عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

سر القربان المقدس

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة الثانية عشرة

«الحكمة الإلهية الخ» ويتناول الكاهن المجمرة من يد الشماس ويبخّر أمام المذبح ثم أمام الموجودين في المذبح وعندما يلتفت نحو الشعب يقول: «نؤمن بإله واحد» والشعب يكمل تلاوة دستور الإيمان النيقاوي (325) القسطنطيني (381). وقد دخل دستور الإيمان النيقاوي إلى طقس القداس على ما ارتأى بعضهم بعد القرن الخامس وفيه يعلن المؤمنون صدق إيمانهم واعترافهم بالثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، وقبولهم الرب يسوع المسيح الإله المتجسّد مخلّص العالم وإطاعتهم الروح القدس مرشد الكنيسة ومعلمها ومعزّيها ومشجعها، ثم يعلنون وحدتهم بالمسيح بانتمائهم إلى الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية وانتظارهم مجيء الرب ثانية إلى عالمنا هذا ليدين الأحياء والأموات. وعندما ينتهي الكاهن من دورة التبخير يسلّم المجمرة إلى الشماس وأثناء تلاوة دستور الإيمان يغسل الكاهن رؤوس أنامل يديه قائلاً: «اغسل يا رب... الخ» وغسل الأيدي يدلّ على نقاء القلب، وكان كل فرد من المؤمنين يغسل يديه قبل دخوله إلى الكنيسة ليكون مستعداً ليتسلّم القربانة عند التناول، حيث كان الكاهن يضع الجمرة أي الجزء الصغير من أجزاء البرشانة بعد استحالتها إلى جسد الرب يسوع على راحة يدي المؤمن ليتناولها ثم يسقيه من الكأس الخمر الذي استحال إلى دم المسيح. وقد بطلت هذه العادة مع الأيام، واستبدلت لدينا بغمس الكاهن جزءاً كاملاً من أجزاء البرشانة (التي استحالت سرياً إلى جسد المسيح) بالكأس المملوءة بالخمر (الذي استحال إلى دم المسيح) ويضع هذاالجزء (الذي يدعى أيضاً جمرة) في فم كل واحد من المتقدمين إلى التناول.
وأثناء تلاوة الشعب دستور الإيمان، وبعد أن يغسل الكاهن يديه، يستدير نحو الشرق أي أمام المذبح ويبسط يديه ويأتي بهما إلى صدره ثلاثاً قائلاً: «أسجد لربوبيتك يا إلهي» ثم إلى الغرب قائلاً: «إخوتي وأحبائي صلوا لأجلي» ثم يقبل الإنجيل المقدس ويمين البطريرك أو أحد المطارنة إذا وجد، ثم يجثو أمام المذبح بتواضع ووداعة وحزن كما جثا الرب يسوع في بستان الجثسيماني وتقاطر عرقه دماً وكانت نفسه حزينة حتى الموت وقال للآب: «إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس» (مت 26: 39)، وإذ يشعر الكاهن بأنه يمثّل المسيح وقد جثا في أسفل مذبح المسيح الذي يمثّل المسيح أيضاً يقدم صلاة توبة صادقة وبألم يعترف بخطاياه وهو يقول سراً صلاة التوبة والاعتراف أمام اللّه قائلاً: «أيها الثالوث الأقدس ارحمني... الخ» ثم ينتصب ويقبّل المذبح. وكان الشماس سابقاً ينادي قائلاً: «قد آن أوان الصلاة وإنه الوقت الذي ننال فيه الغفران». وهذه المناداة ألغيت مع الزمن ولكن ما تزال الكنيسة تستعملها فقط قبل أن يصعد الكاهن إلى درجة المذبح ليبدأ صلاة السلام في أيام آحاد الصوم الكبير.بعد أن أعلن الشعب إيمانه ووحدانيته مع نية الكاهن، ودار الشماس (المشملي) بين المؤمنين في الكنيسة أثناء تلاوة دستور الإيمان وبيده مجمرة البخور وعطّر الشعب بتعاليم الرب يسوع يعود إلى المذبح وكأني به يقول للكاهن إن المؤمنين مستعدون لمشاركته بتقديم الذبيحة وقد شاركوه بوحدة الإيمان والنية النقية وأيّدوه لاتباع السلام. وهنا تبدأ الخدمة الجهورية وهي مجموع صلوات طقس القداس التي يقال لها ليتورجية وهي لفظة يونانية كما يقال لها أيضاً أنافورا وهي الأخرى لفظ يوناني معناه رفع القربان، وتبدأ بصعود الكاهن درجة المذبح وتقبيله من الوسط فالجانب الأيسر فالأيمن، ثم تلاوة رتبة السلام ثم التقديس والرفعة ثم المناولة ثم الختام.
رتبة المسامحة:
يبدأ قداس المؤمنين برتبة المسامحة طبقاً لوصية الرب يسوع القائل: «فإن قدّمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكّرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك هناك قربانك قدّام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعالَ وقدّم قربانك» (مت 5: 23و24) فحالما يصعد الكاهن على درجة المذبح يبدأ بصلاة السلام قائلاً: «يا إله العالم وربه أهّلنا لهذا الفداء وإن لم نكن له أهلاً لكي يسالم بعضنا بعضاً بقبلة مقدسة...» ويجيب الشعب: «آمين» ويقول الكاهن: «السلام لجميعكم» وأثناء ذلك يسيّر الكاهن يمينه فوق الكأس والصينية ويرفعها فوق كتفه مشيراً بها للشعب ليعرف الشعب أنه يحييهم ثم يرسم الكاهن بإصبعه صليباً على جبهة الشماس الذي بيده المجمرة ويقبض الكاهن على سلاسل المجمرة ويقبلها قائلاً للشماس حاملها: «سلام ربنا وإلهنا»، والشماس يقبّل يمين الكاهن قائلاً ليكن معنا وبيننا. ثم يقبّل الشمّاس يمين البطريرك أو أحد المطارنة إن وجد، ومنه يأخذ الكهنة والشمامسة السلام. أما إن لم يوجد في المذبح البطريرك أو المطران فيعطي الشماس السلام لكاهن داخل المذبح وإن لم يوجد فلأرقى الشمامسة رتبة وكل ذلك بوساطة سلاسل المبخرة ثم يعطي الشمامسة داخل المذبح ثم الشعب خارج المذبح السلام الواحد للآخر.فبعد أن يعطي الكاهن السلام للشعب بقوله: السلام لجميعكم، يجيبه الشماس بقوله: «ومع روحك أيضاً» ويتابع الشماس قوله موجهاً إياه للشعب قائلاً: «لنعطِ السلام بعضنا بعضاً كل واحد لقريبه بقبلة مقدسة روحية، بمحبة ربنا وإلهنا وبعد إعطاء هذا السلام الإلهي المقدس فلنحنِ رؤوسنا أمام الرب الرحيم. أمامك يا ربنا وإلهنا» ويواصل الكاهن تلاوة الصلوات قائلاً صلاة البركة: «يا من هو وحده رب رحيم ساكن في الأعالي ويتطلع إلى أوضع الأعمال أسبغ بركاتك على الذين طأطؤوا الرؤوس أمامك وباركهم بجودة ابنك الوحيد وروحك القدوس... الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين»، الشعب: «آمين».

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com