عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

آية يونان

الأربعاء الأوّل من الزمن الأربعينيّ : Lc 11,29-32

تعليق على الإنجيل
القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة 37

آية يونان

قصّة النبي يونان تُظهره لنا على أنّه الصورة الكاملة عن المُخلِّص... لقد نزلَ النبي يونان إلى يافا ليركبَ سفينة متَّجهة إلى ترشيش... كما نزلَ الربّ من السماء إلى الأرض، كذلك نزلَتْ الألوهيّة نحو الإنسانيّة؛ انحدَرَتْ القدرة المطلقة إلى وضاعَتِنا... لتركبَ على متن سفينة كنيسَتِها.
لقد أخذَ يونان بنفسِهِ المبادرة ورمى ذاتَه في الأمواج قائلاً لها: "خُذيني وارميني في البحر"، مُعلنًا بذلك عن آلام المسيح الإختياريّة. حين يرتبط خلاص المجموعة بموت فرد واحد، يصبح هذا الموت بين يديّ هذا الشخص الذي يستطيع بكلّ حريّة أن يؤخِّره، أو أن يُعجِّله، لتفادي الخطر. إنّ سرّ المسيح كلّه يتمثَّل ههنا. فالموت ليس ضرورة بالنسبة إليه، لكنّه نتيجة خياره الحرّ. اسمعوا ما قالَه: "ما من أحدٍ ينتزعُ حياتي منّي. فَلِيَ القدرةُ أن أُضحّي بها، وَلِيَ القدرةُ أن أستَرِدَّها" (يو10: 18).
انظروا إلى السمكة الكبيرة، أي الصورة المريعة والقاسية عن الجحيم. من خلال ابتلاع النبي، تشعرُ السمكة بقوّة الخالق... وبخوف، تقدِّمُ جوفها كمسكن لهذا المسافر الآتي من العُلى... وبعد ثلاثة أيّام، تعيدُه إلى النور لتعطي للوثنيّين ما كانت قد أخذَتْه من اليهود.
هذه هي الآية، الآية الوحيدة التي وافقَ المسيح على إعطائها لليهود، ليُفهمَهم بأنّ المجد الذي أرادوها من المسيح سيكون أيضًا من نصيب الصالحين. أهالي نينوى هم صورة عن الأمم التي آمنت... فيا إخوتي، يا له من فرح عظيم لنا! فما أُعلِنَ عنه ووُعِدْنا به بالرمز، رأيناه حقًّا وجهًا لوجه وعبَدْناه وملَكْناه.

  

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com