عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

20/7/2009
القديسين والقداسة

 

 

القديسين والقداسة

حياة القديسين عبر التاريخ وحياتي اليوم

الأخ ... المسيح قام

لقد طرحت موضوع هام جداً لعل الكثيرين يخافون الكلام عنه أو يخفونه في داخلهم منتظرين جواباً سماوياً. اذ سألت

منذ فترة سألني صديق طالع بعضاً من سير القديسين المتوافرة في مكتباتنا وقال لي أن سير القديسين هذه لا تنفعنا لأن هذا القديس عاش في صحراء بلا ديجيتال ولا انحلال أخلاقي يتمثل في لباس من حوله، وذاك عاش في قرية بسيطة بدون ما سبق ذكره وبلا تيارات فكرية تدعو للإلحاد بين سطورها. وقس على ذلك، وتابع مضيفاً أنه لم يجد ولا قصة قديس تحدثنا عن كيفية بدء جهاده من المرحلة التي نحن فيها وصولاً للمرحلة التي نقرأها في الكتب. فبماذا تنصح يا أبونا؟ خاصة وأن هذا الرأي رأي كثيرين؟ أنا مقتنع بأهمية سير القديسين ولا أناقش بذلك، لكني أسألك أولاً لأعرف بما أجيب هكذا أسئلة لأني أتعرض لها غالباً بسبب صفتي الإرشادية ومعارفي الغير أرثوذكسيين التواقين لإيجاد منفذ لإضعاف ما لم يضعف من كنيستنا؟

لمعالجة الموضوع يمكننا التطرق للنقاط التالية

1

ما يهمنا في حياة القديسين ليس تفاصيلها بل الجهادات التي ساعدتهم كي يتقدسوا، لنأخذ نقطة ما مثلاً: التخلي. إذ نعرف الكثير من القديسين الذين جاهدوا في التخلي عن مجد أو مال أو سلطة كـ: القديس جاورجيوس وديمتريوس اللذان كانا قائدا جيش وتحت إمرتهم الكثيرين، تخليا عن كل ذلك من أجل السيد القديس انطونيوس الذي باع كل أملاكه وسلك طريق الرب

نحن لا نأخذ التفاصيل من حياة هؤلاء القديسين بل فكرة -التخلي مثلا- (أو أي شيء ثاني نراه) ونطبقها في حياتنا. هل نستطيع التخلي عن إرادتنا، أو رغباتنا، حاجاتنا، ...؟ مثلاً

فبعد أن نعرف أنهم صاروا قديسين بعد أن تخلوا عن الكثير، هذا يشجعنا أن نعرف أننا إذا تخلينا عن رغباتنا الشخصية أو ملذات هذا العالم نكون قد سلكنا الطريق الصحيح: "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" ، "ملكوت السموات يغتصب اغتصاباً"

هذا الجانب الذي تحدثنا عنه هل تستطيع تطبيقه؟ أو حتى جزء منه، مثلا: هل تستطيع التخلي عن طعام ما، أو شيء ما، أو أي أمر يُعيق صعودك نحو ملكوت السموات؟

تخلّ القديسون عن كل ما في هذه الدنيا حتى لا ينشغلوا عن المسيح، ويحققوا هدف خلقهم وهو التأله. ونحن لا نستطيع التخلي عن الموبايل أو أغنية فيه، أو عن برنامج تلفزيوني ما يسهرنا حتى أوقات الصباح. أو...سس

هذه نقطة من حياة أولئك القديسين، تُفيدنا في طريق قداستنا (مثلاً). وهناك نقاط أخرى يمكننا أن نجدها في حياة قديسين آخرين نتعلم ونستفيد منهم في جهادنا الروحي

2

الأمر الثاني الذي أراه حول حياة القديسين أنها دروس في الجهاد الروحي؟ مثلاً: تتعلم من أحدهم الصلاة الصحيحة كالقديس ثيوفانس الحبيس، أو مطالعة الكتاب المقدس أو الصوم أو أن تتعلم مواجهة الشيطان بكل أشكاله وتتعلم كيف تقول لا للتجارب التي ستُسقطك في الخطيئة، مثل القديس أنطونيوس الكبير

3

الأمر الثالث هو أقوال نطق بها هؤلاء، تُفيد كموجهة لحياتنا الروحية، فالقديس الممتلئ من الروح القدس عندما ينطق، يتكلم عن خبرة روحية عميقة. فأقوال القديسين تُفيد في مسيرة جهاداتنا اليومية وتزلل الكثير من الصعوبات، مشجعة إيانا للسير في حياة روحية صحيحة. مثلاً القديس سلوان يقول في التوبة مشجعاً إيانا بكلامه: "إذا تاب جميع البشر وحفظوا الوصايا الإلهية فستحل السماء على الأرض"

الأمر الرابع الذي ذكرته أنت عند قولك بأن القديسين القدماء حتى المعاصرين منهم لا يعانون ما يعانيه الإنسان اليوم من تجارب... إلخ هذا صحيح بالظاهر، ولكن لا يعني هذا أنهم لم يتعرضوا لتجارب،نهأنهم ولكن كما تعرف أن الشيطان يحارب الإنسان، ولن يقف عن تجربته بما يتوفر له من محيط هذا الإنسان. ففي القديم كانت المواضيع الفلسفية والهرطقات وتعدد الآلهة... هي محيط ذاك الإنسان فكان يجربه ويحاربه بها

اليوم ما هو محيطنا ؟

بالنسبة للشباب هناك الديجتال، الصداقات الغير صحيحة، العلاقات مع الأهل، المال، العلم،... وسيجربهم الشيطان بها. -لا يوجد شك بذلك- بالتالي ما الحل؟

الحلّ أن نتعلم من القديسين أساليب محاربة الشيطان. فبالرغم من أنهم لا يملكون الديجتال، ولكن كان في عصرهم المسارح، والدعارة المقدسة،... وكان بكل راحة يستطيع الذهاب لحضورها أو المشاركة فيها، دون أن يؤنبه المجتمع على ذلك. ولكن ما الموقف الذي اتخذه أباء الكنيسة؟ لقد قاطعوها. حتى يوجد بالقوانين الكنسية قانون يحرم الذين يرتادون المسارح من المناولة المقدسة. هناك موقف أخذه الآباء وتبنته الكنيسة بشكل أساسي حتى يبقى الإنسان طاهراً عند تناول جسد المسيح ودمه. وأنت عليك الالتزام به. ونحن لنتعلم أن نأخذ موقفاً حيال الخطيئة

أم أن الخطيئة جميلة لا يريد أحد أخذ موقف منها؟

!!!!!!!!!!!!!!!!!

5

النقطة الخامسة وهي مهمة برأي: أن يضع الإنسان دوما نصب عينيه هدفاً في حياته هو المسيح، فسيرى كل ما في هذه الدنيا من تحديات أنها جميلة من أجل كسب نظرة واحدة من السيد (مثل القديس سلوان الأثوسي). والخطأ الكبير الذي يقوم به الشباب اليوم أنهم لا يرون المسيح في حياتهم، منشغلون بالدراسة أو التسلية أو العمل أو... وعندما تقول لهم صلوا، لا يفعلون. عندما تقول لهم صوموا، لا يفعلون.... إذا في ليلة ما صليت صلاة النوم الصغرى، هل ستتابع، في الليلة ذاتها، أشياء سيئة على الديجتال؟ طبعا لا أو نادراً إلا عند الأشخاص الذين يقرؤون صلاة النوم قراءة لا صلاةً

 أخي

أعرف أن أنماط الحياة تختلف من عصر إلى آخر ولكن القداسة واحدة والدعوة قائمة حتى نهاية الدهر. لا تتوقف عن قراءة حياة القديسين حتى يكونوا مشجعين لك في لحظات ضعفك، حتى يكونوا شفعاء لك في لحظات اضطرابك، حتى يعلموك أسس الجهاد الروحي: الصبر، التحمل، الاتكال على الله،... التي لا تقف عند عصر أو حضارة أو أنماط معيشية

إذا كانت ملذات الدنيا هي العائق للقداسة فاعلم أن الله كان سيخلق لنا عالماً صحراوياً حتى يساعدنا للوصول إلى ملكوت السموات. لكن المشكلة الأساسية هي الوعي والإرادة. هل لديك الوعي الروحي؟ هل لديك الإرادة لكي تتحمل التعب الروحي؟ إذا نعم عندها بدأت تتعلم من القديسين هذين الأمرين الأساسيين في بدء الجهاد الروحي، لأنهم سلكوا هذا الطريق وسبقوك فيه، فلنتعلم منهم لأنهم بشر استطاعوا أن يسلكوا طريق الرب في عالم تزداد قوة الشيطان يوما بعد يوم

هذا العصر، كما نلاحظ، تزداد فيه قوة الشيطان وستصبح أقوى في الفترة القادمة، هل هذا يعني أن القداسة مستحيلة؟ طبعا لا. وإلا تمّ المجيء الثاني للمسيح وانتهى العالم. ما أريد قوله ما دام المجيء الثاني لم يتحقق حتى الآن فهذا يعني أن تحقيق القداسة ممكن جداً، وهو قريب جداً

 

الأب سلوان

اليونان

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com