عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

15/7/2009
من تاريخ الكنيسة الارمنية _المطران بطرس مراياتي
 
   

المطران بطرس مراياتي

نبــذة عـن
تاريخ الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة

 
 
 

المقدّمة

للعنوان أهمّية كبرى لأنّه يدلّنا على الاتّجاه الذي سنسير فيه، ويلخّص ما نسعى إليه.

- نقول: "نبذة". لأنّ هذا تلخيص لما جرى خلال ألفَي سنة. ولذلك سنتوقّف عند بعض الأحداث الهامّة ونختصر الشيء الكثير تاركين للقارئ حرّيَّة العودة إلى المراجع باللغة العربيَّة، التي سنذكرها نهايةً.

- نقول: "تاريخ". لأنّ الموضوع يشمل أحداثاً مدوَّنة تاريخيّاً، ورجالاً صنعوا التاريخ. لن نتوغّل في معارج التاريخ الغابر الذي قد تكون اختلطت فيه الروايات بالأساطير والقصص بالملاحم. نبدأ التاريخ مع بدايات حدث الاهتداء إلى المسيحيَّة.

ولمّا كانت الأحداث مرتبطة بالمواقع فلا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار الخريطة الجغرافية والإشارة إلى الأماكن التي جرت فيها تلك الأحداث.

إنّ من يفحص موقع أرمينيا على الخريطة يجدها في معظم حقبات التاريخ محاصرة من دُول وشعوب أخرى مختلفة عنها، دِيناً ولغةً وثقافةً. أدّى هذا إلى نشوء مجابهات أحياناً ومعاهدات في أحيان أخرى. وهكذا تميّزت أرمينيا عبر التاريخ بواقعها "الحدوديّ" من أطرافها كلها، وبخاصّة، إذا وجدنا أنه ما من انفتاح لها على البحار. ولذلك كان تاريخها منغلقاً. ولمّا أراد الأرمن أن ينفتحوا على عالم البحار نزحوا نحو الجنوب إلى شمال البحر الأبيض المتوسّط ليُنشئوا مملكة كيليكيا . ( 1 )

- نقول:"الكنيسة". لا شكّ في أنّنا سنبحث في الأحداث الكنسية الدينيَّة عبر تاريخ الأرمن، ولكن لمّا كانت هذه الأحداث متشابكة مع الأحداث المدنيَّة فإنّنا سنعتمد التواريخ المدنيَّة كمرجع لنا، وذلك لأمرين مهمّين: الأوّل، كون الكنيسة قامت بدَور القيادة والمرجعية في عهود كثيرة غابت فيها السُلطة المدنيَّة. والثاني، لأنّ الكنيسة طُبعت بطـابع الوطنيَّة والقوميَّة، إذ كـانت، لفترات طويلة، العنصر الثابت في الحفـاظ على هوية الشعب.

- نقول:"الأرمنية". لأنّ الكنيسة التي نتحدّث عنها أرمنيَّة، لغةً وطقساً وثقافةً وشعباً وأرضاً. وقد أُطلق عليها في العهد العثمانيّ اسم "الملّة" للتمييز بين طائفة وأخرى. ومن الخطأ الشائع التمييز بين "مسيحيّ" و"أرمنيّ" لأنّ الأرمنيّ مسيحيّ حُكماً، كما يقول أحد الأساقفة: "إنّ الأرمنيّ الذي لا ينتمي إلى المسيحيَّة لا يُعدّ أرمنياً. إيماننا وهويتنا الوطنية ينبعان من مصدر واحد". وربّما يعود هذا التمييز بين "مسيحيّ" و"أرمنيّ"

في شرقنا العربيّ إلى عامل اللغة التي ينطق بها الأرمن فتميّزهم عن سائر المسيحيين. وهذا لا يعني أنّنا سنغفل ذكر علاقات الكنيسة الأرمنيَّة مع الكنائس الأخرى.

- نقول: "كاثوليكية" بمعنيين. المعنى الأوّل الجامعة، أي إنّ الكنيسة الأرمنيَّة هي جزء من الكنيسة الجامعة منذ نشأتها. والدليل على ذلك أنّ القدِّيس كريكور البطريرك - الكاثوليكوس الأوّل نال الرسامة في قيصريَّة قبادوقيا في الكنيسة البزنطيَّة وكان على علاقة مع الكنيسة السريانيَّة. ويُفيد بعض المؤرخين أنّه زار البابا سِلفِسترُس برفقة الملك "درطاد" لما ذهب لزيارة الإمبراطور قسطنطين. ولذلك تؤمن الكنيسة الأرمنيَّة "بالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية المقدَّسة".

أمّا المعنى الثاني، الكاثوليكيَّة حصراً، أي المرتبطة بالكنيسة الكاثوليكيَّة الرومانيَّة. فقد استقلّ قسم من الأرمن في العام 1742 وكوّنوا "بطريركيَّة الأرمن الكاثوليك". ولمّا كانت الكنيسة الأرمنيَّة الكاثوليكيَّة هذه فرعاً من الكنيسة الأرمنيَّة فإنّنا سنبحث في أصولها عامّةً، وسنتوقّف عند تفرّعها وما تبع ذلك بنوع خاصّ.

1- بدايات المسيحيَّة في أرمينيا

يعود تاريخ المسيحيَّة في أرمينيا إلى القرون الأولى للميلاد.

ويُفيد التقليد الكنسيّ أنّ الرسولَين "تدّاوس" و"برتلماوس" بشّرا الأرمن بالدين المسيحيّ الجديد في منتصف القرن الأوّل للميلاد . ( 2 )

وتؤكّد المصادر التاريخيَّة أنّه في نهاية القرن الثاني كانت تكوّنت جماعة صغيرة من المسيحيّين في أرمينيا حيث لجأت مجموعة من المتبتِّلات الهاربات من اضطهاد الإمبراطور الرومانيّ ديوقليتيانوس، ومنهنّ القدِّيستان هرِبسيمة وكاياني اللتان استشهدتا مع رفيقاتهنّ حفاظاً على إيمانهنّ وعفّتهنّ.

2- اهتداء المَلك درطاد عن يد غريغوريوس

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com