عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

القديس امبروسيوس

السبت من أسبوع الموتى المؤمنين : Lc 12,49-59

تعليق على الإنجيل
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340-397) أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
مقالة عن إنجيل القدّيس لوقا

"جئت لألقي على الأرض نارًا"

"جئت لألقي على الأرض نارًا، وما أشدّ رغبتي أن تكون قد اشتعلت!" يريدنا الربّ أن نكون متيقّظين ومنتظرين لحظة مجيء المخلّص. ولكن بما أنّ المنفعة تكون ضئيلة والإستحقاق واهن عندما يكون الخوف من العذاب هو فقط ما يمنعنا من الضياع، وبما أنّ الحبّ هو القيمة الأسمى، فها هو الربّ بنفسه يشعل فينا رغبة الاتّحاد بالله عندما قال: "جئت لألقي على الأرض نارًا". طبعًا، ليست تلك النار المدمّرة، بل تلك التي تشعل النوايا الحسنة، وتصقل الأواني الذهبيّة في بيت الربّ من خلال استهلاك الهشيم والتبن (1قور3: 12)، وابتلاع القشور الأرضيّة المتراكمة عبر طعم الملذّات الأرضيّة التي هي صنيعة الجسد الذي يجب أن يهلك.
هذه هي النار الإلهيّة التي كانت تشعل عظام الأنبياء كما قال إرميا: "كان في قلبي كنار محرقة قد حبست في عظامي" (إر20: 9). إذ إنّ هناك نار من الربّ وقد قيل عنها: "النار تسير أمامه وتحرق من حولها خصومه" (مز97: 3). فالربّ بحدّ ذاته هو نار "تشتعل بالنار وهي لا تحترق" (خر3: 2). نار الربّ هي نور أزليّ، تشعل مصابيح المؤمنين: "لتكن أوساطكم مشدودة، ولتكن سرجكم موقدة" (لو12: 5). فالمصباح ضروري في ظلام أيّام هذه الحياة. هذه هي النار التي، وفقًا لشهادة تلمذيّ عمّاوس، وضعها الله فيهما: "أما كان قلبنا متّقدًا في صدرنا، حين كان يحدّثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟" (لو 24: 32). هما يعلّماننا بثقة ما هو تأثير هذه النار التي تنوّر أعماق القلوب. لذا، سوف يأتي الربّ في النار (أش66: 15) ليفني المعاصي لحظة القيامة، وليملأ بحضوره رغبات كلّ شخص، وليلقي نوره على الفضائل والأسرار.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com