عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

الصوم في المفهوم المسيحي _قدس الاب ا.د.لويس حزبون

الصوم في المفهوم المسيحي على ضوء الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة

قدس الاب _ا. د. لويس حزبون

تتمة

3)  في أي وقت كان يصوم المؤمن ؟

  في العهد القديم نجد أن وقت الصيام كان في أيام مختلفة حسب الظروف منها:

(أ‌)   يوم الكفارة:هو اليوم الوحيد الذي أمرت الشريعة بالصوم فيه. وهو اليوم العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري وكل ما هو مطلوب : تذليل النفوس , والامتناع عن كل عمل , وهو يوم عطلة مقدسة , يصومون فيه ويقدمون قربانا للرب. (لاوي 16/29-34 وعدد 29/7).

(ب‌)  وقت الشدة: كان اليهود يصومون في أوقات أخرى لم تأمر الشريعة بها وهي:

·                 وقت الاستعداد لملاقاة الله: كما حدث مع موسى (خروج 34/28) ومع دانيال (9/3).

·                في زمن الحرب أو التهديد بالحرب: (قضاة 20/26).

·                 وقت المرض: صام داود عندما مرض ابنه (2 صموئيل 12/16).

·                وقت النوح: صام داود سبعة أيام من أجل مقتل شاول (1 صموئيل 31/13).

·        وقت الندم والتوبة: كانت المصائب تعتبر دليلا على غضب الله ، فكان الندم والتوبة وسيلة الخلاص منها. صام أخاب واتضع أمام الله عندما أنذره إيليا بالمصير الذي ينتظره لقتله نابوت اليزعيلي(1 ملوك 21/27).

·                وقت الخطر الدائم: نادى عزرا بصوم ليطلب رعاية الرب له وللشعب الراجع من بابل إلى وطنه (عزرا 8/21).

·        في ذكرى الكوارث: اليوم 10 من الشهر الخامس الذي فيه احرق الهيكل(ارميا 52/12). واليوم العاشر من الشهر العاشر الذي بدأ فيه البابليون حصار أورشليم (2ملوك25/1).

·                زمن الأزمات : يحدث الصوم حالة دمار البلاد ...  (يوئيل 14:1 ). 

                        أما في العهد الجديد فنجد مناسبتين يطلب الله فيها الصيام:

   ا)  لطرد الشياطين: هناك شياطين لا تخرج إلا بالصلاة والصوم. ويشير الصوم هنا كمؤشر للإيمان (متى 17/21  ومرقس 9/29). وعلى هذا المبدأ سار المسيح الذي صام السيد أربعين يوما وحارب بعدها الشيطان وجابهه، وعلى خطاه سار الرسل وآباء الكنيسة  فيقول على سبيل المثال القديس باسيليوس: "الصوم يهدئ النفس، ينقي الفكر، يبعد الشياطين ويطردهم بعيدا و"يقرّب الإنسان إلى الله."   كما اتبع هذه الطريق القديسون ، ونذكر منهم القديس جان ماري فيانيه شفيع الكهنة، الذي اعتمد على الصوم والصلاة لطرد الشيطان:" سأقهرك، أيها الشيطان الخطّاف، بنعمته تعالى".

ب) للقيام برسالة الدعوى: عندما قال الروح القدس للتلاميذ في أنطاكية :" أَفرِدوا بَرْنابا وشاوُلَ للعَمَلِ الَّذي دَعَوتُهما إِليه .فصاموا وصلَّوا "(أعمال الرسل 13/1-3).

4) ما هي مدة الصوم حسب الكتاب المقدس؟

في العهد القديم  كان الصوم عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها (قضاة 20/26 ، إذ صموئيل 14/24) وربما كان لليلة واحدة (دانيال 6/18)  واستمر صوم استير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً( استر 4/16 ) وصام أهل يابش جلعاد سبعة أيام لموت شاول ( 1 صموئيل 13/13 ) وصام داود سبعة أيام عند مرض ابنه (2 صموئيل 12/16-18). وقد صام موسى أربعين يوماً (خروج 34/28، ثتنية الاشتراع 9/9) وكذلك صام إيليا( 1ملوك 19/8). ويدل رقم "أربعين" وهو عمر جيل بكامله على فترة زمنية طويلة لا تعرف مدتها معرفة دقيقة. يرجح أن هذه المدة تشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل أو إلى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية (عدد14/34) والتي تشير إلى مسيرة إيليا أربعين يوماً (1ملوك19/8).

وأما في العهد الجديد فكان الفريسيون يصومون يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع بدافع من تقواهم الخاصة (لوقا 2/37، 18/9-12). الخميس هو يوم ذهاب موسى النبي للجبل لاستقبال الوحي الالهى ، والاثنين هو اليوم الذي عاد فيه من الجبل. 

 وأما كرنيليوس فكان صائماً لمدة أربعة أيام عندما ظهر له الملاك (أعمال الرسل 10/1-3). وصام الرجال الذين مع بولس في السفينة مدة أربعة عشر يوماً (أعمال الرسل 27/33). وأما الأرملة حنّة فكانت تواظب ليل نهار على الصلاة والصوم "لا تُفارقُ الهيكلَ، مُتعبِّدةً بالصوم والصلاة ليلَ نهار" (لوقا 2:37). وصام يسوع أربعين يوماً ليفتتح رسالته بفعل تسليم لأبيه بثقة كاملة (متى 4/1-4). إن هذه الأربعين يومأً هي أيام مسيرتنا الجماعية إلى ليلة الفصح المقدسة، إنها تمثل صعود يسوع إلى أورشليم. إنها تمثل طول الطريق التي تبعدنا عن الله، وسلوكنا لدرب العودة والرجوع وملاقاة الله ومصالحته في عيد الفصح. "فلا نترك الفصح يمرّ من غير أن ندخل في حقيقته وفي مطالبه" كما وصانا قداسة البابا بولس السادس( 10 نيسان 1968).   

5) ما هو دور الكنيسة في شريعة الصوم ؟

  رسم السيد المسيح لنا الخطوط الرئيسية للصوم، غير أن لم يحدد أياما للصيام , ولا ساعة لبداية الصوم كما لم يحدد لهذا الصيام التزامات أو ممنوعات أو مباحات, إنما أنهى عن الصوم الشكلي والظاهري، تاركا التفاصيل للكنيسة لتبتّ فيها، ولتفسر للمؤمنين كيفية الصوم بحسب البيئة والظروف، وبما تراه مناسبا لتحقيق مفهوم وهدف الصوم.    

 فوضعت الكنيسة قوانين للصيام. وغايتها أن تكفل للمؤمنين الحد الأدنى الذي لا بد منه في روح الصلاة وفي الجهد الأخلاقي كي يتحد الجميع في ممارسة مشتركة لأعمال الصوم والانقطاع للكفر بذواتهم والنمو ونمو في محبة الله والقريب.

 فهناك صيام واجب وصيام مستحب. الصيام الواجب هو ما جاء في الوصية الرابعة من وصايا الكنيسة: "انقطع عن أكل اللحم وصم الصوم في الأيام التي تقرّها الكنيسة" (التعليم المسيحي رقم 2043) .  يقوم الصوم بالاقتصار على وجبة واحدة في النهار، مع تناول شيء من الطعام صباحاًً ومساء، وفقاً للعادات المحلية الموافق عليها، من حيث النوع والكمية ( منشور : توبوا، البابا بولس السادس القسم 3: 3: 2). والانقطاع يعني الامتناع عن "الزفر". والزفر هو عندنا اللحوم ومشتقاتها. (كتاب التعليمات ، 23).

 ويحافظ على الصوم والانقطاع معاً يومي: أربعاء الرماد والجمعة العظيمة في ذكرى آلام ربنا يسوع المسيح وموته (منشور: توبوا البابا بولس السادس القسم 3:3:2) . وتلزم فريضة الانقطاع وحدها كل يوم جمعة مدة الصوم الأربعيني الذي يمتد من أربعاء الرماد إلى ما قبل عشاء الرب. وقد جرت العادة أن يوضع الرماد على الرؤوس في أربعاء الرماد  وفقاً لما عهده العهد القديم (ايوب 42: 6، المراثي 2: 1) دلالة على التوبة والحداد، كما تدل هذه الإشارة على حالة الإنسان الخاطئ الذي يقرّ بذنبه بين يدي الله بطريقة ظاهرة وبها يعرب عن عزمه الباطن على الرجوع لله راجياً منه تعالى أن يكون به رؤوفا رحيماً .   

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com