عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

وكان الروح يقوده

يوم الجمعة تمام الأربعين: تجارب يسوع في البريّة : Lc 4,1-13

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (حوالى 340 - 397)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
تأمّل عن إنجيل القدّيس لوقا

"وكانُ الرُّوحُ يَقودُهُ في البرِّيَّة، أربعينَ يَومًا، وإبلِيسُ يُجَرِّبُهُ"

يجب أن نتذكّر كيف طُرِد آدم الأوّل من الفردوس إلى الصحراء، لكي تشدّ انتباهنا الطريقة التي عاد فيها "آدم الآخر" (1قور15: 45) من الصحراء إلى الفردوس. بالفعل، انظرْ كيف حُلّت عقدة الإدانة الأولى بالطريقة نفسها التي عقدت بها، وكيف أعيدت العطايا الإلهيّة على آثار الأوائل. أتى آدم من أرض عذراء، والمسيح أتى من العذراء؛ صُنِعَ الأوّل على صورة الله؛ أمّا الثاني، فهو صورة الله (قول1: 15). وُضع آدم فوق الحيوانات كلّها بدون سبب؛ أمّا المسيح، فوُضِع فوق الكائنات الحيّة كلّها. من امرأة أتت الحماقة، من العذراء أتت الحكمة؛ أتى الموت من شجرة، أمّا الحياة فأتت عبر الصليب. عُرِّي آدم من اللباس الروحي، فخاط لنفسه لباسًا من ورق الشجر؛ وعُرِّي المسيح من ملابس هذا العالم، فلم يعد يتمنّى لباسًا ماديًّا (يو19: 23).
طُرِد آدم إلى الصحراء، وأتى المسيح من الصحراء؛ لأنّه عرف أين يجد المُدان الذي سيعيده إلى الفردوس، مخلَّصًا من خطيئته... ذاك الذي ضلّ الطريق الذي كان يسلكه في الفردوس بغياب المرشد، كيف كان ليجد طريقه في الصحراء بدون مرشد؟ هناك، التجارب عديدة، والمجهود نحو الفضيلة صعب، وسهل هو الوقوع في الخطيئة... لنتبع إذًا المسيح، بحسب ما كتب: "وراء الربّ إلهكم تسيرون وإيّاه تتّقون، ووصاياه تحفظون، ولصوته تسمعون، وإيّاه تعبدون وبه تتعلّقون" (تث13: 5). لنتبع إذاً آثاره، فنتمكّن من العودة من الصحراء إلى الفردوس.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com