الأحد الرابع من الصوم الكبير : أحد مثل الابن الشاطر : Lc 15,11-32

تعليق على الإنجيل
القدّيس مكاريوس (؟ - 405)، راهب مصريّ
العظة 16 من السلسلة الثالثة

عودة الإبن الضال

لنقترب من الربّ، من الباب الروحي، ولنقرع كي يفتح لنا. ولنطلب أن نستقبله هو نفسه، هو خبز الحياة (يو6: 34). لنقل له: "أعطني يا ربّ خبز الحياة كي أحيا، لأنّني أسير نحو هلاكي، ويؤلمني جوع الخطيئة. إمنحني ثوبًا منيرًا بالسلام حتّى أستر خزي نفسي لأنّني عريان، ومحروم من قوّة روحك وخجل من قلّة حياء أهوائي" (تك3: 10).
وإذ يقول لك: "كان لديك ثوب، ماذا فعلت به؟" أجِبه: "اصطدمت بقطّاع طرق، فانهالوا عليّ بالضرب وتركوني بين حيّ وميت، ثمّ عرّوني ومضَوا (لو10: 30). أعطني نعالاً روحيّة، لأنّ أقدام نفسي قد طُعنت بالشوك والحسك (تك3: 18)؛ أهيم في الصحراء ولا أقوى على التقدّم. امنح قلبي البصر كي أرى من جديد؛ افتح عينيّ قلبي، لأنّ أعدائي غير المنظورين قد أعمَوني ساترين إيّاي بحجابٍ من الظلمة، فلا يمكنني تأمّل وجهك السماوي والمشتهى. امنحني حاسّة السمع الروحي، لأنّ فهمي أصمّ ولا يمكنني سماع كلامك العذب والممتع. أعطني زيت الإبتهاج (مز45: 8)، وخمر الفرح الروحي، كي أضعها على جروحي وأقدر على استعادة الحياة. اشفني وأعِد إليّ الصحّة لأنّ أعدائي، قطّاع الطرق المخيفين، تركوني مطروحًا بين حيّ وميت".