عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

خبزنا في الصحراء

الخميس الرابع من الصوم الكبير : Mt 15,29-39

تعليق على الإنجيل
التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة
الفقرات 1402 – 1405

خبزنا في الصحراء: الإفخارستيّا، ضمانة المجد الآتي

في صلاة قديمة، تهتف الكنيسة مهلّلة لسرّ الإفخارستيّا: "يا أيّها الوليمة المقدّسة التي تصيّر المسيح طعامنا، وتحيي ذكرى آلامه، وتفعم بالنعمة نفسنا وتعطينا عربون الحياة الآتيه". فالإفخارستيّا هي، ولا شكّ، تذكار فصح الربّ، وباشتراكنا في المذبح نمتلىء "من كلّ بركة سماويّة ونعمة". ولكنّ الإفخارستيّا هي أيضًا استباق للمجد السماوي. في العشاء الأخير، لفت الربّ نفسه نظر تلاميذه إلى اكتمال الفصح في ملكوت الله: "أقول لكم: لن أشرب بعد الآن من عصير الكرمة هذا حتّى ذلك اليوم الذي فيه أشربه معكم جديدًا في ملكوت أبي" (متى26: 29). كلّ مرّة تحتفل الكنيسة بالإفخارستيّا، تتذكّر هذا الوعد، وترنو بنظرها إلى "مَن سيأتي" (رؤ1: 4). وفى صلاتها تلتمس مجيئه: "ماراناثا" (1قور16: 22)، "تعال أيّها الربّ يسوع"، (رؤ22: 20)، "لتأت نعمتك وليعبر هذا العالم!".
وتعلم الكنيسة أنّ الربّ، منذ الآن، يأتي في الإفخارستيّا، وأنّه ههنا فيما بيننا. ولكن هذا الحضور محجوب عن الأنظار. ولذا نحتفل بالإفخارستيّا "منتظرين الرجاء السعيد، ومجيء مخلّصنا يسوع المسيح" (طي2: 13)، وطالبين "أن نمتلئ من مجدك، في ملكوتك، كلّنا معًا وإلى الأبد، يوم تُمسح كلّ دمعة من عيوننا. ويوم نراك، أنت إلهنا، كما أنت، سوف نصير شبيهين بك إلى الأبد. ونسبّحك بلا انقطاع" (صلاة الإفخارستيّا).
هذا الرجاء العظيم، رجاء سماوات جديدة وأرض جديدة يقيم فيها البرّ (2بط3: 13)، ليس لدينا عليه عربون أوثق وآية أوضح من الإفخارستيّا. ولا غرو، فكلّ مرّة نحتفل بهذا السرّ، "يتمّ عمل فدائنا" (المجمع الفاتيكاني الثاني- في الكنيسة 3)" ونكسر خبزًا واحدًا هو الدواء الذي يكفل لنا الخلود والترياق الذي يحول دون موتنا، بل يتيح لنا أن نحيا في يسوع المسيح دائمًا" (القدّيس أغناطيوس الأنطاكي).

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com