|
السادة الأساقفة الأجلاّء
الكهنة والرهبان والإخوة الكرام
الراهبات الفاضلات، الأخوات والإخوة في المسيح:
يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس ( 1 كور 3 / 5 – 9 )
" فمن هو أبلّوس؟ ومن هو بولس؟ هما خادمان بهما اهتديتم إلى الإيمان على قّدْر ما أعطاهما الرّبّ. أنا غرست وأبلّوس سقى، ولكنّ الله هو الذي كان يُنمي. فلا الغارس له شأن ولا السّاقي، بل الشّأن لله الذي يُنمي، فلا فرق بين الغارس والسّاقي ... فنحنُ شركاءُ في العمل مع الله، وأنتم حقلُ الله والبناء الذي يبنيه الله."
ما أريد أن أقوله أنّ " مركز الدّروس اللاّهوتيّة المعمّقة " ليس عملاً جديدًا، بل هو استمرار لِما سبَقَ؛ وبنعمةِ الله، وضع الأساس كبانٍ ماهر، أقصد به الأب بسّام آشجي الصديق الحبيب. من خلاله ألقَى الله البذرةَ الطيبة، بذرةَ دراسةِ الوثائق المجمعيّة ( المجمع الفاتيكاني الثاني )؛ والبذرةُ تلقَّتها أرضٌ فيها مراعٍ خصْبة ومياهُ راحة؛ أقصد بها " جمعيّة التّعليم المسيحي " الرائدة في الاستمرار والثبات والتعمّق في نقل الإيمان الصحيح لأبناءِ الكنيسة وأطفالِها. ومع الأب بسّام سَقى الأب بيير مصري الأخُ الطيب، سقى هذه البذرةَ فنبتَتْ، ومع آخرين من الكهنةِ والعلمانيين، أذكر منهم خصوصاً، وبصلاةِ الرحمةِ عليه، فقيدَنا الغالي الأب فكتور شلحت؛ نبتت وأصبحت عشبًا أخضرًا وسنابلَ قمحٍ وقد امتلأت حليبًا لتنضجَ وتُطحنَ وتُقرّبَ قربانًا على مذبح الله السّري،" أقصدُ به كنيسةَ المسيح في عالم اليوم."
صلاتُنا اليوم، صلاة شكرٍ لله على ما بَلغنا من البناء؛ آخرون وضعوا الأساس ونحن سنبني عليه. وعلى كلّ واحدٍ منّا أن ينتبه كيفَ يبنيَ.
مَعكم أشكرُ الله، على ما وهبنا من نِعمه:
1 - نعمة المشورة الصالحة، من سيادة المطران أنطوان أودو جزيل الاحترام، رئيس هذا المركز، ومن خلال شخصه، شكرٌ لمجلس المطارنة الكاثوليك، على ثقتهم ودعمهم لمسيرة هذا المركز.
2 - نعمة الإشراف الخيّر، لجمعيّة التَّعليم المسيحيّ التي لم ولن تبخل على المركز بأيّ نُصح أو دعم لوجستيّ، بكلِّ التعاون الطيّب من مرشد الجمعيّة الأب سامي حلاّق اليسوعيّ المحترم ومن خلال شخصه كلّ جمعيّة التَّعليم المسيحيّ أسقفًا ورئيسًا وإدارة وأعضاء، فما أطيبَ أن يجتمعَ الأخوة معًا للعملِ سويّة في حقل الله.
3 - نعمة الاستقبال وغمرةِ المحبةِ، لإدارة كنيسة وأخويّة سيدة السّلام، النادي الكاثوليكي سابقًا، ورئيسها الذي لي وللمركز الفرح والغنيمة بالتعاون معه، أقصد به الأستاذ بولص مكربنة المحترم
4 - نعمة المعونة الدائمة، لفريق العمل الذي يدرس ويخطّط وينفّذ ويُتابع مسيرة هذا المركز بكل غيرة رسوليّة برئاسة وبركة المطران أنطوان أودو جزيل الاحترام. أذكر فريق العمل لنتعرَّف عليه:
· الأب سامي حلاّق اليسوعيّ المرشد التربويّ لجمعيّة التَّعليم المسيحيّ.
· السيد يوسف مشاطي، يُنسّق ويُتابع العمل مع السادة المطارنة والكهنة والدكاترة والأساتذة في الهيئة التدريسيّة للمركز.
· الآنسة كلود كعدة، منسّقة شؤون الطلاب وكلّ ما يتعلق بالمواد الدراسيّة والرزنامة الدراسيّة والامتحانات وما إليها.
· الآنسة دوللي كبابة، القائمة على أعمال أمانة سرّ المركز، من مراسلات ومطبوعات وأمالي جامعيّة، وإدارة أعمال المحاسبة وما إليها.
· السيد نعوم جاموس، مسؤول قسم التخطيط والدراسة، متابعًا سير المركز وفق الخطط المرسومة لهدف واضح ومباشر.
5 - نعمة الدعم والمساندة، لكل الأشخاص الذين ساهموا بوقتهم وجهدهم وتعبهم وعملهم في تهيئة المقرّ؛ أذكر بصلاتي عمّال: الكهرباء والصحيّة والتدفئة والنجارة والدهان والأثاث والنقل والصوت والتنظيفات العامة ... الخ. أشكر خصوصاً أخويّة سيدة الانتقال/ كشاف السريان الكاثوليك / لكل دعم وسند أفرادًا وجماعة؛ تلبيتُهم طيّبة، حلوة وفرِحة.
6 - نعمة المؤازرة لكل عملٍ صالح وخيّرٍ، التي نلقاها في مدينتنا حلب من رؤسائها الروحيين وكهنتها ورهبانها وراهباتها ومكرّسيها وأبناء الكنيسة المقدّسة، وحضوركم معنا اليوم دليلُ محبّةٍ على ذلك. شُكرًا لكم جميعًا.
7 - نعمة الصفح لكل مَن كان من واجبي ذكره وسهوت عنه دون قصد.
وأختم بالعودة إلى القديس بولس فأقولُ معهُ:
" كلُّ شيء لكم، وأمّا أنتم فللمسيح، والمسيحُ لله." ( 1 كور 3/ 22-23)
سلام المسيح معكم، اذكرونا بصلاتكم |
