عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

آراء ارثوذكسية_ شكرا لقدس الاب الياس خوري الموقّر

آراء أرثوذكسية في الكنيسة

مجموعة من المؤلفين { 7 }

الكنيسة

للأب سرج بولغاكوف

 

 

طابع الأرثوذكسية الصوفي (Mystique)

ومن خصائص الكنيسة الأرثوذكسية من حيث (المضمون) تنبيهها إلى إظهار (وقتية خيرات هذا العالم وزوالها) بقصد توجيه أبصار المؤمنين إلى الحياة الأبدية.

ومثل هذا يقال في حفظها – المتصل بهذا التعليم – للفكرة الأخروية (Eschatologie) بصورة نشأتها الأولى. فإذا وضعنا هذا إلى جانب إلحاح كنيستنا في تعليمها عن تأليه الإنسان في المسيح, نجد أنها تلوّن عبادتها وكل ما يتعلق بالإفصاح عن تقواها من الشعائر والطقوس بلون تقشفي صوفي. بيد أن هذه النزعة في الأرثوذكسية, التي هي حقيقة لا ريب فيها, لا تبرز بأي حال اعتبارها, في نظر اللاهوتيين الأجانب, إنها مساوية لتلك النزعة الزهدية المغالية, التي تدفع إلى عدم الاكتراث بأمور هذا العالم وبالعلم والحضارة بنوع أخص, ولا تبرز أيضاً زعمهم الخاطئ القائل بأن هذه الميزة في الأرثوذكسية كانت السبب الرئيسي في خلوها من نشاط اجتماعي على شيء من النمو.

كل هذه المزاعم تكشف عن عجز في تفسير الحقيقة تفسيراً صحيحاً, ينطوي على جهل لتاريخ كنيستنا. فإن إلحاح كنيستنا في توجيه الأبصار نحو العالم الآخر والحياة الخالدة, وطابعها العالي على العالم, يتفق والمسيحية الأولى منذ نشأتها. وللدلالة على ذلك, نكتفي بذكر بعض فقرات من العهد الجديد والأدب المسيحي القديم. قال الرب: (لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض... بل اكنزوا لكم كنزاً في السماء... حيث يكون كنزك فهناك قلبك) (متى 19:6- 21). وقال الرسول بولس: (فإن سيرتنا نحن هي في السموات) (فيليبي 20:3). وفي الرسالة إلى العبرانيين: (لأنه ليس لنا هنا مدينة باقية, لكننا نطلب الآتية) (عبرانيين14:13). وقد ورد في الرسالة إلى ذيوغنيتوس هذه الأقوال النموذجية: (إن المسيحيين يقطنون في أوطان لهم, ولكن كنزلاء, فهم يشاركون الجميع, كمواطنين, ويتحملون كل شيء كغرباء. وكل وطن غريب هو لهم, وكل وطن لهم هو غريب عنهم) (الرسالة إلى ذيوغنيتوس 5:5).

ويتصل أيضاً بما ذكر, الطابع التقشفي الصوفي, الذي يسود الكنيسة القديمة منذ تأسيسها, وتعود أصوله إلى أسفار العهد الجديد. فقد قال الرب يسوع: (يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات) (متى12:19). وقال الرسول بولس: (إنس أقمع جسدي واستعبده) (كورنثوس الأولى 27:9). ونراه يفضل البتولية على الزواج (كورنثوس الأولى 7). ونرى الكنيسة القديمة تكره الزواج الثاني, ونراها تدخل الصوم فيها من عهد باكر جداً الخ...

أما الطابع الصوفي, الذي تشارك فيه كنيستنا الأرثوذكسية الكنيسة القديمة, فنكتفي بأن ننبه القارئ إلى رسائل الرسول بولس في هذا الموضوع, وإلى رسالته إلى أهل فيليبي بنوع خاص, وغير هذا. فإن الروح الصوفية تسود أسفار العهد الجديد كلها.

ويمكن أن يلاحظ زيادة على هذا, أن الطابع الصوفي الأسراري الذي لم يصدّ الكنيسة القديمة عن نشاطها الاجتماعي المعروف والمجهول وعن خدماتها القيّمة للعلم والمدنية, لم يعق أيضاً الكنيسة الأرثوذكسية عن النشاط. فقد قدّمت لشعوبها إلى جانب خدماتها الدينية العظيمة, خدمات اجتماعية وتمدينية وقومية جليلة, لا يمكن حصرها وتقديرها, ولهذا يسميها شعوبها بحق (أمّاً) لهم.

الأرثوذكسية كنيسة الاكليروس والعلمانيين

ومن مبادئ كنيستنا الأرثوذكسية الأساسية, وخصائصها الرئيسية, من حيث (المضمون), مبدأ الاعتراف بما يخص العلمانيين في الحياة الكنسية كلها من حقوق. وهي تأخذ بهذا المبدأ بدون أن تنقص من امتياز مركز الاكليروس في جسم الكنيسة, ومركز الأساقفة فيها بنوع خاص, فتحتفظ بالطابع الأسقفي الذي ورثته عن كنيسة القرن الأول. وهنا يجدر بنا التنبيه إلى أن الشعب الأرثوذكسي كله يُعتبر بأنه هو المحافظ على وديعة الإيمان الأرثوذكسي. وقد ورد في منشور بطاركة الشرق الأرثوذكسيين سنة 1848: (إن حافظ الأرثوذكسية هو جسم الكنيسة, أي إنه الشعب الأرثوذكسي). وعلى هذا فالشعب كله هو جسم الكنيسة, وصوت هذا الجسم أو لسانه هو هيئة الكهنوت.

ويؤيد عادةً كثيرون من اللاهوتيين الروس والسلافيين بتأثير خومياكوف القول بأن السلطة العليا في الأرثوذكسية هي الكنيسة جمعاء. وفي الحق أن هذا الزعم ليس خاطئاً ما دام جسم الكنيسة بمجموعه في الأرثوذكسية يُعتبر معصوماً عن الخطأ. على أنه منعاً من حدوث اختلاف في التفسير أو بلبلة في فهم المقصود من هذا, كان يجب أن يقال بطريقة أصحّ, إن السلطة العليا في نظر الكنيسة الأرثوذكسية هي المجامع المسكونية ويجب الاعتراف بها كذلك أولاً من جانب وجدان الكنيسة كلها لتعتبر مجامع مسكونية. {في هذا ما يفسر عدم اعتبار بعض المجامع الكنسية العامة التي عُقدت مثل مجمع فلورنسا, مجامع مسكونية في نظر كنيستنا, وذلك لأن الملء الكنسي لم يعترف بها كذلك} فالمحك أو الحكم الخارجي الذي يُعدّ بموجبه المجمع مسكونياً, هو اعتراف الكنيسة بمجموعها, بقراراته, وبناء على هذا تكون الكنيسة بكامل جسمها في الأرثوذكسية هي السلطة الوحيدة المعصومة.

ويحتل العلمانيون, من وجهة النظر الأرثوذكسية, جزءاً جوهرياً في جسم الكنيسة ويتضح هذا من مركزهم في العبادة. فإنه لا يمكن أن تقام خدمة القداس الإلهي أو الأسرار الأخرى المقدسة في غياب العلمانيين {هذا دليل على أن فكرة (الكهنوت الملوكي) الواردة في العهد الجديد, والتي ظهرت دائماً بوضوح في الكنيسة القديمة (ترتليانوس, يوحنا,الذهبي الفم, أوغسطين وغيرهم) لم تصبح غريبة عن روح الكنيسة الأرثوذكسية, ونرى أن مركز العلمانيين في علم اللاهوت الأرثوذكسي يرجع إلى هذا أيضاً}.

وفي حالة انتخاب الاكليريكيين وفي إدارة الكنائس, يجب أن يقوم العلمانيون بدور هام, طبقاً لمبادئ الكنيسة الأرثوذكسية وتقليدها القديم كما كان في الكنيسة القديمة.

وغير هذا فإنه من المعلوم أن العلمانيين كانوا قسماً جوهرياً في الكنيسة القديمة منذ تأسيسها, في كل نواحي الحياة الكنسية وفي الإدارة الكنسية عينها أيضاً, منذ انعقاد المجمع الرسولي (أعمال الرسل2:15). ولقد اشترك كثير من العلمانيين في المجمع المسكوني الأول وفيما تلا ذلك من مجامع (أنظر كتاب افسابيوس في ترجمة قسطنطين ص 3 وكتاب سوزومينوس في تاريخ الكنيسة ص 17:1 الخ). ومن الآثار الباقية في كنيستنا التي تدلّ على اشتراك العلمانيين في انتخاب الاكليروس طبقاً لتعليم الكنيسة الأرثوذكسية, عادة تعبير الشعب عن رأيه في ساعة رسامة الاكليروس بهتاف كلمة (مستحق) (Axios) للدلالة على رضاه عن انتخابهم.

الأرثوذكسية والنظام المجمعي

وهناك أخيراً مبدأ أساسي وخاصة جوهرية لكنيستنا الأرثوذكسية هو النظام المجمعي في إدارة الكنيسة في أقسامها الجزئية وفي مجموعها أيضاً. وهذا النظام ورثته كنيستنا أيضاً عن الكنيسة القديمة, ولا يجوز لها أن تحيد عنه مهما كانت الأسباب! إن السلطة الإدارية العليا الرسمية في كل كنيسة أرثوذكسية هي المجمع منذ القدم حتى اليوم.

الخلاصة

هذه هي المبادئ الأساسية, والخصائص الجوهرية لكنيستنا الأرثوذكسية. ولم نضع بينها (النزعة القومية والعنصرية) ولا (عبادة الطقوس والتمسك الشكلي بها). فإن هاتين الظاهرتين هما انحراف عن الروح المسيحي الأرثوذكسي الصحيح يحمل بسببها عادة على الأرثوذكسية كثيرون من غير أبنائها. غير أن هاتين الظاهرتين لا تمتّان إلى جوهر الأرثوذكسية بسبب.

مما سبق ذكره في هذا البحث يتبيَّن أن تاريخ كنيستنا الأرثوذكسية الطويل الحافل بأحداث الزمن لم يتركها بدون أن تتسرب إليها مؤثرات خارجية. ولكن هذه الكنيسة قد حفظت كالفلك في أحضانها مبادئ الكنيسة القديمة الأساسية وخصائصها الرئيسية سليمة غير محرّفة. وحافظت أيضاً على كل كنز تقليد الكنيسة القديمة الشريف العظيم الذي لا يثمّن. وبهذا حق لها أن تحمل لقب (الأرثوذكسية) الشريف بجدارة واستحقاق.

هل مِن لُزوم للكنيسة

للمطران جورج خضر

هذا المقال هو نص محاضرة ألقاها سيادته في حمص السنة الـ1979.

لماذا يطرح هذا السؤال: هل من لزوم للكنيسة ؟

ماذا يقول الناس ؟

في ذهني صدى لكل ما يتردد في أذهان الناس, بعد أن جاءت موجات كثيرة إلى بلادنا مناهضة لطبيعة الكنيسة وماهيتها وحاجبة لهذا السر العظيم الذي يسمَّى الكنيسة. ولعل في طبيعة إنسان بلادنا شيئاً من الفردية بحيث يستغني عن الآخرين بسهولة, وهذا طبعاً جاء عند من أرَّخ في هذه المنطقة من العالم. الإنسان في هذا المشرق فردي. قد يريد التجمع والتكتل ولكنه, تاريخياً, ليس إنساناً متعاوناً. قد يحشر الإنسان مع الإنسان. قد يتراكم الناسٍ, ولكن التراكم لا ينشئ تعاضداً ولا ينشئ بالضرورة روحاً جماعية. ومن ذكر اسم الكنيسة يجيء على باله فكرة الشراكة والتآزر. إنسان بلادنا, إذاً أثار السؤال. ثم الموجات الفردية التي ظهرت عندنا في القرن التاسع عشر, وجعلت الناس ببساطة يتهامسون: لماذا أذهب إلى الكنيسة ؟ لماذا كل هذا الشيء المسمى كنيسة ؟ لِمَ لا أصلّي أنا وحدي إلى الله وحده ؟ لِمَ لا أقبع في بيتي وأختلي إلى الله, إذ أستطيع أن أقرأ كتاب الله وأتفرّد به ؟ لماذا كل هذا المشروع المسمّى الكنيسة المسيحية ؟

+ ادارة الموقع والجمعية تشكر قدس الاب الموقر الياس خوري لارساله هذه المادة لمنفعة المؤمن، فليباركه الرب بشفاعة والدة الاله.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com