عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

السابق ليسوع المسيح

يوم الجمعة الرابع من زمن السنة : Mc 6,14-29

تعليق على الإنجيل
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتي

العظة 27 عن القدّيس لوقا

السابق ليسوع المسيح في ولادته وفي موته

فلنتأمّل يوحنّا المعمدان خاصّة بسبب الشهادة التالية: "ما ولدَتِ النساء أعظم من يوحنّا" (لو7: 28)؛ لقد استحقّ أن يرتفع إلى درجة عالية من الفضيلة ممّا جعل أناسًا كثيرين يظنّون أنّه المسيح (لو3: 15). لكن ثمّة ما يدهش أكثر من ذلك: كان هيرودوس يتمتّع بالسلطة الملكيّة وكان قادرًا على قتله متى شاء. لكنه ارتكب خطأ فادحًا ومخالفًا لشريعة موسى من خلال أخذ امرأة أخيه. لكنّ يوحنّا، بدون أيّ خوف منه، أو أيّ محاباة لشخصه، أو أيّ خشية من السلطة الملكيّة أو أيّ خوف من الموت... بدون إخفاء هذه المخاطر كلّها، وبّخ هيرودوس متسلّحًا بحريّة الأنبياء، ولامه على زواجه. بعد أن رُمِي يوحنّا في السجن نتيجة هذه الوقاحة، لم يقلق بشأن الموت أو الحكم الذي قد يصدر بحقّه. وبالرغم من القيود التي كانت تكبّله، كانت أفكاره كلّها متّجهة نحو المسيح الذي بشّر به.
نتيجة عجزه عن لقائه شخصيًّا، أرسل يوحنّا تلاميذه ليسألوا الربّ: "هل أنت هو الآتي، أو ننتظر آخر؟" (لو7: 19). فلنلاحظ أنّه حتّى خلال وجوده في السجن، بقي يوحنّا يعلّم. حتّى في هذا المكان، كان لديه تلاميذ؛ حتّى في السجن، بقي يوحنّا يقوم بواجبه كمعلّم، وبقي يعلّم تلاميذه من خلال أحاديث عن الله. في هذه الظروف، طُرحت مشكلة يسوع، وأرسل له يوحنّا بعض التلاميذ.
عاد التلاميذ ونقلوا إلى معلّمهم ما طلب منهم المخلّص أن يبشّروا به. هذا الجواب كان بمثابة سلاح ليوحنّا كي يواجه هذه المعركة. مات يوحنّا بثقة كبيرة، كما واجه قطع الرأس بكلّ رحابة صدر، مطمئنًّا إلى كلمة يسوع المسيح نفسه، الذي أكّد له أنّ مَن آمن به كان حقًّا ابن الله. هكذا كانت حريّة يوحنّا المعمدان، هكذا كان جنون هيرودوس الذي أضاف إلى جرائمه السابقة، سجن يوحنّا المعمدان وقطع رأسه.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com