بالاستقامة.الإنسان المستقيم هو الذي يقوِّم طريقه على طريق الرب. الله هو الذي دبّر الكون. والجاهل هو الذي لا يعرف التدبير الكوني. أما المستقيم هو الذي يكشف العظائم ويعرف التدبير الكوني، ويقوِّم ذاته على هذا الاكتشاف.(8/7): الحق يؤدّي الى الخير والباطل يؤدّي الى الشرّ.(8/8): البر # الالتواء "كل أقوال فمي برّ وليس فيها اتواء وعوج".(8/10): التأديب أهمّ من الفضّة، الحكمة أهم من الخيرات نفسها. الأفضل هو تأديب الحكمة.(8/9-11): تركِّز كلّها على أن الحكمة هي الخير الأعظم: التأديب، العلم، الحكمة.في هذا النص نجد : الفطنة، الحكمة، الدهاء، العظائم، الاستقامة، الحقّ، البرّ، السداد، التأديب، العلم...كما ونجد: الجهل، السذاجة، الشر، الالتواء، العوج...دينامية النص:1-الأفعال: هي الحاضر والأمر. الحاضر هي الإعلانات ثمّ الأمر للتوجيه، للدعوة، للحثّ، للتشجيع (افهموا، افطنوا، اسمعوا...).2- الأماكن: القمم، مفترق الطرقات، بقرب الأبواب، على الطرقات العامة...3- الحروف: مثلاً ، لأن، حرف مشبّه بالفعل.القسم الثاني: الجزء الأول:بعدما قدّمت الحكمة نفسها كنبيّة في القسم الأول، تشرح لنا ذاتها في القسم الثاني:(8/12): الحكمة تساكن الدهاء، وهي التي تدبِّر (الحكمة العملية والحكمة التدبيرية).(8/13): الكبرياء و...هم حجر عثرة أمام الدهاء، ويمنعون الإنسان من الوصول الى الحكمة. الحكمة تبغض الزهو (الحكمة تفضِّل الانفصال عن الزهو).(8/14): لي المشورة والتوفيق: الإنسان يسمع الى كل المشورات، ويميّز بينها، ويختار منها ما هو صالح ومناسب ه.(8/15-16): ليس أي زعيم يستطيع أن يترأّس ويحكم، إنما الحكيم هو الذي يصل الى الرئاسة.(8/17): الذي يحب الحكمة ويفتِّش عنها يجدها (موازاة مكمّلة ومفسّرة بعضها البعض). (8/18-21): المهمّ هو المشاركة بسخاء.بما يخصّ صفات الحكمة العملية عندنا: الفطنة، الدهاء، علم التدبير، المشورة، التوفيق، الجبروت، والملك، العدل، الحب، الغنى والمجد، الخير، الذهب والإبريز، الفضّة الخالصة، الخزائن الملآنة. الحكمة تؤدّي الى الخيرات، لكن الحكمة وحدها تكفي.الجزء الثاني:

(8/22): الحكمة أصلها إلهي: الفعل "خلقني" في العبراني أتى من فعل اقتنى وأخذ بمعنى خلق أو ولَدَ، أو حصل على.قبل أعماله: أي أوّل شيء، قبل أن يعمل أي شيء آخر.منذ البدء: الله أوجد الحكمة قبل كل شيء، ومن خلالها خلق باقي المخلوقات.(8/23-26): لا يوجد في اللغة العبرية معنى لهذه الكلمة (منذ الأزل)، إنما المرادف لها في العبرية هو في البدء.(8/23): أُقمت: فُسخت، أُعطي لي كل شكل.(8/27): عندما خلق الله العالم كانت الحكمة هناك، لاهوت الخلق مرتبط بالحكمة (أي أن الحكمة مرتبطة بلاهوت الخلق أكثر منها بلاهوت الخلاص).(8/30): كنت عنده طفلاً: غالبية المفسّرين يفضِّلون كلمة "المهندس المعماري" (إر52/15؛ 7/2) هذه الكلمة أصلها آرامي، كل شيء صنعه الله بهذه الحكمة.(8/31): ونعيمي مع بني البشر، كل لاهوت الحكمة مرتبط بالإنسان. الحكمة هي الحكيم، فيه تتجسّد الحكمة. إنسان فطن، يميّز، عنده قدرة، داهية...(8/32): الحكيم هو الذي ينادي ويطلب من الآخرين السماع له. ختام الفصل 8 من سفر الأمثال يعطي طريقاً لدراسة كل سفر الأمثال.

(الفصل 22-24): يوجد دعوة الى الاصغاء كما في الفصول السابقة، هناك مقابلة بين الأذن والقلب، بين الباطن والظاهر (22/17-18).كل هذا يشير الى التصرّف الحكيم المبنيّ على الاختيار للوصول الى حياة أفضل، حياة ناجحة. علينا أن نحترم الفقير والبائس، وألاّ نضطّهدهم ونسخر منهم ونؤذيهم (22/22).

سفر أيّوب مقدمة عامة:

سبق وقلنا إن هذا الكتاب كُتب بقسمه الثاني (الأساسي، الشعري) في القرن الخامس، أما المقدمة والخاتمة فقد كُتبتا في القرن العاشر أو التاسع ق.م. ربما تكون خطب أليهو (32-36/21) كُتبت في القرن الرابع. النص من الحكمة هو لاهوت متقدِّم وربما كُتب في القرن الثالث.الموضوع الأساسي والعام في سفر أيوب هو أن رجلاً صدِّيقاً، يسمح الله للشيطان أن يجرِّبه، وثلاثة أصدقاء له أتوا ليعزّوه، ولم يعرفوا ما يقولون له. لكن الذي كتب في القرن الخامس، كتب ليطرح المشكلة والأزمة، أزمة الألم، ألم الصدِّيق، التي مرّ بها أيّوب.هذا الموضوع هو موضوع وجداني وجودي يبدأ من الفصل الثالث.الإنسان أمام سرّ الله عنده موقفان: إمّا الاستسلام للموقف الإلهي. أو التمرّد على الله لأنه يريد أن يفهم كل شيء.الفصل1-2 هما مقدمة نثرية + الفصل 42/7-17 هو الخاتمة (كتاب واحد).

القسم الثاني الشعري هو الفصل 3، ملحمة شعرية مونولوغMonologue .الفصل الرابع: حوار بين أيّوب من جهة وثلاث أصدقاء من جهة أخرى.يردّ أليفاز على أيّوب في الفصل 4-5،ثمّ يردّ أيوب في الفصل 6-7.يردّ بِلدَد في الفصل 8،ثمّ يردّ أيوب في الفصل 9-10،ويأخذ الحديث صوفر في الفصل 11،ويردّ أيّوب في الفصل 12-13 وهكذا دواليك...الفصل 28: شعر حول الحكمة (أيوب) كُتب في القرن الرابع أو الثالث على الأرجح.ثم خُطب أليهو (32-36/21).ومن بعدها هناك تدخّلان لله 31-42 يتخللهما جوابان لأيوب (40/3-5؛ 42/1-6)، ثم نصل الى نثر يتحدّث فيه الله ويصادق كلام أيوب.ما هو النوع (النمط) الأدبي لكتاب أيوب؟ (ضمن الأدب الحكمي).هو كتاب تعليمي، أسلوب قصصي وشعري، موضوعه فلسفي-وجودي، أدب مأساوي درامي. القسم الأول مصبوغ بصبغة مسرحية، التعبير عن الإطار بتعبير مسرحيّ.فيه ثلاثة أنواع أدبية أخرى: المزامير، الأمثال والحكم، والمرافعات (اتهام ودفاع).الأسلوب الأدبي: أسلوب المبالغة (تسليط الأضواء على شخص أيوب).تقديم المشاهد: مشهد في السماء ومشهد في الأرض، أسلوب وتعبير ميتولوجي. في القسم الأول: أدب فولكلوري شعبي. يذكِّر بقصص ابراهيم، اسحق، يعقوب.بشكل عام: تقديم البطل (أيوب)، وصف كامل  وشامل له. ثم شخصيات أخرى: الله، الشيطان، امرأة أيةب، مع ممثلين آخرين. والقصّة مبنية على عقدة مهمة. يحتوي هذا السفر على تعابير تدلّ على عمل إضافي، أُضيفت على النص، ومن أحد الأسباب للتفكير بهذا الشيء هو ذكر "الشيطان". إن كلمة الشيطان كتعبير عن شخص، هي حديثة العهد، وإن يكن الاسم (المتّهِم)، لم يردّ إلاّ في (عدد 22/22؛ 1صمو29/4؛ 2صمو 19/23). إن أصل كلمة شيطان هو الشخص الذي يتّهم الآخرين. اتهام الناس أمام الله واتهام الله أمام الناس. التعبير عن الشيطان بهذه الصورة (مجرِّب، متهِم) قد أُعطي ابتداءً من القرن السادس والخامس ق.م.، أي في بداية الالتقاء مع الفرس والكلدانيين.إن مشهد البلاط السماوي يدلّ على أن الله موجود على عرشه، ويحيط به المستشارين والملائكة، والشيطان هو أحد هؤلاء. هذا تبرير لسماح الله "بالشرّ". فالشرّ يريده الشيطان والله يسمح بذلك. لكن الشرّ المنتظَر ليس الشيطان مسؤولاً عنه فقط، إنما الإنسان كذلك. المنتظر في هذا السفر هو أن يلعن أيوب الله، أي أن يرتكب الشرّ "الخطيئة".إذا ربطنا اتهام الشيطان للإنسان في سفر أيوب، واتهامه لله في سفر التكوين،نرى أن النصين يكمِّلان بعضهما، ويتّضح أن الشيطان هو الذي يريد الشر.إذاً مشكلة الشر والألم مطروحة، وهناك فلسفة ما حول هذه القضية:ما الشرّ؟ ما مصدره؟ ما غايته وأهدافه؟ ما نتائجه؟من هو أيوب في هذا النص؟ كيف يبدو؟هو أدومي، وهذا يدلّ بالتأكيد على أن النصّ (المقدمة) كُتب قبل السبي، أي قبل القرن السادس. لأن أثناء السبي هزأ الأدوميون من الإسرائيليين، بعد السبي حقد الإسرائيليون على الأدوميين وكرهوهم.كذلك إن صورة أيوب هي قريبة جداًّ من الصورة التي لابراهيم واسحق ويعقوب، أي نفس التيار اللاهوتي، هذا يدلّ على قِدم النص.إذا افترضنا أن هذا النص من القرن السادس ق.م. ينتج لغط تاريخي، فإن الكلدانيين الذين هاجموا أيوب، غزوه غزواً (غزو قبائلي)، وهذا الغزو يدلّ على القِدم، أي في القرن العاشر، لأنه في القرن السادس كان الكلدانيون ذوو نفوذ قوي وحضارة قوية.بعض النقاط عن الأسلوب الأدبي:الأسلوب الأسطوري: هناك، نوعاً ما، أسلوب أسطوري ميتولوجي، وهناك كثير من المبالغة الأسطورية: أسلوب قصصي أسطوري "وبقيت أنا وحدي...". مبالغة بتكرار الأحداث لإيصال قدر الإمكان المعنى المطلوب.أسلوب قصصي: تقديم الأشخاص، يُظهر الأشخاص وخاصة الشخصية الرئيسية، وهناك الحدث = العقدة (تشويق)، دخول أشخاص آخرين، يعقِّدون الأحداث أو يسهِّلونها. خمس مشاهد، أسلوب مسرحيّ.المبنى الأدبي لنصّ المقدمة (1/1-2/10)خمس مشاهد:1- (1/1-5): فيه تقديم أيوب، من هو أيوب؟ "كان رجل في أرض عوص...".2- (1/6-12): "...دخل بنو الله ليمثلوا أمام الرب...".3- (1/13-22): "واتفق يوماً أن بنيه وبناه كانوا يأكلون...".4- (2/1-7أ): "...دخل بنو الله...".5- (2/7ب-10): "وضرب الشيطان أيوب بقرح خبيث...".المضمون اللاهوتي:

شخصية أيّوب:1- هو أحد الآباء: (رج تك 30/29...؛ أي42/16) "ومات أيوب..." تماثل تماماً (تك 25/8).2- هو صدِّيق قديس: كامل، تام، ومستقيم. يسير على طريق الرب (1/1). (مز7/3-4) إنسان تام: مسالم، بريء (مز 64/5).

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com