عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

اياكم ان تعملوا بركم من الناس

أربعاء الرماد : Mt 6,1-6#Mt 6,16-18

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة عن القدّيس متّى

"إيّاكُم أن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأى مِنَ الناس"

لقد أمَرَنا ربُّنا يسوع المسيح بأن نتجنّبَ بحذر المجد الباطل حين قالَ: "إيّاكُم أن تَعمَلوا بِرَّكُم بِمَرأى مِنَ الناس". قلبُنا هو الذي يجب أن يكونَ موضع هذا التيقّظ، لأنّ الحيّة التي يُطلَب منّا أن نُراقِبَها تكون عادةً غير مرئيّة، وهي تَتسلَّل إلى نفوسِنا بطريقة سريّة لإغوائنا. لكن إن كانَ القلب الذي يتسلَّل إليه ذاك العدو طاهرًا، سرعان ما يكتشف الرجل البارّ أنّ مَن يحاول إغراءَه هو الشرّير. لكن إن كانَ القلبُ فاسِدًا، فهو لا يستطيع أن يميِّز بسهولة إيحاءات الشيطان.
لذا، بدأ ربُّنا يسوع المسيح كلامَهُ قائلاً: "لا تغضَبْ، لا تطمَعْ"، لأنّ الرجل الخاضِع لأهوائه يكون عاجزًا عن السهر على قلبِه. لكن كيف يمكننا ألاّ نعملَ البِرَّ بمرأى من الناس، وفي هذه الحالة كيف يمكننا أن نبقى قُساة القلب؟ فإن تقدّم منّا فقير أمام شخص آخر، كيف يمكن أن نتصدّقَ عليه بطريقة سريّة؟ وإن أخذناه على انفراد، ألن يتسبَّبَ ذلك بفضح صدَقَتِنا؟
فلنُلاحظْ أنّ ربَّنا لم يقلْ فقط: "إيّاكُم أن تَعمَلوا بِرَّكُم بِمَرأى مِنَ الناس"، لكنّه أضافَ قائلاً: "لكي يَنظروا إليكم". ذاك الذي لا يَعمَلْ بِرَّه بهدف أن يَراه الناس، رغم أنّه يعمل في حضورِهم، لا يفترض به أين يقومَ بالأعمال الصالحة أمام الناس؛ لأنّ ذاك الذي يعمل للربّ، لا يرى في قلبِهِ سوى الربّ الذي يعمل من أجلِه؛ كما يرى العامِل دائمًا أمام عينَيه ذاكَ الذي أمَرَه بتنفيذ العمل.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com