الأربعاء الخامس من الزمن الأربعينيّ : Jn 8,31-42

تعليق على الإنجيل
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
بحث عن القدّيس يوحنّا الإنجيلي

"تعرِفونَ الحقّ، والحقّ يُحرِّرُكم"

"والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ لى الأبَد"، البيتُ هو الكنيسة والعبدُ هو الخاطئ. كثيرونَ يدخلونَ إلى البيت، وهم من الخاطئين. لذا، لم يقُلْ يسوع المسيح "إنّ العبد ليس"، بل "إنّ العبد لا يُقيمُ" في البيت... لكنّه أضافَ قائلاً: "بَلِ الابْنُ يُقيمُ إلى الأبَد". إذًا، هل سيبقى يسوع المسيح وحدُه في بيته؟... قال يسوع المسيح: "مَنْ يُخطئ يكون عَبدًا للخَطيئَةِ. والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ إلى الأبَدِ". إذًا، أين هو رجاؤنا، نحن الخاطئين؟
أصغِ جيّدًا، ها هو رجاؤنا: "بَلِ الابنُ يُقيمُ إلى الأبَدِ. فإذا حَرَّرَكُمْ الابْنُ، صِرتُم بالحقِيقةِ أحرارًا". نعم يا إخوتي، هذا هو رجاؤنا: أن نتَحرَّرَ على يد الإنسان الحرّ. وأن نتَحرَّرَ من أجل الخدمة. لقد كنّا عبيدًا لأنانيّتِنا... حينَ تَحرَّرنا، أصبحنا خُدّامًا للمحبّة. وقد علّمنا الرسول ذلك حين قال: "فأنتُم يا إخوَتي، قد دُعيتُم إلى الحريّة، بشرطٍ واحدٍ وهو ألاّ تجعَلوا هذه الحريّةَ فرصةً للجَسَدِ، بَل بفضل المحبّة اخدُموا بَعضُكُمْ بَعضًا" (غل5: 13 ). لا يمكن للمسيحي أن يقول: "لقد أصبحْتُ حرًّا وقد دُعيتُ إلى الحريّة. في الماضي، كنتُ عبدًا لكنّني افتُديتُ ولم أعُد مُكبَّلاً بأيّ قيود، وأصبحَ بإمكاني أن أفعلَ ما أشاء. فلا يَعتَرِضني أحد لأنّني حرّ!". كلاّ. إذا ارتكَبَتْ إرادتك الخطيئة، فأنتَ عبدٌ للخطيئة. فلا تَستغِلَّ حريّتك لتَرتكبَ الخطيئة تلو الأخرى؛ بل استخدِمَها لتَمتَنع عن ارتكاب الخطيئة. ولن تكونَ إرادتك حرَّة إلاّ إذا ألهَمَتها الرحمة. ستصبحُ حرًّا حين تَخدُم.