عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

جان تولير

يوم الجمعة الخامس من زمن السنة : Mc 7,31-37

تعليق على الإنجيل
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينيكيّ في ستراسبورغ
العظة 49

"قد أبدع في أعماله كلّها، إذ جعل الصمّ يسمعون والخرس يتكلّمون!"

علينا أن ندقّق في ما يجعل الإنسان أصمًّا. إنّ أوّل مَن أصبح أصمًّا هما جدّانا الأوّلَين لأنّهما استمعا إلى أقاويل العدوّ وسمعا كلامه. وهذا ما أصابنا أيضًا من بعدهما، فلم يعد باستطاعتنا لا أن نسمع إلهامات الكلمة الأبديّ الخيّرة، ولا أن نفهمها. لكنّنا نعلم جيّدًا بأنّ الكلمة الأبدي موجود في أعماق كياننا، وشديد القرب منّا ومترسّخ فينا لدرجة أنّ كياننا وطبيعتنا وأفكارنا وكلّ ما يمكن أن ندعو ونفعل ونقول ونفهم، كلّ ذلك ليس قريبًا جدًّا منّا وليس حاضرًا فينا بقدر الكلمة الأبديّ. والكلمة تنطق دومًا في داخل الإنسان. لكنّ الإنسان لا يسمع أيًّا من ذلك بسبب الصمم الذي أصابه... كما أنّ إصابته كبيرة جدًّا في باقي الحواسّ أيضًا فأصبح معقود اللسان يجهل حتّى ذاته. فإن أراد التكلّم عن داخله، لما استطاع لأنّه لا يعلم بما آلت إليه حاله ولا يعلم كيف أنّه يحيا.
ما طبيعة همسات العدوّ المضرّة هذه إذًا؟ إنّها فيض من الأخطاء يجعلك ترى الجانب المضيء منها فقط، ويقنعك بأن تقبلها مستخدمًا لذلك أحجية الحبّ أو البحث عن أشياء هذا العالم المخلوقة وكلّ ما يتعلّق بها: الممتلكات والأمجاد الأرضيّة والأصدقاء والأهل وحتّى طبيعتك الخاصّة، أي كلّ ما يوقظ فيك انجذابًا نحو أشياء هذا العالم الفاني. كلّها مكوّنات تلك الهمسات.
وهنا جاء ربّنا: وضع إصبعه المقدّس في أذن الإنسان، واللعاب على لسانه، فاستعاد الإنسان النطق.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com