عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

18/7/2009
الاب الياس شتوي القسم الرابع

تقديس الزمن
يعتبرُ "كتاب الساعات" النهار والليل معًا وعشرين ساعة. لكن طول الليل والنهار في تبدُّل دائم. لهذا حرص كتاب خدمة الأشهر (الميناون) على تعيين ذلك في مطلع كل شهر. وحرص المسؤولون عن المجتمعات الرهبانيّة القديمة على توقيت الصباح والغروب وفقًا لساعة شروق الشمس وغروبها الطبيعيين، دون أي اعتبار للساعة الحقيقيّة.
يبدأ الصباح مع الساعة الأولى ضمن هذا التنظيم. ويكون الغروب مع الشمس. أما كتبنا الطقسيّة (خدمة الأشهر وزمن الصوم والزمن الخمسيني والمعزي) فتتبع الطريقة اليهودية في ضبط الزمن. وهكذا يبدأ اليوم الليترجي مع صلاة الغروب وينتهي عندها.
إن معنى التعابير الزمنية (مثل السنة والشهر والأسبوع والنهار واليوم والليل والدهر والآن...) التي تتكرّر في صلواتنا الطقسيّة يتعدّى حرفها. فهي كلها في علاقة وثيقة مع مجيء المسيح الثاني. وذلك أنّ المسيح يقدس الزمن والوقت والأبدية. "فهو هو أمسِ واليوم وإلى الدهور" (عب 13: 8). الأوقات والأزمنة وضعها الآب في سلطانه الخاص. لكن الإنسان يعيش سر المسيح وينال الخلاص في الزمن. و "كتاب الساعات" هو دليلنا إلى تاريخ الخلاص.
اللجنة الليترجيّة البطريركيّة.

 

 

كتاب المُعزّي (الأكتوئي


"
كتاب الألحان الثمانية" أو "كتاب الابتهال". أمّا اسمه الشائع شعبيأ فهو "المعزّي"، مع أن الطابع الغالب عليه هو الاستعطاف لا التعزية.
محتوياته: إن تلاوة كتاب المعزي  "ذي الألحان الثمانية" تستغرق فعلاً ثمانية أسابيع، وتكرّر مع دورة الألحان البيزنطيّة الجميلة على مدار السنة. فالكتاب هو إذًا من الخصائص المميّزة للطقس البيزنطيّ، إذ إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالألحان الثمانية شعريًّا وموميقيًا. كما أنه أصلاً مؤلّف بالشعر الموزون وفق قواعد القريض اليوناني.
الأناشيد الطقسيّة الشعريّة تشكّل موسوعة ضخمة ترجع إلى حقبٍ مختلفة، ويرقى أقدمها إلى القرن الخامس والسادس. وهي من إبداع القديس رومانس المنشد (+556) الذي اشتهر بوضع القطع الشعرية المعروفة باسم "القنداق" و"البيت"، ولعل نشيد "المدائح" (الأكاثستس) من وضعه أيضًا.
مؤلّفوه: ترتقي تسمية الكتاب بأكتوئيخُس (الألحان الثمانية) الى القرن التاسع. غير أن استعمالها لم يَعُمَّ إلا منذ القرن الثاني عشر. وكان أوّل ما وُضِعَ خدمة القيامة بالألحان الثمانية. وهي تُنسب في غالبيّتها إلى القديس يوحنا الدمشقي (+ 749). ثم تطوّر الكتاب تدريجيًّا فأضحى يشمل باقي الخِدم التي تُغطّي ثمانية أسابيع وتتناول التذكارات المخصّصة لكل يوم من أيام الأسبوع . فلا عجب، والحالة هذه، أن يكون ناظمو الصلوات الواردة في المعزّي كثيرين، وفي طليعتهم- كما قدّمنا- يوحنا الدمشقي الذي تُنسب اليه قوانين القيامة. أمّا قوانين الصليب ليوم الأحد- التي أسقطت في ما بعد- فهي من نظم القديس قُزما المنشئ (+760) رفيق القديس يوحنا الدمشقي، وقد نسك معه في دير القديس سابا، الذي يقع شرقي بيت المقدس، ثم أصبح أسقفًا على مدينة مايوما في لواء غزّة. وأمّا قوانين السّحَر لأيّام الأسبوع فهي من نظم "إيوسيف" أي القدّيس يوسف المنشئ (+ 883) الذي أ لّف جزءًا كبيرًا من خدمة الأشهر (الميناون). وأسهم أيضًا في تأليف هذه القوانين القديس ثيوفانيس المنشئ الذي يُدعى أيضًا المرنّم (+ 845) وهو من الكرك (الأردن حاليًا) ومن رهبان دير القدّيس سابا الآنف الذكر. وأما القوانين الثالوثيّة، أي المختصّة بتمجيد الثالوث القدّوس، والتي تُتلى في صلاة نصف الليل فهي من تأليف متروفانيس وثيوفانيس.
أناشيد المراقي تُعزى الى القديس ثيوذورُس المعترف الاستودي (+ 826) الذي يُنسب إليه أيضًا بعض القوانين. أما أناشيد الإرسال فهي، كما يرجَّح، من وضع الإمبواطور قسطنطين السابع المولود في البرفير (913-959). كما يُقال إن أناشيد القيامة التي تُرنّم في ختام صلاة السّحر هي من وضع الإمبواطور لاون
السادس الحكيم (818-913) والد الإمبراطور المذكور.
طبعات المعزّي
مخطوطات المعزّي كثيرة متشعبة ونصوصها لا تخلو من الاختلاف بحُكم التأثيرات المحلية وبعامل طُرُق استعمالها في الأديار والكاتدرائيات. صدرت الطبعة اليونانية الأولى في مدينة البندقية (إيطاليا) عام 1521،
ونشر دير غروتّا – فرّاتا، الإيطالي-اليوناني (القائم على مقربة من رومة)، طبعة علمية عام 1738. ثم ظهرت طبعة أخرى في البندقيّة عام 1897 وتبعتها طبعة في أثينا عام 1899. أما الطبعة اليونانية المعتمدة في ما تولّته كنيستنا من ترجمات، فصدرت في رومة سنة 1855. أمّا باللغة العربية فأصدرت مطبعة القبر المقدس في القدس الشريف أوّل طبعة عام 1908.
النص الحالي
قامت اللجنة الليترجيّة السينودسيّة لكنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة بترجمة  جزء كبير من المعزّي في الستينات مع بعض الاختصارات: فاكتفت بثلاث قطع في الغروب بدل ست في الأصل اليوناني. كما اكتفت بالتسبحة التاسعة من القانون.
واعتمدت اللجنة الليترجيّة البطريركيّة الحالية أعمال اللجنة السابقة وأجرت بعض التنقيحات حيث دعت الحاجة. وأثبتت القوانين الشعريّة كلها في صلاة السّحر  كما عرّبها الأب إفتيموس سكاف المخلصي. ولكنها اختصرت قطع كل تسبحة، فأصبحت ستًا بدل ثماني قطع أو عشر.
روحانيّة المعزّي
كتاب "الألحان الثمانية" هو أساس البنية الطقسيّة البيزنطيّة. إنه كتاب تقديس الأسبوع: فهو يؤلّف الدور الأسبوعي الذي يبدأ بالأحد وينتهي بالسبت ولكنّه مرتبط بالأحد، من هنا الرقم ثمانية. والعبارة اليوم الثامن، بالرغم من أنّه لا يوجد إلاّ سبعة أيام في العدد؛ يوم الرب، يوم القيامة، الفصح الأسبوعيّ الصغير.
فيوم الاثنين مكرّس لتكريم الملائكة. يذكّرنا هذا اليوم بالله الخالق كل شيء، بحراسة الملائكة للبشر وبدورهم في بشارة العذراء وفي التدبير الخلاصي عمومًا.
ويوم الثلاثاء مكرّس لتكريم يوحنا المعمدان "سابق الرب وصابغه". فيوحنا يمهّد الطريق لقدوم المخلّص وتجسّده. إنه نذير التوبة. الذي يُعِدّ طريق الرب والخلاص.
يوم الأربعاء يذكرنا بالمؤامرة على السيد المسيح. إنه مقدمة الآلام، ومكرّس لمريم والدة الإله وللصليب المكرّم.
يوم الخميس مكرّس لتكريم الرسل وخلفائهم الأساقفة القدّيسين، وينوب عنهم القديس الشعبي، الأسقف نيقولاوس. كما يذكرنا هذا اليوم بسرّ الافخارستيّا والعشاء السرّي والكهنوت والرسالة الكهنوتيّة التي تحمل بشرى الخلاص إلى المسكونة بأسرها، لأن الكنيسة رسوليّة وجامعة ومؤتمنة على التبشير بالإنجيل المقدّس.
يوم الجمعة هو يوم الآلام والصلب والفداء. ويذكرنا بآلام المسيح الخلاصيّة وآلامنا معه، على مثاله وعلى مثال أمنا مريم الواقفة عند الصليب. فالجمعة يوم آلام الخليقة كلها.
يوم السبت مكرّس لتكريم جميع القدّيسين والأبرار والنسّاك، ولتذكار الراقدين في الربّ. تقام ذكرى الراقدين مرتين في السنة: في السبتين الواقعين قبل الصوم الكبير وقبل العنصرة. بل السبوت كلّها مكرّسة لذكرى الراقدين إلاّ إذا وقع فيها عيد كبير. فالأموات يُكرّمون ويُذكرون يوم السبت، رمزًا الى الرقاد في المسيح ومع المسيح. لكي نقوم معه ونملك معه في نهار ملكه الذي لا مساء له.
يوم الأحد، يُعتبر يوم الخليقة الجديدة والحياة الجديدة في المسيح المخلّص القائم من بين الأموات والحيّ إلى الدهور.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com