عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

الصوم في المفهوم المسيحي قدس الاب ا. د.لويس حزبون

الصوم في المفهوم المسيحي على ضوء الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة

قدس الاب _ا. د. لويس حزبون

تتمة

1.                  الذات:

 للصوم وجهان جسدي وروحي. فالوجه الجسدي  للصوم هو يعرض الإنسان ذاته عن العواطف المنحرفة ويكبح الرذائل وسيما كبرياءه  ويُمكّنه من التسلط على غرائزه من حرية القلب ومغريات العالم  كيتجدد روحاً ونفساً ويتعلق قلبه بالله.  لذا فالصوم لا يقوم على الفم فحسب، وإنما العين والأذن والقدمين واليدين وكل أعضاء الجسم، ولا يقوم على التبدل الذي طرأ على طعامنا فقط بل على قلبنا.  فمن يستطيع أن يسيطر على الأشياء المسموحة يستطيع أن يسيطر على الأشياء الممنوعة. فالصوم يتطلب جهد يقوم بقهر الإنسان لذاته، بغية التقرب من الله ومن البشر، إذ أن" الرُّوحُ مُندَفع وأَمَّا الجَسدُ فضَعيف (متى 26: 41)   أما الوجه الروحي للصوم  فهو الامتناع عن الخطيئة ، هو موقف القلب، القلب المتواضع التائب ، الرحيم ، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقة مع الله. كما يقول يوئيل النبي " مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وأرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة ونادِمٌ على الشَّرّ" (يوئيل 2/13). الصوم هو عدم تفكير الإنسان بالشر في قلبه. (زكريا 7/1-14)، هذا القلب المجروح بالخطيئة الميّال إلى الشر والأنانية. (مز51/7)   فهو زمن التوبة والعودة إلى الذات بالتقشّف، وفقاً لأول كملة تفوّه بها يسوع بعد صومه الأربعيني:" فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة " (مرقس 1 :15 ).  والتوبة باللفظة اليوناينة (متانويا) μετανοια  تعني تغيير العقلية وباللفظة العبرية (شوف) שוב تعني الرجوع، إنها ترمي إلى مراجعة الذات ، إلى التجديد والتغيير والتطوير في الشعور والحكم والحياة، إلى هجر الإنسان العتيق ولبس الجديد، إلى الانتقال من الحياة القديمة والعودة إلى الشباب المتجدد. ويقول القديس يوحنا السلمي في كتابه "السلم الى السماء" الصوم هو كبح رغبات الجسد وابتعاد عن الأفكار الشريرة وتحرر من التخيلات المذنبة،  هو طهارة الصلاة، نور للنفس ويقظة العقل والقلب معا. فهو انتظار الرب ، هو فتح القلب وتحرره من كل شيء يمكن أن يعرقل هبة فصح المسيح  

2.                  الله:

الصوم ليس هدفا بحد ذاته، وإنما وسيلة للوصول إلى الهدف، إلى الله، " خُبزُ الحَياة" (يوحنا 5: 48). لذا لا يمكن أن ينفصل الصوم عن ذكر الرب المحرك الأساسي له . إننا بصومنا نتجه نحو الرب بانفتاح جذري الذي ننتظر منه كل شيء (دانيال 9/3) . فمقومات الصوم الأربعيني هي الرجوع إلى الله وطلب رحمته بكل لجاجة من خلال أعمال التوبة والصلاة والصدقة، وبالطبع هناك أعمال روحية ذات صلة بهذا المثلث وهي الاهتداء، المصالحة  الغفران، محبة القريب، والابتعاد عن الكراهية والحقد والانتقام...

 فنحن بالصيام نعبر أن الله هو مصدر الحياة والعيش وليس الخبز واللحم. " مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان".. فالله هو مصدر وجودنا فعلينا أن نكون مستعدين أن نفرغ حياتنا لكي نمتلئ منه تعالى. لنصم جميعا متحدين بالرب ولنشبع أنفسنا منه وحده. إذ أن بالصوم ربنا يستجيب لنا " فصُمْنا وطَلَبنا مِن إِلهِنا لِأَجلِ ذلك فآستَجابَنا. (عزرا 8:23).

3.                   الآخرين:

الصوم هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبة والصدقة والرحمة وبالمصالحة. فالصدقة هو موقف القلب ، القلب الرحيم ، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقة مع الآخرين. فلا حب بلا تضحية والتضحية بلا  حب أمر خارجي. "الصيام وحده لا يوصلك إلى السماء بل يلزمك لتصعد إليها على أجنحة المحبة" . بالصوم يشعر الإنسان بالجوع وبالتالي مع الجائع. ما نصوم عنه ليس من حقنا، وإنما هو من حق الفقير. ما تحرم نفسك منه، قدّمه إلى شخص آخر. الصوم المقبول عند الرب يقول اشعيا النبي "أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com