عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

انا باق معكم وقتا طويلا

الاثنين من أسبوع الشعانين : Jn 7,32-36

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 50

"أنا باقٍ معكم وقتًا قليلاً"

قال لهم يسوع: "أنا باقٍ معكم وقتًا قليلاً". تُعبِّر هذه الكلمات عن تواضع عميق، وكأنّه يقول لهم: "لماذا تتسرّعون في قتلي؟ انتَظروا قليلاً بعد. بذلك، كان يُهدّىء من غضب الأكثر جرأة، ويلفت انتباه أفراد الشعب الذين كانوا يرغبون في سماع كلامه، من خلال إخبارهم أنّه ما زال أمامهم القليل من الوقت للإستفادة من تعاليمه. لاحِظوا أنّه لم يقلْ "أنا"، بل "أنا باقٍ معكم" أي أنّه بالرغم من اضطهادِكم لي، لن أتوقّف عن الإهتمام بمصالحِكم وعن إعطائكم التعاليم التي بها تستطيعونَ الوصول إلى الخلاص. كما أنّ الكلمات التي أضافَها "ثمّ أذهَبُ إلى الذي أرسَلَني"، كانت كافية لإثارة مخاوفهم. فهو ذاهبٌ إلى أبيه، وكأنّه ذاهبُ لإتّهامهم: فمن خلال إهانَتِهم المُرسَل، لا شكّ أنّهم كانوا يهينون الذي أرسَلَه. "ثمّ أذهبُ إلى الذي أرسَلَني"، أي أنّني سأصعد إلى أبي الذي طلبَ منّي أن أتجسّد من أجل خلاصكم.
ثمّ أعلَمَهم بأنّهم سيحتاجون إليه حين أضافَ قائلاً: "ستَطلُبوني فلا تَجدوني". لم يرِدْ المخلِّص أن نعتقد أنّه سيخرج من هذا العالم بالموت، وفقًا للقواعد العاديّة، فأضافَ قائلاً: "حيثُ أكونُ أنا لا تستَطعونَ أنتم أن تَأتوا". لو بقيَ في أحشاء الموت، لاستطاعوا أن يلحقوا به إلى هناك، لأنّنا سنُواجه جميعًا هذه النهاية. من خلال هذا الكلام، أرادَ يسوع أن يَجذُبهم إليه. الوقت القصير الذي كان سيُمضيه معهم، ورغبتهم برؤيته مجدّدًا بعد أن يغادرَ هذا العالم، وعدم تمكّنهم من لقائه مجدّدًا؛ كانت هذه الأسباب كلّها كافية لإقناعهم بالمجيء إليه. وحين قالَ لهم: "ثمّ أذهبُ إلى الذي أرسَلَني"، أرادَ أن يُفهمَهم بأنّه لا يخشى مكايدهم وبأنّ آلامه طوعيّة تمامًا.  

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com